دفع المهر يؤدي إلى العنف الزوجي في أوغندا
آخر تحديث GMT06:40:34
 العرب اليوم -

"دفع المهر" يؤدي إلى العنف الزوجي في أوغندا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "دفع المهر" يؤدي إلى العنف الزوجي في أوغندا

روز اكوروت امام منزل والدها في بوكيديا
بوكيديا - أ.ف.ب

ليتمكن من الزواج، دفع خطيب روز اكوروت كما هي العادة في اوغندا، الى عائلة حبيبته مهرا مؤلفا من المواشي والمال النقدي وهو تقليد بات مكلفا جدا ويحول المرأة الى سلعة ويعزز العنف الزوجي.

بعد ستة اشهر على الزواج بدأ زوج روز اكوروت يضربها بانتظام مسببا لها نزيف في الاذنين واضرارا دائمة. وتروي قائلة انه كان يصرخ وهو يضربها "بقراتي! بقراتي!".

وتذكر الشابة البالغة 26 عاما "ظننت في البداية ان علي ان اتحمل لانه دفع المهر. لكن العنف بلغ بعد ذلك مستوى لا يطاق" فهربت الى منزل اهلها مع بناتها الثلاث ونجليها في منطقة بوديديا على بعد 250 كيلومترا شرق كامبالا.

وتقر آنا اميتي (50 عاما) والدة روز انها سرت بخطوبة ابنتها بسبب المهر خصوصا. وتوضح "كنت سعيدة جدا فانا كنت ساستفيد مع حصولي على بقرات جديدة".

وطالبت عائلة روز اكوروت الخطيب بست ابقار واربعة رؤوس ماعز و400 الف شيللينغ (حوالى 120 يورو) للسماح بزواجه من روز.

ويوضح جون اوكوديل (66 عاما) والد روز "قلنا له +اثبت لنا انك قادر على الاهتمام بها+". وكان الوالد قدم تسع ابقار للزواج من آنا.

وبعد مفاوضات، خفض مهر روز الى ست ابقار و200 الف شيللينغ. ويبلغ سعر البقرة في هذا البلد مئات الدولارات والماعز عشرات الدولارات ما يشكل ثروة صغيرة في بلد يصل فيه متوسط الاجر الشهري في المناطق الريفية الى حوالى 60 يورو.

في اوغندا كما في الكثير من الدول الافريقية، هذا العرف راسخ جدا والزامي في بعض المجتمعات. وتتفاوت قيمة المهر وفقا للمجتمعات وعوامل اخرى مثل الوضع الاجتماعي للزوج العتيد او "قيمة" الفتاة التي سيقترن بها ولا سيما لناحية فقدانها لعذريتها ام لا.

وغالبا ما تربط شرعية الزواج بدفع المهر وفي بعض المجتمعات يكون الطلاق مستحيلا في حال عدم اعادة المهر.

وفي السنوات الاخيرة حول هذا التقليد الزواج الى "تجارة" ترغم فتيات في الرابعة عشرة على الزواج، "فتعلق" النساء في فخ علاقات عنيفة ويغرق الرجال في صعوبات مالية على ما تفيد منظمة "فيفومي" المحلية للدفاع عن النساء.

وتقول دينا اتيم المسؤولة في المنظمة "الناس يجعلون من الزواج تجارة ويحرمون اطفالهم من المدرسة ويدبرون زيجات مبكرة  لانهم يستفيدون منها". وفي المقابل يدفع المهر الزوج الى اعتبار زوجته سلعة و"يساهم في العنف" المنزلي على ما تضيف.

واظهرت دراسة اعدت بطلب من ميفومي ان 84 % من الاوغنديين يقيمون رابطا مباشرا بين العنف الزوجي والمهر.

والمنظمة على تواصل مع نساء كثيرات  يعتبرهن ازواجهن "ملكا لهم باسم هذا التقليد" ولا يمكنهن الافلات من زوج عنيف  لانهن عاجزات عن اعادة المهر على ما تؤكد اتيم.

والكثير من الضحايا يشعرن بخوف كبير فلا يقدمن شكوى الى السلطات وعندما يقدمن على هذه الخطوة من النادر جدا اتخاذ اجراءات، على ما تضيف.

في العام 2007 اعترضت منظمة ميفومي على دستورية هذه الممارسة امام المحاكم مطالبة الا تشكل شرطا لشرعية الزواج  والا تكون اعادة المهر شرطا للطلاق.

وفي العام 2010 رفضت المحكمة العليا حجج ميفومي. وجاء في قرار القضاة "صحيح ان المهر يساهم في بعض الحالات بدور في العنف الاسري وفي معاملة النساء بدونية لكن هذا لا يبرر اصدار المحكمة منعا شاملا لهذه الممارسة".

واستأنفت ميفومي القرار امام المحكمة العليا وهي تنتظر الحكم الجديد.

وتشهد الذهنيات تطورا بطيئا. ففي حزيران/يونيو اقرت مقاطعة بوتاليجا في شرق البلاد مرسوما يعاقب على المطالبة بدفع مهر او باعادته.

وفي العام 2008، استبدلت مقاطعة تورورو نظاما قديما يقضي بدفع مهر بنظام اخر  ينص على ان وحدها "الهدايا" يمكن ان تدفع على اساس تطوعي مع منع اعادتها في حال الطلاق.

لكن دينا اتيم تقر ان المهر "لا يزال راسخا بالعمق في الموروث الثقافي".

وتجلس روز اكوروت مع اطفالها امام كوخ والديها فيما لا يفارقها شعور بالذنب. وتوضح "انا عبء مزدوج" فوالداها اعادا على مضض ما استطاعا من قيمة المهر وعليهما الان اعالة اطفالها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دفع المهر يؤدي إلى العنف الزوجي في أوغندا دفع المهر يؤدي إلى العنف الزوجي في أوغندا



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab