الرياض – العرب اليوم
تخوض المرأة السعودية تجربة وطنية جديدة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بعد أن أتيح لها الدخول ناخبة ومرشحة في الدورة الثالثة للانتخابات البلدية في خطوة وصفها المراقبون بأنها تحول جذري في مسيرة المرأة السعودية على امل ان يفتح ذلك الباب في المستقبل لحصولها على استحقاق سياسي أكبر.
ولكن حتى الاستحقاق الحالي في الانتخابات البلدية لم يمر بهدوء، فما زال هناك تيار رافض لمشاركة المرأة في هذه الانتخابات، أو أي حراك سياسي آخر، حيث قام عدد من المتشددين، ممّن يعتبرون أنفسهم «محتسبين» مؤخرا بزيارة لمفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، وطلبوا منه التدخل لمنع مشاركة المرأة أو تخفيف هذه المشاركة على الأقل.
ويبدو ان المرأة السعودية باتت رقماً صعباً في المجتمع السعودي، وحصلت على حقوق وامتيازات غير مسبوقة، في عهد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وينتظر ان تحصل على المزيد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
ويرى مراقبون محليون ان انتخابات الدورة الحالية بمثابة «بالون اختبار حقيقي» تقاس من خلاله درجة تقبل المجتمع السعودي لمنح المرأة الحق بالتصويت والترشح، حيث يعارض طيف واسع من المحافظين هذا التوجه الحكومي، لأنه يغير خريطة الحراك الاجتماعي والسياسي محليا.
وستكون الانتخابات، المزمع عقدها في ديسمبر المقبل، أول فرصة حقيقية للنساء السعوديات للتصويت، بعد أن أصدر الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز، قراراً العام 2011 يمنح فيه النساء فرصة للمشاركة في الحياة السياسية، وعزز ذلك بقرار بعد عامين يفرض فيه مشاركة نسائية في مجلس الشورى بنسبة 30 في المئة.
ويأتي دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للمرأة السعودية إيمانًا منه بأهمية دورها التكاملي مع الرجل في بناء وتنمية البلاد من خلال الانخراط في العمل الوطني الذي يعود بالنفع والخير على الوطن والمواطنين، وذلك في إطار الضوابط الشرعية التي تحفظ لها خصوصيتها ومكانتها، وتتناسب مع طبيعتها البشرية لتتمكن من المشاركة المثمرة بكل فاعلية.
ويتوقع أن تخوض أكثر من 80 سيدة سعودية غمار أول معركة انتخابية وهو ما سيزيد من فرص فوز السعوديات بمقاعد في البلديات، حيث تمثل هذه الانتخابات بحسب العــديد من الناشطات السعوديات نصرا نوعيا جاء بعد نضال حقوقي استمر لسنوات ليست بالقليلة، علــى حــد وصفهن.
فيما ترجع الناشطة النــسائية فدوى الرهبيني هذا الانتصار إلى الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز الذي أسس لهذه المرحلة المهمة بعد حرمانهن منها في الدورتين الانتخابيتين السابقتين منذ العام 2005.
أرسل تعليقك