الرباط - العرب اليوم
تداول رواد موقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر"، صورة لإمراة ترتدي نقابا وتنورة قصيرة تكشف عن ساقيها، مع كعب عال، على هامش مهرجان "البولفار" الخاص بموسيقى الشباب، بمدينة الدار البيضاء بالمغرب، حيث أثارت الصورة جدلا واسعا.
و عبر البعض عن إعجابه بالصورة لكونها تعبر عن الانفتاح، بينما قال آخرون إنها "مسيئة"، ورأى البعض الآخر أنها شكلا من أشكال الاحتجاج السياسي، وتعبيرا ثقافيا على الأزمة التي تعيشها المرأة في المجتمعات المسلمة، ومنهم من اعتبرها إهانة للدين الإسلامي واستخفاف بالنقاب.
في حين نشرت مجموعة من الصفحات على "فيسبوك" الصورة، مرجحة أن تكون الشابة أرادت لفت الانتباه، في المهرجان الذي تعوّد جمهوره على ارتداء ملابس، والظهور بتسريحات خارجة عن المألوف.
وأمام هذا الجدل، خرج المخرج السينمائي المغربي، هشام العسري، لإعلان أن الصورة تتعلق بمقطع من فيلم موسيقي، موضوعه المرأة، سيرا على خطى أعماله السابقة التي تصنف ضمن خانة الأعمال "الجريئة"، حسب "سبوتنك".
وعبر المخرج العسري عن انزعاجه من النقاش الذي أثير حول الصورة، والمتعلق بـ"الإساءة للدين الإسلامي"، مؤكدا عبر حسابه الرسمي بـ"فيسبوك"، أن الصورة تعود لممثلة في مشروعه الجديد الذي يلقي الضوء على ما يجري من تحرش ومضايقات للنساء في الأماكن العمومية بالمغرب، وهو مشروع عبارة عن شريط سينمائي - موسيقي من ثلاثة أجزاء سيرى النور قريبا على قناة المخرج الخاصة في اليوتيوب.
وقال العسري، إن الغرض من المشهد ليس الهجوم على الإسلام أو المنقبات، فهو يمثل تفكيرا سوسيولوجيا (هو العلم الذي يدرس المجتمعات والقوانين التي تحكم تطوره وتغيره) عن المرأة في المجتمع المغربي، مشيرا إلى أنه رغم كون جمهور "البولفار" منفتح، فقد رأى في مشهد المنقبة أمرا غريبا، لدرجة أن بعض الأشخاص قاموا بشتم الفتاة، أما لو جرى تصوير هذا المشهد في الشارع، فسيكون طاقم الفيلم بحاجة إلى حماية أمنية.
إلا أن النقاش استمر مفتوحا حتى بعد أن قام المخرج المغربي بالتوضيح على حسابه الرسمي على فيسبوك.
وقال معلقون، إن من حق أية فتاة ارتداء ما تشاء من لباس في إطار حرية التعبير الشخصية لكل مواطن مغربي، بعيدا عن التصورات الجاهزة عن الإسلام.
أرسل تعليقك