فادومو داييب أول مرشحة للرئاسة في دولة الصومال
آخر تحديث GMT19:46:08
 العرب اليوم -

أكدت أنها لا تملك فرصًا كبيرة للفوز بالمنصب

فادومو داييب أول مرشحة للرئاسة في دولة الصومال

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فادومو داييب أول مرشحة للرئاسة في دولة الصومال

فادومو داييب
مقديشو ـ سعيد يونس

تواجه فادومو داييب، أول سيدة صومالية تترشح لمنصب الرئيس في دولة الصومال، العديد من التحديات الصعبة، لتتمكن من هزيمة الرئيس الصومالي الحالي حسن شيخ محمود، وهو السبب الذي دفع إلى استبعادها من التحليلات التي تناقش فرص مرشحي الرئاسة في الصومال، وهو ما اعترفت به بنفسها، عندما أكدت أنها تدرك أنها لا تملك فرصًا كبيرة للفوز بالرئاسة في بلادها.

وتعبر شجاعة المرشحة الصومالية، عن شيء ما في مستقبل الصومال، فعلى الرغم من رسائل التهديد التي تتلقاها بشكل يومي، إلا أن تلك التهديدات ربما لا تقارن بالتأييد الساحق لها من قبل قطاع كبير من الصوماليين. وترى داييب أن الصومال يبدو مستعدًا لقبول قيادات نسائية، وأن الخطوة التي أقدمت عليها بالترشح للانتخابات الرئاسية في بلادها في ذاتها خطوة تستحق الاحتفال.

وتساءلت ليلى حسين، المحررة في جريدة الغارديان البريطانية، في لقائها مع المرشحة، "لماذا ترشحتي لمنصب الرئيس في الصومال في ظل أجواء معادية للمرأة؟". تقول داييب "الحياة في فنلندا ربما منحتني امتيازات لم أكن أنعم بها أثناء الوجود في وطني، ولذلك فأنا أسعى أن أقدم هذه الامتيازات لفتيات ونساء وطني".

وولدت داييب في كينيا لأبوين صوماليين، إذ كانت والدتها انتقلت لكينيا طلبًا لعلاج طبي أفضل بعد وفاة 11 شخصًا من العائلة؛ نتيجة لمرض يمكن الوقاية منه بالأساس، ونجت داييب بالفعل. وطُردت العائلة من كينيا عام 1989، وحاولوا بدء حياة جديدة في مقديشو، قبل أن يأتي انهيار نظام سياد بري، واشتعال الحرب الأهلية في البلاد. وفي فنلندا، درست داييب تمريض العناية الفائقة، وعملت مع الأمم المتحدة، وحصلت على شهادة الدكتوراه فيما بعد. وعملت أيضًا في القطاع الخاص ضمن أعمال تخص اللاجئين، وحصلت على زمالة جامعة هارفارد لدراسة الإدارة العامة.

وأضافت "كل ما أريده لبني وطني، هو الوصول إلى إظهار طاقتهم الكامنة بالكامل وكذلك ضمان ممارستهم لحقوقهم الدستورية"، موضحة أن فكرة إقدامها على خوض الانتخابات الرئاسية في بلادها يجدّ مرجعيته في حقوقها التي كفلها لها الإسلام، معربة في الوقت نفسه عن أسفها الشديد من جراء الحملات المعادية التي تسعى لتشويه صورة الدين الإسلامي في العديد من بلدان العالم.

وتابعت "هناك حملات منظمة في العديد من الدول الغربية تسعى لتصدير صورة مغلوطة عن المرأة المسلمة، باعتبارها ضعيفة ولا صوت لها إطلاقًا"، موضحة أنه في حال انتخابها كرئيس للصومال فإنها ستعمل على ضمان ممارسة الدين الإسلامي الصحيح من قبل المواطنين الصوماليين دين السلام". وواصلت "لقد انطلقت في العمل بقوة ولم أتوقف على الإطلاق.. لم أكن أرغب في فقد ثقافتي أو ديني، ولكنني رغبت في الاندماج. حاولت دمج الجزء الأفضل من ثقافتي مع الأفضل من الثقافة الفنلندية. لم أكن أن أرغب في العيش في فنلندا للأبد، كنت أنوي العودة للصومال، وحاولت تعلم الأشياء التي ربما تفيد بلدي".

وشهدت المرشحة الصومالية للرئاسة بنفسها موجة العنف التي ارتكبتها ميليشيات حركة الشباب المتطرفة، إبان عملها في إنشاء عيادات للاهتمام بصحة الأمهات الصوماليات، والتي عملت بها لمدة حوالي ستة أشهر، إلا أن الأمم المتحدة أخلت المنطقة التي تواجدت بها بسبب مخاوف أمنية. واستطردت "ربما تكون موجة العداء التي أواجهها مألوفة بالنسبة لي بحد كبير، حيث سبق لي وأن واجهت مواقف عدائية أخرى إبان وجودي في فنلندا، حيث كان زملائي هناك يسخرون مني بالقول أنني جئت إلى بلادهم لأحصل على وظائفهم، وهي نفس الجملة التي أسمعها أيضا من بعض الصوماليين، ولذلك فأنا أتساءل إلى أين كان يجب علي أن أذهب؟؟ لقد أصبحت عالقة في الوسط."

وانتقلت داييب من فنلندا إلى عدد من الدول الأخرى، من بينها فيجي وليبيريا، وساهمت في إنشاء مكاتب للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية، ودربت عدد من مقدمي خدمات الرعاية الصحية، حيث شهدت فترة انتهاء الصراع الليبيري طويل الأمد، ليكون هذا الحدث ملهمًا لها من أجل العودة من جديد لأرض الأجداد. وتساءلت "لماذا لا تقدم الصومال نموذجًا شبيهًا؟ أتمنى ألا يسمع صوت إطلاق النار في بلادي، وأن يسمح للفتيات بالذهاب إلى المدرسة وللسيدات بالعمل، وأن يشعر جميع المواطنين بالسعادة."

وقالت "معايشة التقدم الذي شهدته عدة بلدان إفريقية، ربما منحني الأمل في أن نسلك الطريق نفسه، وربما تكون البداية هي الخطوة الأصعب، ولذلك أقدمت عليها بنفسي، بالترشح للرئاسة ليكون ذلك بمثابة خطوة كبيرة في طريق تمكين المرأة الصومالية وكذلك لتحقيق مصلحة الصومال ككل." وأوضحت محررة الغارديان ليلى حسين، أن السيدة داييب لن تذهب خارج الصومال حتى إذا لم تفز بالانتخابات الرئاسية المقبلة، والمقررة في 30 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث تعهدت بالبقاء في بلدها لتنفيذ خطتها الهادفة إلى القضاء على الفساد من خلال انشاء لجنة خاصة للتعامل مع حالات الفساد.

وترى المرشحة الصومالية أن واجبها هو البقاء في وطنها من أجل المساهمة في إعادة بناء وطنها، موضحة أنها ستبذل قصارى جهدها من أجل تشجيع المرأة الصومالية على الاستثمار في بلادها سواء اقتصاديًا أو من خلال استغلال مهارتهن في مختلف المجالات، سواء الطب أو التعليم أو حتى الأنشطة الاجتماعية. ويشمل البرنامج السياسي لداييب تحدي نظام العشائر، وبعض العادات المحلية مثل ختان الإناث، عدم التسامح مع الفساد على الإطلاق، ودعوة دول الجوار إلى احترام وحدة الصومال، والحوار مع حركة الشباب إذا قرر المتطرفون وضع أسلحتهم جانبًا، وإيقاف عمليات القتل في البلاد وقطع الروابط مع المنظمات الإرهابية الدولية. وترى داييب في تهديدات القتل التي تصلها يوميًا أنها أمر طبيعي، وتقول "لقد أتيت من مجتمع لا تمثل المرأة فيه أي شيء، ولا تؤخذ فيه على محمل الجد. بعض الرجال يشعرون بخوف حقيقي يجبرهم على إرسال هذه التهديدات لأنهم يدركون أن لدي القدرة على التغيير".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فادومو داييب أول مرشحة للرئاسة في دولة الصومال فادومو داييب أول مرشحة للرئاسة في دولة الصومال



GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - الأسد يؤكد قدرة سوريا على دحر الإرهابيين رغم شدة الهجمات

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يحدث فى حلب؟

GMT 01:36 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري

GMT 12:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر أفضل ممثلة في "ملتقى الإبداع العربي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab