لندن ـ العرب اليوم
تختلف وتتنوع طرق التعبير عن الحزن والأسى لفقدان شخص عزيز لدى الناس، فمنهم من يلجأ إلى البكاء والصياح، ومنهم من يفضل العزلة والانطواء والاكتئاب، كرد فعل طبيعي على تجربة الموت القاسية على النفس البشرية. غير أنه في قبيلة "داني"، التي تعيش في أمينا بابوا في غرب بابوا وغينيا الجديدة، يتخذ الحزن شكلاً آخر، ويتحول إلى نوع من العذاب، حيث يقوم أفراد هذه القبيلة بقطع عقلة أصبع من أصابعهم، مقابل كل ميت من العائلة، ويستخدمون في قطع الأصابع الحجارة الحادة، أو الساطور، أو السكاكين، ما يضاعف الإحساس بالألم.
عادة قديمة ..
تمارس هذه العادة منذ سنوات طويلة، وترجع إلى اعتقاد راسخ لدى القبيلة بأن روح الإنسان تبقى موجودة في المكان عند وفاته، ولإرضاء تلك الروح، يجب القيام بأفعال صادمة، كما يعتقدون أن أصابع اليد – باختلاف اشكالها – ترمز إلى أعضاء الأسرة، وتعبر عن مدى تلاحمهم وتضامنهم، لذلك عند وفاة أحد الأفراد يجب قطع الاصبع، كرمز جسدي يعكس حجم الألم والفراغ اللذين خلفهما رحيله . تنفذ عادة قطع الأصبع على أقارب الميت، خصوصا من النساء، حيث تُربط أصابع أيديهن من الجهة العليا لمدة 30 دقيقة بخيطان رفيعة، ليتم بعدها بترها من قبل أقرب المقربين، كالوالدة، أو الأخ، أو الأخت، أو الأب، ثم تجفف في الشمس، ويتم حرقها ودفن رمادها في منطقة خاصة.
كما تقوم الأمهات اللواتي يفقدن أطفالهن الرضع، بقضم الاصبع الصغيرة لمواليدهن الجدد، كي يبعد عنهم شبح الموت، حيث يعتقدن أن هذه العادة تطيل عمر المولود، وتجعله مختلفا عن الآخرين. بالإضافة إلى هذه الطقوس الغريبة والمؤلمة، يقوم أهالي قبيلة "داني"، خلال مراسم العزاء بتلطيخ أجسامهم بالطين لفترة زمنية معينة،كنوع من الحداد على الميت، حيث يعتبرون أن الطين يرمز إلى عودة الروح إلى طبيعتها الأصلية .
أرسل تعليقك