أربيل - العرب اليوم
جاء في تقرير لصندوق الأمم المتحدة للسكان حول دولة العراق أن العنف ضد النساء والفتيات يعد واحدًا من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان شيوعًا في العالم.
قالت كوجين (اسم مستعار) صاحبة الـ33 عاما “نواجه في الحياة العديد من الانتكاسات ولكن يبقى الاستمرار وعدم الاستسلام هما الأمر الأهم”.
وتعرضت كوجين على مدار سنوات للإساءة على يد زوجها، حيث بدأت قصتها قبل أربع سنوات عندما طلب منها أحد زملاء الدراسة الزواج ووافقت، بحسب تقرير حديث لصندوق الأمم المتحدة للسكان حول العراق.
وأوضحت كوجين قائلة “بدأت المشكلات بعد مرور شهرين على زواجنا.. ففي كل مرة كنا نتجادل فيها، كان زوجي يذهب إلى عائلته ويشكو مني. وكانوا يتدخلون، فيزيدون الوضع سوءا. وقد ظللت أخبره بأن هذه ليست الطريقة الصحيحة لحل مشكلاتنا الزوجية، لكن كلماتي وجدت آذانا صماء”.
وتابعت موضحة “في النهاية، تحول سلوكه المسيطر إلى عنف بدني، وعندما كنت أعترض، كنت أتعرض لعنف جسدي، وفي إحدى المرات ضربني بشدة على وجهي حتى أنني أصبحت الآن أعاني من إعاقة سمعية، شعرت بأنني سجينة في منزلي. كنت قليلة الحيلة ولم أكن أعرف ماذا أفعل”.
وأشار التقرير إلى أن العنف ضد النساء والفتيات يعد واحدا من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان شيوعا في العالم، كما أفاد أنه في العراق وبحسب دراسة صدرت في 2012 عن وزارة التخطيط العراقية تتعرض ما يقرب من 36 بالمئة من النساء المتزوجات للإساءة النفسية من أزواجهن، و23 بالمئة يتعرضن للإساءة اللفظية، و6 بالمئة يواجهن العنف البدني، و9 بالمئة يتعرضن للعنف الجنسي.وكان سوء المعاملة أكبر من أن تتحمله كوجين وراودتها فكرة الطلاق في أكثر من مرة، حيث قالت “ينظر مجتمعنا إلى الطلاق بشكل سلبي، ينشر الأشخاص الشائعات ويلقون باللوم على المرأة ويعتبرونها بلا شرف”، مشيرة إلى أنها غادرت المنزل عدة مرات، ولكن زوجها كان يأتي مع عائلته ويقنعها بالعودة. سمعتْ كوجين عن مركز المرأة الذي يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان في بنصلاوة في أربيل، والذي يقدم خدمات كالمشورة والإحالات للخدمات كالمساعدة القانونية والرعاية الطبية، فقامت بزيارة هذا المركز عدة مرات، إلى أن شعرتْ أنه بإمكانها الوثوق بالأخصائيين الاجتماعيين هناك، ورَوَت لهم قصتها.
وأوضحت قائلة “أعطاني المركز مساحة للتنفس، حيث استمع الأخصائيون الاجتماعيون إلي وقدموا لي النصائح بالإضافة إلى معلومات عن حقوقي، وساعدوني على رؤية الأمور من منظور مختلف”.
وأفادت “علمتني جلسات التوعية أنني لستُ مضطرة إلى أن أكون ضحية وأنه باستطاعتي إجراء تغيير، كما تعلمت كيفية التعامل مع مشكلاتي وتجنّب الاكتئاب. أنا الآن أعمل في المركز وأساعد النساء الأخريات على فهم مشكلاتهن وأتبادل الخبرات معهن”.
وفكرت كوجين جديا في الطلاق،، إلا أن الضغوط التي تعرضت لها من أجل البقاء منعتها من ذلك، فعادت إليه في النهاية، لكن بشرط أن تستمر في الذهاب إلى مركز المرأة.
ومازالت كوجين تحصل على خدمات من المركز وتكتسب الثقة وعملت على تكوين صداقات جديدة، حيث قالت “لقد تغيرت حياتي”، كما أفادت بأن سلوك زوجها تحسن في الفترة الأخيرة.
أرسل تعليقك