المرأة المصرية مسلوبة وبحاجة إلى ثورة ذاتية
آخر تحديث GMT00:16:06
 العرب اليوم -

المهندسة إيفيت صموئيل لـ "العرب اليوم":

المرأة المصرية مسلوبة وبحاجة إلى ثورة ذاتية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المرأة المصرية مسلوبة وبحاجة إلى ثورة ذاتية

القاهرة ـ سلوى اللوباني

أكدت المهندسة إيفيت صموئيل في حديث لـ "العرب اليوم" أن "حوار الحضارات لا يتم عادة إلا بين النُخَب المُثقفة ، فينجح نسبيًا، بينما تكشف وسائط الاتصال المتعددة عن ثقافة مختلفة وواقع متباين، و لنأخذ أمثلة على ذلك، مثل نمط ردة الفعل على " الفيلم المُسيء" ، وتنقيب وجه تمثال أم كلثوم في المنصورة، وسرقة رأس تمثال طه حسين في صعيد مصر، للأسف هذه النماذج تكشف عن الوجه القبيح في ثقافتنا.  وأضافت "لم يعُد أمام أي مجموعة بشرية من سبيل للحياة، إلا بالتفاعل مع عالم الغير، على شِدّة اتساعه، بمعنى " استحالة العُزلة "، مع التسليم بأن الثقافة و الفكر والفن لا وطن لهم، ومع الاعتراف بأن داخل كل ثقافة، مساحة تمثل خصوصية و تحمل هوية، من ثمّ كلما تفهمنا هذا، كان قبولنا للآخر المختلف ولحقه في الاختلاف أعلى، و عكس حوارنا مصداقية و حقّق ثمارًا مُرضِيّة" . وبشأن كلما تقدمت المرأة خطوة إلى الأمام، هناك من يريد العودة بها إلى الوراء، قالت" في المجتمعات التي تسودها الأنظمة الاستبدادية، ليست المرأة سوى عَرَض من أعراض إشكاليات الإنسان المواطن، في هذه المجتمعات التي غالبًا ما تعاني من التخلف، يتحول الإنسان إلى شيء، أداة أو وسيلة، يُقهر فيخضع، و تسوده مشاعر الدونية والعجز، من ثمّ استبقاء التراتبية بين الرجال و النساء، يُمثِّل نوعًا من التعويض المؤسسي عن:  1- المهانة التي يلقاها الرجل.  2-عن قصور الرجل " اللاواعي "من خلال إسقاط هذا القصور على المرأة، و تظل المرأة في وضع التلقي للقهر المزدوج أو المُضّعَف" . وعن حقوق المرأة، أوضحت "حقوق المرأة تساوي حقوق الإنسان، فهي ليست منحة، و بالتأكيد نالت المرأة بعضًا من حقوقها، ولكن أكثرها جاء بشكل منقوص، وسأقدم مثالًا، المساحة الممنوحة للتدريب في قوة العمل الوظيفية للرجال، تفوق قرينتها للنساء، المواقع القيادية، فهي نظرة سريعة كفيلة بكشف أننا مازلنا في بدايات الطريق، لكني أعيب على بعض النساء التقاعس عن استثمار الفرص المتاحة للاستفادة من الحقوق" .  وعن مشاركة المرأة السياسية في العالم العربي، وهل هو مجرد تجميل لصورة الديمقراطية بينما في العالم الغربي، هي مشاركة فعالة لها تأثيرها الواضح من خلال المناصب التي تعتليها، قالت إيفيت "ليس إلا تعبيرًا عن الفارق الثقافي و الحضاري بيننا و بينهم، فهناك فرق كبير بين مجتمع ينظر للمواطن كـ"رقم / عدد " ومجتمع يرى في المواطن إنسانًا له كرامته و مورد بشري لابد من تنميته واستثماره، ثقافتنا إلى جانب تخلفها، ذكورية و بجدارة، لاسيما في ظل ربيع حمل معه رياح خطاب ديني مغلوط و جائر، يكرِّس انتقاص النساء و دورهم المنزلي و الزوجي ويقصيها عن باقي الدروب ."  وبشأن الذي ينقص المرأة المصرية أو ما هو الذي تحتاجه، أوضحت إيفيت أن"المرأة المصرية للأسف مسلوبة على عدة أصعدة ، اقتصاديًا، وجسديًا و جنسيًا، و أيديولوجيًا، وأخطرها الأخيرة، و من نتائجها تبّني المرأة لرؤى المجتمع لها وأحكامه الجائرة بصددها، كجزء من طبيعتها، ترضى بها و تتكيف معها، و تقاوم تغييرها  كأن التغيير خروج عن طبيعة الأمور، وعلى اعتبارات الكرامة و الشرف والدين، من هنا، فحاجة المرأة المصرية هي " الاستنارة و الثورة على ذاتها " واكتشاف الفرق بين حقيقة إنسانيتها وواقعها ."  وبشأن من يقول أنه لا يوجد تمييز بين المسيحي والمسلم في مصر، أكدت إيفيت أن "التمييز سمة من سمات المجتمعات المتخلفة والأنظمة الاستبدادية، بين الغني والفقير، الكبير و الصغير، من يملك و من لا يملك، الرجل و المرأة، الأكثرية و الأقلية، صحيح أننا جميعًا نعاني من ضغوطات وتحديات مشتركة، لكن يزداد عليها حِفنة كون المواطن مسيحيًا، سريعًا، غياب الأسماء القبطية عن الوزارات السيادية ، المواقع الإدارية العليا، وخير مثال ما حدث في الماضي القريب من خروج أهالي قنا لرفض محافظ قبطي لها، و بالفعل تم إقصاء الرجل".  وعن هجرة الأقباط من مصر، وهل توافق عليها، قالت" بالتأكيد ومن دون أدنى تردُّد " لا "، الوطن ليس فندقا نتركه إذا ساءت الخدمة المقدمة ، وإنما الوطن نعيش فيه ويعيش فينا، ، إذا اعتراه أمر عارض، فمسؤولية استرداده تقع على عاتقنا جميعًا و التخلي من وجهة نظري، خيانة" .  وبشأن المشهد السياسي في مصر قالت إيفيت "مُعّقد، وغامض، المعلوم و المرئي منه، فالصراعات على مستويين، الأول بين تيارات الإسلام السياسي، والثاني بين كل هذه التيارات والتيار المدني، واضح أيضًا تزايد العنف والدموية بما ينبئ بأن الأمر سيطول بعض الوقت، إلى أن يبلور التيار المدني قيادة ذات ذائقة سياسية، قادرة على جذب و اصطفاف الناس حولها، و يظل الصبر والتماسك و تكوين مشتركات ، أهم آليات المرحلة". يذكر أن المهندسة إيفيت صموئيل، تعمل مديرًا عامًا في شركة المنيا لمياه الشرب و الصرف الصحي. وتعمل كذلك في التدريب في مجال " الجندر " "حقوق النساء"، المشاركة السياسية، حقوق الطفل، عضو في بعض المنظمات منها، جمعية الجيزويت والفرير، عضو مجلس إدارة رابطة المرأة العربية المنيا ، مسؤولة الصالون الثقافي في جمعية الشبان المسيحية /المنيا، عضو مجلس أمناء مركز حابي للحقوق البيئية /القاهرة، عضو مؤسس لمنتدى حوار الثقافات التابع للهيئة القبطية الإنجيلية /القاهرة والمنيا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة المصرية مسلوبة وبحاجة إلى ثورة ذاتية المرأة المصرية مسلوبة وبحاجة إلى ثورة ذاتية



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 23:16 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية تقتل 12 عنصرا من الدفاع المدني في بعلبك
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية تقتل 12 عنصرا من الدفاع المدني في بعلبك

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab