"أن تكتشف موهبتك، وتؤمن بقدراتك، وتثق في أدواتك".. تلك هي فلسفة النجاح التي سطرتها سيدة سعودية تنقلت في حياتها الأكاديمية والعملية بين مجالات عدة؛ غير أن موهبة فذة بداخلها حولتها لمحاربة قوية استطاعت بجدارة أن تحفر أسمها وسط قليلون يجيدون فن صناعة الجمال، تنسج خيوط الإبداع بألوانه الزاهية لتطل عيناك على لوحة تعبر عن جمال المرأة وأنوثتها وطغيانها في ثوب صنعته مصممة الجمال والأزياء وسيدة الأعمال "سناء أبو حجر". اقتربنا من تلك التجربة لنكشف أسرارها ونتعرف أكثر على خطوات كثيرة صامتة كانت سببا في تألق مصممة الأزياء الموهوبة التي أتقنت علم النفس، وأجادت التواصل والإعلام، وانطلقت لعالم الموضة والأزياء.. كان لنا معها هذا الحوار تاليا نصه:-
- البدايات رغم صعوبتها ترسم ملامح المستقبل.. كيف كانت بدايتك؟
ولدت في مكة المكرمة ، لأسرة تؤمن بأهمية العلم والعمل، وفي الثامنة من عمري لاحظ من حولي ولعي الشديد بالرسم وتصميم اللوحات، ونمت موهبتي بداخلي حتى التحقت بالجامعة ودرست علم النفس والذي أفادني كثيرا في فهم الآخر والأذواق وطبيعة الأشخاص والاختيار، ومن ثم عملت أخصائية علم نفس، حتى كنت في مقابلة مع صديقة لي تعمل بوزارة الإعلام وجلست أمام الكاميرا أتحدث ففوجئت بأن إدارة الإذاعة أعجبت بأسلوبي في الإلقاء، ووافقت على طلبهم بالعمل في الإعلام، ولكن موهبتي الأساسية لم تنفصل عني يوما، لذا أسست مركزا للتجميل وقررت التفرغ لعملي بإضفاء لمسات الجمال والتجديد على كل ما يخص المرأة، وعندما أدركت ما أتميز به من قدرة على الابتكار والتصميم بدأت في تصميم الأزياء النسائية والتي تحولت فيها من العمل للأصدقاء والمقربين، إلى الاحتراف.
- هل استفادت أبو حجر من دراستها لعلم النفس في عملها؟
بالتأكيد.. أصبحت استطيع التعرف بسهولة على شخصية المرأة التي أتعامل معها، وأتقرب أكثر لذوقها في ملابسها وألوانها المفضلة، فالأزياء تعبر عن طبيعة الشخص وحالته المزاجية، وتصميم الأزياء بالنسبة لي هو حياة أعيشها وأتفاعل معها، فمثلا عندما أكون غاضبة أو حزينة أسرع إلى المشغل الخاص بي وأعمل كثيرا وأنتج في هذه الحالة أفضل تصميماتي.
- وما هي فلسفتك في اختيار التصاميم التي تقديمها للجمهور؟
تميزت بطابع خاص هو "الكلاسيكي" الهادئ الذي كانت ترتديه الأنيقات في العصور الوسطى، لما له من جمال خاص يجذب الأنظار، فأنا لا أفضل الألوان الجريئة والحداثة المبالغ فيها التي تنال من أنوثة المرأة، بل أنني في زياراتي لمتاحف أوروبا أقف أمام اللوحات مبهورة بجمال ورقة أزياء النساء في هذا الوقت، وكيف كانت تصنع تلك الملابس ذات التفاصيل الدقيقة المعقدة على الرغم من عدم وجود إمكانات تكنولوجية مساعدة في تلك العصور.
- ولكن هل يتناسب ذلك مع العصر الحالي؟
المرأة لن تتغير، فهي دائما رمز الأنوثة والجمال سواء كانت بالفستان الغربي أو العباءة العربية، ولكل منها دلاله الخاص لدى مصمم الأزياء، وأنا كمتابعة جيدة لمشاهير المصممين مثل: أيلي صعب، وزهير مراد، أردت عمل تطوير للملابس الأنيقة المعاصرة؛ بطرازات العصور الوسطى الساحرة، ليخرج موديل يناسب كل العصور.
- حدثينا عن سر تألق عرضك بالقاهرة نهاية العام الماضي؟
كنت في مصر الشقيقة، وفكرت في تجديد أسلوب عرض الأزياء مثلما أسعى لتجديد الأزياء نفسها، ولأنني أرى أغلب المعروضات هي تقليد لبعضها، فقررت إظهار ما في منتجاتنا من فكر وابتكار بطريقة مشوقة، حيث قدمت عرض قصصي روائي بعنوان: "زفاف صاحبة السمو"، وارتدت فيه العارضات تصميماتي الجديدة، وطلبت منهن إتقان دور أميرات العصور الوسطى، ثم عرضت للجمهور رواية قصيرة عن عصر قديم بملابس حديثة، وانبهر الحضور بشدة وكانت تجربة موفقة للغاية شعرت بالسعادة لحجم التفاعل معها.
- هل هناك عروض جديدة تشاركين بها؟
وجهتي المقبلة ستكون لبلاد الموضة والأزياء، في لندن وباريس، فلدي حلم بأن أرى المرأة الأوروبية ترتدي العباءة العربية التي نتميز بالتصاميم العصرية لها في مشغلنا، حيث نقدم عباءات تناسب كافة المناسبات سواء الخروج للتسوق أو للرياضة أو للعمل، وكافة المناسبات الاجتماعية، ونؤمن أنا وزملائي بأن العباءة العربية هي زي راقي يستحق الانتشار ويتناسب مع كافة الأوقات والأذواق، ففي القاهرة طلبت مني فتيات عديدة عباءات لارتدائها مع الجينز والبلوزات، ولاقى عرض العباءات إعجاب الكثيرات هناك مثلما نتوقع له نجاحا في رحلتنا لأوروبا بإذن الله.
- ما هي ألوانك المفضلة؟
كل الألوان جميلة، بشرط كيف نجعلها تتناسق مع بعضها؛ وعلى المستوى الشخصي فأنا أنجذب بشدة للون الكحلي الأزرق، والذهبي، والعودي، والأبيض، وأحرص على استخدامها سواء في مركز التجميل أو مشغل الأزياء.
- وما هي الخامات المفضلة لكي؟
أحب الحرير والحرير القطيفة في العباءات، رغم ندرة الأخير، كما أفضل الدانتيل في الفساتين، وللعلم فأنا أشرف على كافة مراحل الزي الجديد بداية من التصميم ثم اختيار الألوان والخامات وصولا للتنفيذ، واهتم كثيرا بملائمة الزي الجديد للأذواق المختلفة، فهناك زي يليق مع النحيفة وأخر مع البدينة، كما هناك زي للمرأة العاملة يختلف عن الأخريات، والألوان أيضا.. الأزياء فن وابتكار وعلم لا يدركه الكثيرون.
- ما هو هدفك في المستقبل؟
أسرتي الصغيرة هي أهم ما أملك، وأتمنى النجاح والخير لبناتي وزوجي الذي ساندني كثيرا وشجعني وكان معي منذ دراستي عندما تزوجت صغيرة ووافق على إتمام دراستي، كما دعم موهبتي وعملي وكان له فضل كبير فيما وصلت إليه، بجانب دعاء والدي بالطبع الذي كان دفعة قوية لي في الحياة؛ كما أطمح في تحقيق سمعة طيبة وسط كبار مصممي الأزياء العالميين.
- شخصيات مرموقة تعاملت معكِ وارتدت ملابس من تصميمك.. من أبرزهن؟
لدي عميلات كثيرات من المشاهير ولله الحمد ولا يمكن أن أفصح عن غالبيتهن نظرا لمكانتهن الرفيعة، ولكن يمكن أن أذكر القنصل العام للجمهورية الإيطالية بالسعودية، وزوجة السفير الأمريكي، والفرنسي، ؛ ودعني أخبرك أنني تمنيت تصميم أزياء النجمة الكبيرة أحلام، والتي أعلم أنها شخصية محبة وإنسانة حنونة للغاية على عكس ما حاول البعض تصويرها، فأنا من أشد المعجبين بها.
- أطلقت سناء أبو حجر تعبير "أتيكيت العباءة" صفِي لنا هذا الفن؟
العباءات أنواع وأشكال وأذواق، وقد لا يدرك الكثيرين هذه الحقيقة، فلها سحر خاص وطابع مميز يجب أن يكون المصمم على دراية كاملة به، ويحب الابتكار وبذل الجهد فيه، وليس مجرد عباءة تقليدية، فمكان ارتداء العباءة والتوقيت وشخصية من ترتديها؛ كلها عوامل تتحكم في التصميم واختيار الخامات وطريقة الارتداء، وهو ما يسمى بأتيكيت العباءة.
-أخيرا.. وأنتي من المهتمين بشئون المرأة، كيف تشاهدين عصر الانفتاح في العمل الذي تعيشه المملكة حاليا؟
أكثر المتفائلات لم تكن تتوقع التغيير الكبير الذي أحدثه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، الذي استطاع كسر حواجز كثيرة نحو السماح للمرأة بالعمل والإبداع والمشاركة في نهضة وطننا العزيز المكرم، فأصبح للمرأة دور هام في المجتمع وحقوق لم تنالها من قبل، كما أصبحت المملكة أكثر تطورا وتقدما خاصة في ظل قيادتنا الحكيمة لجلالة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-.
قد يهمك ايضـــًا :
المصرية نور الغندور بصدد حجز مقعد مهمًّا لها في عالم الموضة والأزياء
إطلالات صيفية للشاطئ من وحي فاطمة المؤمن
أرسل تعليقك