المرأة في دراما رمضان تجاهل نضالها وتكالب على جسدها
آخر تحديث GMT06:59:26
 العرب اليوم -
الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي ليلي أوكراني وتؤكد اعتراض 29 طائرة مسيرة كان تستهدف مواقع روسية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن خارج المجال الجوي الإسرائيلي السعودية تصدر أمرًا ملكيًا بتحويل مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون إلى مؤسسة مستقلة عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكويت تعلن سحب الجنسية من داود حسين ونوال الكويتية في خطوة مثيرة للجدل عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري الجيش الإسرائيلي يعلن قصف "بنى تحتية عسكرية" قرب الحدود السورية اللبنانية فيضانات تايلاند تودي بحياة 9 أشخاص وتؤدي إلى نزوح أكثر من 13 ألف مواطن قصف إسرائيلي يستهدف سيارة تابعة لمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» في خان يونس ويؤدي إلى مقتل أربعة أشخاص الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان
أخر الأخبار

المرأة في دراما رمضان.. تجاهل نضالها وتكالب على جسدها

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المرأة في دراما رمضان.. تجاهل نضالها وتكالب على جسدها

القاهرة - وكالات

نشهد كل عام سباقا دراميا حاميا بين المسلسلات التليفزيونية خلال شهر رمضان، باعتباره من أكثر الشهور التي تشهد ارتفاعا في نسب المشاهدة والإقبال على الأعمال الدرامية، وبدلا من استغلال صنّاع هذه الأعمال الفنية للدراما باعتبارها أكثر القوالب الفنية تأثيرا في المشاهد العادي، لاعتمادها على النمط غير المباشر في تقديم الخبرات والنصائح، فضلا عن كونه مرآة للتغيرات الاجتماعية، إلى جانب قدرته على تغيير الأنماط والمفاهيم الخاطئة، إلا أننا وجدنا عكس ذلك تماما باستثناء تجارب قليلة من بين 25 مسلسلا شهدهم الموسم الرمضاني 2013. ولأن المجتمع شهد تغييرات اجتماعية عميقة أدت إلى قيام ثورة، فإنه مازال بحاجة إلى تغيير بعض المفاهيم الاجتماعية التي لن تنصلح أحوال المجتمع بدونها وعلى رأس تلك المفاهيم هي صورة المرأة داخل المجتمع، وطريقة عرض قضاياها على شاشة التليفزيون وفي الأعمال الدرامية .. وهذا ما رصدته "البديل" من خلال التعرف على رأي المتخصصين.. ترى "لمياء لطفي" أحد أعضاء مؤسسة المرأة الجديدة- أن دراما 2013 شهدت حالة من التنوع الفكري، وبرزت عدة أعمال ناقشت قضايا مهمة تتعلق بالمرأة منها مسلسل "ذات"، الذي تناول عدة قضايا بشكل درامي جيد منها "ختان الإناث" وكيفية التحول والوعي بين جيل أم "ذات" التي أصرت على ختانها، وبين جيل "ذات" ورفضها ممارسة هذه العادة مع بناتها من خلال حوار درامي راق ومكثف. وتابعت بأن المسلسل ناقش قضية أخرى خطيرة وهي هجمة السفر لدول الخليج في السبعينيات من القرن الماضي وتأثيرها على السيدة المصرية وإعادة تفكيرها في ملابسها ورؤيتها للحياة، فضلا عن مناقشة أهمية التعليم والعمل للمرأة، كما ناقش المسلسل طوال حلقاته ندم ذات على عدم إكمالها لتعليمها، وأنه كان لديها فرصة في الحصول على فرصة عمل أفضل ورفع مستواها الاجتماعي والاقتصادي. وأضافت أنه برغم أهمية النماذج النسائية التي طرحها مسلسل "موجه حارة" مثل شخصية "معالي زايد" تلك الأم القوية الأرملة التي استطاعت تربية أولادها وتوصيلهم إلى مراكز اجتماعية وتعليمية جيدة، إلا أن فكرة الترويج للعنف ضد المرأة والقبول به لم تكن جيدة، كما كان يحدث مع شخصية "رانيا يوسف " زوجة الضابط "سيد العجاتي" ،التي كانت تواجه عنفه وضربه لها بعنفها هي أيضا، خاصة أن هذه الزوجة المتعلمة التي تنتمي لمستوى اجتماعي لأسرة فوق المتوسطة لم تتخذ أي إجراء قانوني مع هذا الزوج، ويمر ضربها مرور الكرام، وكأن الضرب مقبول في كل الطبقات! على جانب آخر فترى لمياء أن هناك مسلسلات أخرى احتوت على قدر كبير من الابتذال والإهانة للمرأة المصرية منها "مزاج الخير" الذي لم يطرح أي فكرة على الإطلاق ولا هدف من صانعيه، ثم أن الترويج الرخيص له عبر السيدات اللاتى يظهرن عراة الصدور، عاهرات، وراقصات من اجل الترويح على المشاهدين بعد الإفطار تحت شعار "خللي الناس تتبسط " أمر مسيء للغاية ،فلم نجد في المسلسل بأكمله، سيدة مهذبة دكتورة أو مهندسة أو امرأة عاملة، فلم نرى سوى سيدات مدمنات يشربن الشيشة ليل نهار، بطلات يدرن في فلك البطل "مصطفى شعبان" من أجل إرضائه وممارسة الجنس معه لإنجاب "الولد" فقط . بينما قالت الدكتورة "عزة كامل" مدير مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية – اكت – أنه برغم كثرة عدد المسلسلات الرمضانية هذا العام، إلا أن صنّاعها مازالوا يفرضون على المشاهد نفس الصورة التقليدية للمرأة والتي اقتصرت على الرقص والعنف الموجه لها، والعلاقات الأسرية غير مستقرة والطلاق، وكأنه لا توجد نماذج أخرى في الحياة يتم تقديمها، إلا هذا الشكل والذي ظهر بشدة في مسلسلات مثل "مزاج الخير" و"نكذب لو قلنا مبنحبش" بطولة يسرا، و"الزوجة الثانية". وأضافت أنه على الجانب الآخر هناك بعض النماذج الدرامية القليلة التي عبّرت عن المرأة  المصرية وهمومها بشكل واقعي وحقيقي، مثل مسلسل "ذات" حيث تنوعت فيه الشخصيات النسائية وتم نقلها إلى الشاشة بصورة قريبة من الواقع، فضلا عن شخصية "ذات" التي أعطت نموذجا للمرأة المصرية التي تدفع زوجها للنجاح، إلى جانب نجاحها في تربية أطفالها. بينما ترى أن مسلسل "القاصرات" لم يعالج القضية التي تناولها بالشكل المطلوب، ومواجهة جذورها، بل تم رصدها في إطار شخصية "صلاح السعدني" الرجل السادي الغني الذي يريد أن يتزوج من بنات صغار. وفيما يتعلق بالمشاهد الجريئة التي ظهرت لأول مرة على شاشة التليفزيون، ترى عزة كامل أنه لا مانع منها طالما في السياق الدرامي، ولكن ما حدث في دراما هذا العام هو لصق السب والقذف بطريقة فجة ومؤذية للمشاهدين، خاصة أن المسلسل يدخل كل بيت مصري ويراه أطفال، عكس السينما ومن ثم يجب ملاحظة لغة الحوار. ويتفق معها في الرأي "عمر أحمد"  المنسق العام للاتحاد النسائي المصري– بأنه برغم كثرة عدد الأعمال التي اعتمدت على البطولة النسائية وهذا مؤشر إيجابي عكس السنوات الماضية، إلا أن صورة المرأة في هذه الأعمال وحتى بعد الثورة ودور المرأة الملحوظ فيها لم تتغير، فهي ما زالت تظهر لنا مقهورة تواجه عنف وقسوة الرجل وضربه لها دون أن يكون لها ردة فعل، وعندما يقدم صنّاع الدراما المرأة الناجحة القوية العاملة يفسدون هذا التقديم بتناول جانب آخر من حياتها بأنها فاشلة في بيتها وتربية أولادها، أو أنها وصلت إلى هذا النجاح بطرق مشبوهة. وأضاف أحمد أن الاتحاد النسائي شكّل مرصد إعلامي تابع خلال شهر رمضان هذه الأعمال الدرامية والإعلانات التجارية، مؤكدا أن دراما هذا العام سجلت أعلى معدلات في العنف اللفظي والجسدي الموجه ضد المرأة، فضلا عن تقديم صورة المرأة الجسد الخائنة، ونموذج المرأة اللعوب أو العاهرة أو الراقصة، فنجد مسلسل "الشك" لا يعبر عن أي فكرة سوى نساء خائنات. واستنكر أحمد هذه الصورة السلبية النمطية التي يتم الترويج لها للمرأة ،عبر الشاشة في أحد أكثر الأوقات التي يكون فيها نسبة مشاهدة عالية للدراما. وأكد أن الاتحاد كمجموعة ضغط أهلية أو كمجتمع حقوقي سيعقد مؤتمرا صحفيا ويتواصل مع صنّاع الدراما لتقديم النتيجة التي توصلوا إليها وتقارير المرصد الإعلامي، ومطالبتهم بتقديم دراما تقضي على التفكير العنصري، وترسخ لقيم المواطنة الحقيقية سواء بين الرجل والمرأة أو بين المسيحيين والمسلمين. وشدّد على خطورة أخرى تتجاوز المسلسلات التليفزيونية وهى الإعلانات التجارية، نظرا لأن مدتها قصيرة لا تتجاوز دقيقة، ومن ثم أكثر تأثيرا على الأطفال، وهذه الإعلانات كانت مليئة بالإهانات والتحقير من شأن المرأة، وبالتالي لا يفسد صنّاعها ذوق الكبار فحسب؛ بل يعبثوا بعقول الصغار ويشوهوا وجدانهم، ما يؤدي إلى تنشئة قائمة على احتقار المرأة والتعامل معها ككائن ضعيف أقل قيمة من الرجل، مثل إعلانات مشروب "بيريل" وإعلانات كريم عبد العزيز وسبابه للفتاة ووصفها بـ" بومة و الله يحرقك". أما دينا حسين -عضو المجلس القومي للمرأة ومؤسس مبادرة "نفسي" فترى أن دراما رمضان لهذا العام شهدت ابتذالا متعمدا جدا من قبل صانعيها، وخاصة مسلسل "مزاج الخير" و"الزوجة الثانية" اللذان قدما النموذج الأسوأ للمرأة المصرية وكأنها جسد وسلعة رخيصة تباع وتشترى ، وأنها مجرد شيء تافه ومبتذل، وتستخدم لإرضاء شهوات الرجل. وأضافت دينا أن المسلسلات شهدت كمّا هائلا من استخدام الألفاظ الخارجة وكانت خارجة عن السياق الدرامي، ورغم استخدام بعض المسلسلات لتنويه (+18) إلا أنه لم يعفهم من المسئولية، خاصة أن هذه المسلسلات تعاد إذاعتها أكثر من أربعة مرات في اليوم، هو ما يؤدي إلى عدم قدرة أولياء الأمور على السيطرة ومنع أطفالهم من مشاهدتها على مدار الـ24 ساعة. على جانب آخر فتجد دينا أن هناك مسلسلات ناقشت قضايا مهمة تمس المرأة المصرية مثل "القاصرات" حيث تناول ظاهرة الختان والزواج المبكر، وتناولها بطريقة جريئة صادمة للمجتمع ولكنها حقيقية، حتى يستفيق المجتمع من غفلته، مشيرة إلى أن المجلس القومي للمرأة لديه مرصد إعلامي يتابع من خلاله هذه الأعمال الدرامية، وسوف تشهد الأيام المقبلة تنظيم فاعلية لعرض نتائج هذه المتابعة وتوصياتها. الدكتورة "فادية مغيث" – أستاذ علم الاجتماع – ترى أن المرأة تواجه مشكلتين كبيرتين، الأولى هو تدني وسوقية الأفكار لدى منتجي الدراما، حيث هبط مستواها مقارنة بـ20 عام مضت، نظرا لسيطرة فلسفة السوق والتجارة على صناعتها، ومن ثم انعكست قيم التسويق على الدراما الذي يتخذ شكل الشتائم والسباب البذيء، حتى تلك المسلسلات التي وضعت تنويه للكبار فقط ،فهي لا تصلح لهم لأنها خادشة للحياء. أما المشكلة الثانية هي غياب الرؤية لدى صناع الدراما عن الإجابة على سؤال هام وهو ماذا نريد أن نقول ونكتب عن المرأة باعتبارها نصف المجتمع، لأنه من غير المنطقي أنه في وقت تخوض المرأة معارك عن وضعها فيما بعد 30 يونيو وعن دستور قادم، ونرى أدوارا نسائية لا تخرج عن نماذج الساقطات أو المجرمات أو الوقحات والعاهرات . وحذرت المغيث من خطورة هذه الصورة التي تقدم عبرها المرأة لأنها تساهم في تشكيل وصياغة الأفكار والهوية واحترام الناس.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة في دراما رمضان تجاهل نضالها وتكالب على جسدها المرأة في دراما رمضان تجاهل نضالها وتكالب على جسدها



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - الأسد يؤكد قدرة سوريا على دحر الإرهابيين رغم شدة الهجمات

GMT 00:06 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025
 العرب اليوم - الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025

GMT 06:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab