رياضية عراقية تركب الدراجة النارية في شوارع بغداد
آخر تحديث GMT13:39:58
 العرب اليوم -

رياضية عراقية تركب الدراجة النارية في شوارع بغداد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - رياضية عراقية تركب الدراجة النارية في شوارع بغداد

الرياضية العراقية أطياف محمود
بغداد - العرب اليوم

أطياف محمود، لاعبة المنتخب الوطني للفنون القتالية من بغداد كسرت حدود المألوف في كل شيء، فهي مصورة وعاملة بناء ولاعبة فنون قتالية، وراكبة دراجة نارية. DW تابعت قصتها من بغداد

فجأة يرن الهاتف المحمول لتسرع أطياف لالتقاط الهاتف قبل فوات الأوان فهذه المكالمة قد تكون مكالمة عمل تنتظرها منذ أسابيع لأن عملها يعتمد على رنة الهاتف، ومضمون العمل الذي تمارسه أطياف كسرت فيه حواجز العادات والتقاليد التي مازالت مفروضة على الكثير من النساء العراقيات وأيضا بسبب البطالة التي تجتاح المجتمع العراقي.

الدراجة النارية "هواية وعمل"

أطياف، 24 عاما، تدرس حاليا في كلية التربية الرياضية ومعروفة في الوسط الرياضي فهي لاعبة طموحة حلمها العالمية مارست أنواع عديدة من الرياضة أبرزها كيكوشنكاي، ومواي تاي، وكونغ فو، وحصلت على عدة ميداليات ومراكز متقدمة توج بعضها بالفوز محليا وعربيا ودوليا، كما تستعد حاليا لبطولة العرب لكيكوشنكاي بتونس في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

الجانب الآخر الذي لا يعرفه كثيرون هو أنها راكبة دراجة نارية محترفة علمت ودربت نفسها بنفسها كانت لسنوات تركب الدراجة التي تستعيرها من أحد أصدقائها لتجوب بها شوارع بغداد إلى أن استطاعت في العام الماضي شراء دراجة نارية بتكلفة مناسبة لتعتمد عليها في تنقلاتها.

تقول أطياف لـDWعربية: "أحب ركوب الدراجة وأتمنى المشاركة بمسابقة للدراجات النارية حيث أنني أسوق الدراجة بجميع مناطق بغداد وفي المناطق الشعبية ارتدي القبعة على شعري القصير لأبدو كشاب، وإذا حدث عطل بالدراجة أقوم بتصليحها بنفسي، لكن استخدامي الأول للدراجة النارية للذهاب إلى عملي بسبب تكاليف المواصلات".

تتابع حديثها "أعمل عاملا لبناء الطابوق أو كهربائي أو حفريات للمجاري أو مصورة لحفلات الأعراس وتزيين السيارات وغرف نوم العرسان، وببعض الأحيان اضطر للتأخر عن البيت إلى الساعة الثانية صباحا".

 وتضيف أطياف "عملي يعتمد على رنة هاتف المحمول من أحد أصدقائي الذين أثق بهم، فإذا كان هنالك حاجة إلى شخص للقيام بأحد هذه الأعمال، فورا يتصل بي الأصدقاء لأقوم بعملي ولأحصل على أجري اليومي لأعيل نفسي وعائلتي".

مظهر الشاب

عائلة أطياف متواضعة الحال، وتسكن حاليا ببيت للإيجار في منطقة الأعظمية، شمالي بغداد، وبعد مقتل الأخ الأكبر والمعيل لهم أمام عيني أطياف عام 2007، بسبب الطائفية، أثرت كثيرا هذه الحادثة على نفسيتها ما جعلها تأخذ دور أخيها الكبير لإعالة نفسها والعائلة.

تقول أطياف لـDWعربية: "والدتي ربة بيت ووالدي يعمل كهربائيا وأختي الكبيرة مدرسة وأخي التوأم يعمل كاسبا".

 تتابع الحديث "لكني من بينهم جميعا قوية أكثر وحازمة ولا أخاف كثيرا خصوصا بعد ممارسة رياضة الفنون القتالية لأنها علمتني كيف اعتمد على نفسي وكيف أدافع عن نفسي، وأعطتني القوة والصلابة لذلك حملت إعالة العائلة على ظهري نيابة عن أخي الكبير".

وتضيف "لكوني توأم مع أخ لي، من صغري أحب القصات القصيرة وملابس تميل للمظهر الذكوري لكن بقيت بهذا المظهر إلى الآن لأتجنب المضايقات والتحرش عند ركوب الدراجة والقيام بعملي بسبب مجتمعنا المحافظ".

بشعرها القصير وملابسها الفضفاضة ووشم على أنحاء متفرقة من جسدها معبرا عن حبها لأصدقائها الذين يساعدوها كثيرا، فالذي لا يعرف أطياف سيقول كأنها شاب لكن عندما يكتشف بأنها امرأة شابة قد تتغير النظرة وتبدأ المضايقات.

تقول أطياف: "تعرضت إلى انتقادات ومضايقات عديدة منها قيام مجموعة من الشباب بالتحرش بشكل غير لائق بعد خروجي من التمرين مع أحد من زملائي فاضطررت لاستخدام قوتي للدفاع عن نفسي، كما تعرضت إلى تهديدات لكوني أمارس رياضتي القتالية في أثناء التدريب مع ذكور".

وتضيف "عندما أخرج بمظهر الشاب سأتجنب العديد من المشكلات سواء عند ركوبي الدراجة النارية والقيام بعملي الصعب المقتصر على الرجال وحتى أكسر العادات والتقاليد وأعمل عملا حرا بسبب البطالة، لكن عند حدوث حفلة أو مناسبة أعود إلى مظهري الأنثوي".

الدعم العائلي

تحظى أطياف بدعم عائلي كبير، فتقول عن ذلك: "عائلتي تدعمني وتشجعني وتعتبرني فخر لهم وللعراق، صحيح أنهم يخافون علي كثيرا بسبب الأوضاع في البلاد لكنهم يعلمون مدى قوتي وصلابتي وكيف أفرض احترامي على الآخرين".

تضيف "الأقرباء والجيران أيضا نظرتهم مختلفة لي لأنهم عرفوا أخلاقي وطموحي، كما هنالك العديد من الأصدقاء الذين يحبوني ويدعموني".

في هذا السياق، تحدث مدرب نادي الأعظمية للعبة الكيكوشنكاي الكاراتيه، محمد اسماعيل، لـDWعربية عن أطياف قائلا: "تعرفت على اللاعبة أطياف عام 2009، ووجدت فيها روح القتال وعدم التردد والخوف وفي حينها قررت تدريبها ودعمها مستمرا بذلك إلى الآن".

ويمضي في القول متابعا "في الحياة العامة أطياف إنسانة مكافحة ومثابرة وعند ركوبها الدراجة لا تفعل شيئا خاطئا بل العكس أفادتها من ناحية المواصلات كما ستفيد الكثير من النساء العراقيات لكن تبقى المشكلة بمجتمعاتنا ذات النظرة القاسية على المرأة".

وعلى ضوء ذلك، تقول  أطياف: "حاليا أقوم بتدريب بعض الشابات على ركوب الدراجات النارية وأنصح كل شابة عراقية بركوب الدراجة النارية لأن ركوبها سيقتصد الكثير من الأمور".

 تتابع "كما أطلب من الجهات الحكومية الاهتمام بالرياضة النسوية في العراق لعدم وجود الدعم الكافي لأن لدينا طاقات رياضية شبابية هائلة بحاجة إلى الدعم لذلك حاولت أكثر من مرة الهجرة خارج العراق ومنها الذهاب إلى ألمانيا عام 2014، لكن والدتي منعتني خوفا علي، لكن إذا تكررت الفرصة سأعيدها أكيد لأحقق طموحي إلى العالمية".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رياضية عراقية تركب الدراجة النارية في شوارع بغداد رياضية عراقية تركب الدراجة النارية في شوارع بغداد



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab