تعرّف على قصة الحب المستحيل بين حاكم مصر وأميرة فرنسية
آخر تحديث GMT10:39:55
 العرب اليوم -

تعرّف على قصة الحب المستحيل بين حاكم مصر وأميرة فرنسية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تعرّف على قصة الحب المستحيل بين حاكم مصر وأميرة فرنسية

مسلسل “ليالي أوجيني”
القاهرة - العرب اليوم

ألقى مسلسل “ليالي أوجيني”، الذي عُرض في رمضان الماضي، الضوء على قصة الإمبراطورة الفرنسية “أوجيني”، التي حلت ذكري وفاتها الـ ٩٨ قبل ٣ أيام في ١١ يوليو /تموز الجاري، والتي أحبها الأمير المصري إسماعيل قبل أن يصبح خديوي مصر وتصبح هي إمبراطورة فرنسا لمدة 17عاما، بعد زواجها من الإمبراطور نابليون الثالث في يناير/كانون الثاني 1853. 

وُلدت أوجيني في اسبانيا بإقليم غرناطة في 5 مايو/أيار 1826 وتوفيت في 11 تموز عام 1920 عن 94 عاما. كان الخديوي إسماعيل يكبرها بأربعة أعوام، وكان لكل منهما قصته وبصمته في الحكم. 

ففي فترة حكمه، عمد الخديوي إسماعيل إلى تطوير الملامح العمرانية والاقتصادية والتعليمية والصحية وغيرها، ليستحق لقب المؤسس الثاني لمصر الحديثة بعد إنجازات جده محمد على باشا الكبير. وكذلك تمرست الإمبراطورة أوجيني في السياسة حتى زاد نفوذها على حساب زوجها نابليون الثالث، وقصة حبهما خلدها التاريخ، فلقد تعارفا أثناء بعثة الأمير إسماعيل إلى باريس ليتلقى علوم الهندسة والرياضيات والطبيعة، وهكذا أحب الأمير المصري الأميرة الفرنسية، التي كانت هي الأخرى تتلقي علومها في بلدها ليستمر الحب ويخلد ويتأثر به العديد من الأدباء و الشعراء. 

مسلسل “ليالي أوجيني” لعب على هذه “التيمة” لينسج من خلالها معظم قصص الحب التي ربطت بين غالبية أشخاصه. وطاف بنا المسلسل مدينة بورسعيد التي كانت شاهدة يوما على حب أوجيني وإسماعيل، واستطاع أن ينقلنا ببراعة التصوير والإخراج إلى أجواء أخري لمصر في فترة الأربعينات من القرن العشرين، في مدينة بورسعيد.

وبرغم تعدد زيجات الخديوي إسماعيل وتعدد أبنائه من هذه الزيجات إلا أنه لم يكن سعيدا، وكان دائم البحث عن محبوبته الإمبراطورة. ورغم مرور الأعوام، لم يستطع هو نسيانها بعد أن أنهي بعثته وانتهز فرصة افتتاح قناة السويس في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 1869، ليدعو الملوك والرؤساء والأمراء من كل دول العالم، وفي الحقيقة كانت الإمبراطورة أوجيني هي المعنية الأولي بتلك الدعوة مع زوجها الإمبراطور نابليون الثالث. 

ووقف الخديوي بنفسه في استقبالها على رصيف ميناء بورسعيد الذي رست عليه سفينتها وأطلق عليه اسمها، واصطف الجنود على الرصيف. وعندما بدأ الحفل عزف النشيدان الوطني الفرنسي والمصري ودخل الخديوي وبجانبه الإمبراطورة ومن خلفهما كل الملوك والأمراء في سلوك أغضب زوجها كثيرا. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن الخديوي شيّد قصرا في الزمالك لتقيم فيه الإمبراطورة خلال وجودها في مصر كلف خزينة الدولة 750 ألف جنيه، كما أمر بإنشاء حديقة الجبلاية، التي كانت على درجة عالية من الجمال والأناقة لتتمتع أوجيني بها أثناء فترة تواجدها بالقاهرة.

وأمر الخديوي بإنشاء شارع الهرم ليتسنى لها رؤية الأهرامات الثلاثة كما كانت تتمني، وأقام الفندق التاريخي “أوبروي ميناهاوس”، ليُضاف إلى قائمة القصور التاريخية العريقة والفخمة في عهده، مثل قصر عابدين، ودار الأوبرا الخديويية، وكوبري قصر النيل، وغيرها من الأعمال الإنشائية المعمارية العظيمة التي خلدت حبه للإمبراطورة، وقبل عودة أوجيني إلى فرنسا، كان الخديوي قد جهز هدية الوداع، غرفة نوم من الذهب الخالص تتصدرها ياقوتة حمراء نقشت حولها بالفرنسية عبارة “عيني على الأقل ستظل معجبة بك إلى الأبد”.

وفي 15 تشرين الثاني 1896، أعد الخديوي وليمة عشاء في قصره بالإسماعيلية، دعا إليها الإمبراطورة وزوجها الإمبراطور نابليون الثالث قبل مغادرتهما البلاد. وكان هذا العشاء بمثابة العشاء الإمبراطوري الأخير لهما، إذ شاءت الأقدار أن يجلس على يسار أوجيني على المائدة الأمير “فريدريك فيلهلم” ولي عهد روسيا، الذي أسقط هو ووالده إمبراطورتيها بعد أقل من 10 أشهر، وهزم زوجها، وأعلن ميلاد إمبراطورية جديدة لألمانيا الموحدة وتتويج والده من قصر فرساي في فرنسا بعد هروب الإمبراطورة أوجيني وزوجها وابنهما لويس، وخروجهم من الأبواب الخلفية للقصر إلى انجلترا.

ولم تكن نهاية حكم الخديوي إسماعيل هي الأخرى بالنهاية السعيدة، إذ تم عزله في 26 يونيو/حزيران 1879. ويحكي لنا التاريخ أن الإمبراطورة في شيخوختها، بعد أن سلبتها الأقدار إمبراطورتيها، حنّت إلى أرض الذكريات، فأتت إلى مصر متخفية في عام 1905، و جاءت إلى السويس، ومكثت عدة أيام في فندق “سافوي” في بورسعيد، ثم زارت القاهرة، وشهدت قصر الجزيرة الذي كان الخديوي قد شيده لها.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرّف على قصة الحب المستحيل بين حاكم مصر وأميرة فرنسية تعرّف على قصة الحب المستحيل بين حاكم مصر وأميرة فرنسية



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول

GMT 06:02 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

ريال مدريد يخطط لمكافأة مدافعه روديجر

GMT 00:30 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

25 وجهة سياحية ستمنحك تجربة لا تُنسى في عام 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab