الجزائر ـ حسين بوصالح
قالت رئيسة الحركة النسائية الجزائرية للتضامن مع الأسر الريفية، ووزيرة التضامن الوطني سابقًا سعيدة بن حبيلس، أن المرأة الجزائرية خطت خطوات عملاقة في وجودها الفعّال في الساحة السياسية، وأشادت بتخصيص 30 % من مقاعد المجالس النيابية للمرأة ، فيما استنكرت بن حبيلس، ظاهرة استغلال المرأة من طرف الأحزاب التي تهدف بواسطتها لتحقيق أهداف أخرى ليس إلا، وإبعاد المرأة المثقفة الواعية التي تشكل خطرا، لأنها تمثل بحقّ المرأة الجزائرية، مؤكدة في حديثها إلى "العرب اليوم" أنَّ تمثيل المرأة لابد أن لا يقتصر على الكم بل الأهم من ذلك تواجد المرأة المثقفة والواعية.
وأشارت إلى أنه اعتراف صريح بالدور البارز الذي أضحت تلعبه المرأة الجزائرية في الحياة السياسية، والذي ظهر بشكل كبير خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة في 10 أيار / مايو الماضي، والذي نصّب الجزائر رائدة على الصعيد العربي في تمثيل المرأة في البرلمان بنسبة 31.38 % متقدمة على تونس (26.7 %) لتحتل الجزائر المركز 25 عالميا، مما أضفى على تمثيل المرأة بعدًا عميقًا ودورًا فاعلًا في صناعة القرار.
وأشارت العضو السابق في مجلس الأمة، والحائزة على جائزة الأمم المتحدة للمجتمع المدني إلى أنَّ المرأة الجزائرية على غرار بقية النساء العربيات بدأت تشارك بقوة في الحياة السياسية وأبرزت كفاءتها وقوتها في مختلف الميادين.
وأكدَّت بن حبيلس أنَّ المرأة الريفية هي الرقم المهم في معادلة التوازن في المجتمع الجزائري، مشيرة إلى دورها الفعَّال أثناء ثورة التحرير المجيدة، ومختلف الحقب التاريخية خاصة سنوات الجمر التي عصفت بالجزائر مطلع التسعينيات من القرن الماضي نتيجة التطرف الديني، مستشهدة بمواقف المرأة المعلمة في مدارس الريف الجزائري التي وقفت في وجه آلة الموت والإرهاب، وذكّرت بن حبيلس وهي تسرد تجربة حيّة عاشتها بمنطقة الأربعاء بولاية البليدة برفض المعلمات لقرار توقيف التدريس وإعلان سنة بيضاء عام 1994 .
وتطرقت بن حبيلس، إلى التواجد الكبير للمرأة في صنع الفارق في المواعيد الانتخابية الكبيرة التي عاشتها البلاد، مؤكدة أنَّ المرأة توجهت إلى مراكز التصويت في المواعيد الحاسمة في الوقت الذي تخلّف عنها الرجل.
وأكدت رئيسة الفيدرالية العالمية لجمعيات ضحايا الإرهاب أنَّه لا يمكن الحديث عن ترسيخ الديمقراطية المستدامة في غياب المجتمع المدني باعتباره القوى الأساسية للاقتراع، ويشكل همزة وصل بين مختلف فئات المجتمع والحكومة، وترى ضرورة تغيير فكرة أنَّ المجتمع المدني يشكل معارضة سياسية ، مشيرة إلي أنَّ على المجتمع المدني أن يتجنب النشاط السياسي، وأن يلعب دورًا إيجابيا في ترسيخ الديمقراطية والتنمية المستدامة.
أرسل تعليقك