القاهره ـ العرب اليوم
وسط ذهول من المارة.. بعضهم يطلق كلمات حسبنا الله ونعم الوكيل.. والبعض الآخر أصيب بصدمة من الموقف.. وأناس يستغيثون بالشرطة وآخرين يمسكون بهواتفهم للاستعانة بسياراة الإسعاف، كانت الفتاة العشرينية ملقاة على الأرض وسط إحدى شوارع مدينة ملوي وتحديدا حي جنوب المدينة، تصارع الموت وهي تمسك بأيدي أبنائها الصغار، وعلى الجانب الآخر تجد شابا ارتابه القلق يمسك بسكين في قبضة يديه ملطخًا بالدماء ويهرول في الشارع هربًا من الموقف.كان هذا مشهد طعن «أم هاشم محمود عبده أحمد»، ذاك الاسم المدون
بشهادة ميلاد، السيدة العشرينية، التي أطلق عليها أهالي مدينة ملوي «ضحية النفقة».في الثامن عشر من عمرها، بدأت أيادي الخطاب تدق أبواب منزل عائلة «أم هاشم»، تلك الفتاة التي شهد الجميع على حسن خلقها وسيرتها العطر بين أصحابها، قدر الله لها أن يكون «أحمد. ز. م»، سائقًا، زوجًا لها، خاصة وأنه يُعد أحد أقاربهم، فكانت له الأولوية في الزواج منها، على الرغم من إعلان والدة «أم هاشم» أكثر من مرة عن رفضها لهذا الشخص.كما يقول أهل الصعيد «قلب الأم محدث»، لم تمر أيام معدودة ودبت الخلافات بينهم، لم يكن في ذاك الحين
خلافا في وجهات النظر فحسب، بل تطور الأمر إلى التعدي جسديًا بالأيدي محدثًا إصابات بالعروس خلال شهر العسل.ومع مرور الأيام، أنجبت «أم هاشم» ابنها الأكبر محمد، الذي قدر الله له أن يصاب بضمور في المخ، لتصبح الفتاة التي لم تستكمل العشرين من عمرها ما بين مطرقة زوج قاسي القلب وسندان ابن يعاني الآلام، فلم يكن أمامها سوى أن تستمع لنصائح والدتها: “الصبر يا بنتي، هي الدنيا حالها كدة، ما حدش مرتاح، وارضي بنصيبك دا مكتوب”.36 شهراً هو الفرق بين مولد محمد وقدوم المولود الجديد حمزة، وسط أجواء أسرية متوترة
تارة ومستقرة تارة أخرى، من أقارب المجني عليها، أن الزوج كان يتعمد اختلاق مشاكل خاصة خلال فترة حمل «أم هاشم»، فلم يكن أمام الزوجة سوى منزل العائلة كي تلجأ إليه «غضبانة» لتمكث به طوال فترة الحمل حتى الولادة، وهذا ما تكرر في المولود الثالث لهم «زهران»، ليمارس الزوج عادتة في إرسال الوسطاء لإقناع أهليتها في عودة ابنتهم إلى منزل الزوجية، وبررت أسرة «أم هاشم»، أفعال الزوج على حسب ما أكدوا أنه دائماً كان يهرب من المسئولية لعدم تحمله تكاليف الأطباء والولادة.تمر الأيام ويزداد الأمر سوءا، وبدأت الفتاة
العشرينية تنفذ طاقتها على تحمل الزوج، خاصة بعدما قام الزوج في إحدى الخلافات بضرب أم هاشم ضربًا مبرحًا، على إثرها تمت إصابتها بجرح قطعي في الحاجب وكدمات وسحجات متفرقة بالجسد.في إحدى الخلافات بين «أحمد وأم هاشم»، قررت أم هاشم أن تلجأ إلى منزل والدها بعدما قام أحمد بطردها من منزلها، علمت بأنه قرر أن يتزوج من إحدى الفتيات، لم تصدق أم هاشم المرسال الذي هاتفها، بل تأكدت بالفعل، فلجأت إلى القانون بعدما حررت ضده محضرا بتبديد عفش الزوجية والطلاق للضرر رفع قضية نفقة على زوجها بعدما تزوج من
أخرى.في تلك الفترة بدأت ابنة منطقة «التوحيد» بحي جنوب ملوي، تعتمد على نفسها وتتمسك بعملها داخل «مشغل»، في محاولة منها لكسب رزقها لتعول من خلاله نجلها ذوي الاحتياجات الخاصة الذي يكلف علاجه الشهري أكثر من 1300 جنيه، ناهيك عن أعباء أبنائها «حمزة و زهران».وكأن الله قدر أن يجبر خاطرها، فبعد مرور فترة طويلة على رفع القضية قررت المحكمة بصرف 2200 جنيه نفقة لها ولأبنائها، وتم استلام النفقة، هنا احترق قلب «أحمد» من المبلغ الذي أقرت به هيئة المحكمة، وبدأ يهددها مراراً وتكراراً على حسب
ما أكدت أهلية المجني عليها، حتى حررت «أم هاشم» محضرا ضده بعدم التعرض.وفي الليلة الموعودة، استيقظت «أم هاشم» كعادتها وأيقظت أبناءها وخرجت من منزل والدها قاصدة طريقها المعتاد إلى مدارس أبنائها، لتنوي بعد ذلك الذهاب إلى مقر عملها، وأثناء سيرها بالطريق فاجأها «طليقها أحمد» من خلف إحدى السيارات المتوقفة بالطريق، وأشهر عليها سكينا، على حسب رواية أهلية المجني عليها، وهددها بالتنازل عن النفقة ودفع مبلغ 100 ألف جنيه، مقابل حياتها هي وأبنائها، فرفضت فما كان به إلا أن قام بطعنها عدة طعنات متوقفة أخطرها كان جرحا قطعيا بالرقبة، أمام أبنائه وسط المارة، وفر هارباً.توجهت أهلية المجني عليها إلى مستشفى ملوي العام التي قامت بتحويل الحالة لخطورتها إلى مستشفى أسيوط، ولم تمر عليها 48 ساعة حتى فارقت الحياة، متأثرة بإصابتها.تم إلقاء القبض على المتهم، وحرر المحضر اللازم وتولت نيابة بندر ملوي التحقيقات.
قد يهمك أيضًا:
السلطات السعودية تُوقِف الشاب المسؤول عن "فيديو العباءة"
تسريب فيديو للحظة قتل وتقطيع خاشقجي داخل القنصلية السعودية
أرسل تعليقك