المجتمع الفرنسي يعيش في نكران للعنف المفروض على نسائه
آخر تحديث GMT12:51:04
 العرب اليوم -

المجتمع الفرنسي يعيش في نكران للعنف المفروض على نسائه

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المجتمع الفرنسي يعيش في نكران للعنف المفروض على نسائه

فرنسيات داخل متحف الميتروبوليتان في ليل
باريس - أ.ف.ب

من شهادات تبث على الإذاعات عن معاناة نساء تعرضن للاغتصاب إلى نداء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لمواجهة ظاهرة التحرش التي تزداد انتشارا وكسر حاجز الصمت، لا تزال الطريق طويلة أمام فرنسا لتوقظ مجتمعا يعيش في حالة إنكار ويولي أهمية كبرى لمفهوم الرجولة.

تروي آن بصوت مرتجف كيف دخل زوجها لويس الحمام "في إحدى الليالي عندما كنت أتبرج واغتصبني. فكانت بداية معاناتي. وفضلت أن أصمت لأني كنت أخشى الطلاق، لكن ينبغي ألا يتحمل أحد ذلك".

وشهادة آن هي واحدة من بين شهادات عدة تبث منذ السبت عبر أثير الإذاعات الفرنسية لتشجيع الضحايا على الخروج عن صمت يلتزمنه حياء أو شعورا منهن بالذنب. وهذه المبادرة تأتي ثمرة لجهود الجمعية النسوية لمكافحة الاغتصاب.

ففي فرنسا، تقع أكثر من 86 ألف امرأة ضحية الاغتصاب أو محاولة اغتصاب كل سنة. ولا يتقدم بشكوى سوى 13 % من الضحايا و1% من الشكاوى لا غير تفضي إلى احكام ادانة قضائية.

وقالت ماري-فرانس كازاليس إحدى المسؤولات في هذه الجمعية إن "كسر الصمت هو المرحلة الأولى من مسار إعادة التأهيل".

وفي ظل التفاوت القائم بين الأفعال والإجراءات الجنائية، تطالب الجمعية بتحقيقات منهجية تطلق إثر التقدم بالشكاوى وباعتبار الاعتداءات الجنسية جرائم وليست جنحا لفرض عقوبات أكثر قسوة.

وفي فرنسا يعتبر الاغتصاب الذي يرتكب، بصرف النظر عن طبيعته، "بالعنف أو الاكراه أو التهديد أو المباغتة"، جريمة قد تؤدي الى سجن منفذها 15 سنة أو حتى 20 سنة عند ارتكابها في ظروف مشددة للعقوبة، مثل الاغتصاب الزوجي أو اغتصاب امرأة مريضة أو معوقة أو حامل، فضلا عن الاغتصاب تحت تهديد السلاح.

غير أن دراسة عن مفهوم الاغتصاب في نظر الفرنسيين نشرت للمرة الأولى الأسبوع الماضي بمبادرة من جميعة "ميموار تروماتيك إيه فيكتيمولوجي" أثارت صدمة مع اظهارها استمرار صور نمطية لا تزال راسخة في العقليات حول هذه المسألة.

وهي بينت مثلا أن أربعة فرنسيين من أصل عشرة يعتبرون أن المغتصب ليس مسؤولا بالكامل عن فعلته إذا حاولت الضحية إغواءه.

أما الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما، فهم قد أشاروا إلى أن "النساء قد يستمتعن بالعلاقة الجنسية في حال أكرهن على القيام بها".

- مفاهيم ذكورية مضخمة -

وأكدت موريـال سالمونا رئيسة الجمعية أن الوضع لا يزال محكوما "بقاعدة الصمت والنكران والإفلات من العقوبة وغياب الاعتراف بحقوق ضحايا العنف الجنسي والحماية اللازمة والتخلي عن قضيتهن".

وأقر الرئيس الفرنسي في مقابلة هي الأولى له مع مجلة نسائية منذ انتخابه سنة 2012 أجريت معه قبيل اليوم العالمي لحقوق المرأة في الثامن من آذار/مارس بأعمال التحرش التي تتعرض لها النساء في فرنسا "والتي يستخف بخطورتها بشكل فادح".

وقال في العدد الأخير من مجلة "إيل" النسائية إن التحرش الشفهي أو الجسدي الذي يطال النساء بات "ظاهرة واسعة الانتشار ينبغي مواجهتها لأنها تمس بقيم الحياة المشتركة"، منتهزا الفرصة للإعلان عن "مبادرات جديدة".

وتساءلت الدراسة في ختامها إذا لا تزال فرنسا مجتمعا يميز بين المرأة والرجل ويسلم بالطبعية الجنسية العنيفة لهذا الأخير.

وردا على هذا السؤال، أشار عالم الاجتماع فرنسوا دو سيغلي إلى أن "المجتمع لا يزال يبجل مفهوم الرجولة الذي يحوي في طياته مبدأ العنف السائد خلال الحرب والمنافسة والرغبة الجنسية. ولا يجرؤ أحد على إدانة هذا التفسير للرجولة".

ودعا العالم إلى إعادة النظر في القيم التي يغرسها الأهل في اذهان ابنائهم، فضلا عن منع العقوبات الجسدية التي يفرضها الأهل على أطفالهم والتي تشرع مفهوم العنف عند الصغار. وقد انتقد مجلس أوروبا العام الماضي فرنسا لأنها لم تحظر صراحة العقوبات الجسدية، مثل الصفعات، على غرار أغلبية البلدان الأوروبية.

وقال فرنسوا دو سيغلي ختاما إن "أي خطاب عن الاغتصاب لن يكون صادقا طالما لم يتم حظر العقوبات الجسدية".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المجتمع الفرنسي يعيش في نكران للعنف المفروض على نسائه المجتمع الفرنسي يعيش في نكران للعنف المفروض على نسائه



أيقونة الموضة سميرة سعيد تتحدى الزمن بأسلوب شبابي معاصر

الرباط ـ العرب اليوم

GMT 06:40 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 العرب اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 06:57 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل
 العرب اليوم - أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مورينيو ومويس مرشحان لتدريب إيفرتون في الدوري الانجليزي

GMT 14:39 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

وست هام يعلن تعيين جراهام بوتر مديراً فنياً موسمين ونصف

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تحتفل بألبومها وتحسم جدل لقب "صوت مصر"

GMT 14:38 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتى يحسم صفقة مدافع بالميراس البرازيلى

GMT 14:30 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

جوزيف عون يصل إلى قصر بعبدا

GMT 20:44 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر يونايتد يعلن تجديد عقد أماد ديالو حتي 2030

GMT 14:32 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

كييف تعلن إسقاط 46 من أصل 70 طائرة مسيرة روسية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab