برلين ـ وكالات
عمل تطوعي استثنائي أدته لمدة عقدين سيدة ألمانية مسلمة من مدينة بون في خدمة النساء وعملية الاندماج في المجتمع الألماني. كارولا عبد السلام ورحلة طويلة من ألمانيا إلى السودان فألمانيا مجددا. DW تعرفكم بالسيدة الألمانية.
قبل أيام قليلة تسلمت كارولا باتِن – عبد السلام خطاب دعوة من الرئاسة الألمانية لمقابلة الرئيس الألماني يوآخيم غاوك، إذ وقع الاختيار عليها لتتسلم من الرئيس "وسام الاستحقاق" الاتحادي. "كان يوما رائعا، رافقني أفراد من عائلتي وكانوا متحمسين جدا لحفاوة الاستقبال هناك"، تصف السيدة باتِن – عبد السلام أجواء تسلمها الوسام.
لم تكن السيدة باتِن – عبد السلام الوحيدة التي نالت ذلك التكريم، الذي تصادف مع اليوم العالمي للمرأة، بل كانت تقف كواحدة من بين 33 امرأة جرى تكريمهن لأعمال مميزة قمن بها لخدمة ألمانيا، ولكنها كانت المسلمة الوحيدة. تقدمت السيدة كارولا عبد السلام مرتدية حجابها ورداءها الأخضر والابتسامة تملأ وجهها، لتتسلم "الوسام" من الرئيس غاوك.
كما سبق أن نالت السيدة كارولا – باتِن شرف اختيار مدينة بون لها في العام الماضي 2012 لتكون سفيرة للمدينة في العرض الذي تقدمت به من أجل الحصول على شرف استضافة مقر الصندوق الدولي للمناخ.
لابد أن لجنة الاختيار لاحظت وجود عمل استثنائي قدمته المهندسة الزراعية (56 عاما) حتى استحقت هذا التكريم. القصة بدأت مطلع تسعينات القرن الماضي، عندما أرادت السيدة الألمانية ممارسة هوايتها التي تعشقها، وهي السباحة، وأرادت أيضا أن تتيح تعليمها لبناتها على النمط الذي ترتضيه لنفسها ولبناتها من خصوصية لا تتاح في المسابح السائدة في المدينة، فلم تجد ضالتها في مدينة بون (العاصمة الاتحادية آنذاك) وضواحيها. فولدت فكرة تأسيس نادٍ رياضي مسجل رسميا يمكن للنساء أن يتعلمن فيه السباحة على يد مدربات مختصات. وهكذا تأسس نادي الهلال الرياضي الدولي، حيث تزوره نساء من مختلف الجنسيات. 22 عاما مرت على تأسيس النادي الذي يقدم صورة مثالية عن الاندماج في البلد الأوروبي الذي يعيش فيه الآن حوالي 4 ملايين مسلم، نصفهم تقريبا يحملون جنسيته. بقيت كارولا رئيسة لمجلس إدارة النادي الرياضي لمدة 15 عاما، وأعطته جلّ وقتها.
يضم النادي حاليا أكثر من 900 عضوا من الجنسين، ليكون أكبر منظمة اندماج في بون. نشاط النادي يشمل السباحة في أوقات مخصصة لكل من الجنسين، كما توجد دورات منفصلة لتعليم السباحة. إضافة لتدريبات وفرق رياضية في كرة القدم والكرة الطائرة، إلى جانب نشاطات غير رياضية اجتماعية وثقافية ينظمها النادي.
ولا تنسى كارولا أن تشكر رفاق الدرب الذين ساهموا بانطلاقة النادي وعملوا فيه بشكل تطوعي ومازالوا حتى اليوم. "شكري أوجهه لمدربتيّْ السباحة للنساء إيريكا وهايدي فلام"، وهما شقيقتان ألمانيتان أعجبتهما فكرة النادي وانضمتا إليه منذ البداية. كما تشكر كارولا زوجها وأبناءها الذين كانوا أحيانا يضطرون لتدبر أمورهم بأنفسهم كونها مشغولة. "أحيانا كنت أدير النادي من مطبخ المنزل. عليّ أن أطبخ لأبنائي وفي الوقت نفسه أنجز الأمور الإدارية الخاصة بالنادي".
أرسل تعليقك