فوز تساي إينغ  وين في الانتخابات يُغضب بكين ويسُر واشنطن
آخر تحديث GMT03:47:03
 العرب اليوم -

استثمرت في حملتها تهديد الرئيس الصيني بضمّ الجزيرة إلى بلادها

فوز "تساي إينغ - وين" في الانتخابات يُغضب بكين ويسُر واشنطن

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فوز "تساي إينغ - وين" في الانتخابات يُغضب بكين ويسُر واشنطن

تساي إينغ
تايبيه - العرب اليوم

فازت رئيسة تايوان الحالية، تساي إينغ - وين، التي تنتمي للحزب التقدمي الديمقراطي، المؤيد للاستقلال عن الصين، بالانتخابات الرئاسية في بلادها، وهي نتيجة ستثير غضب الحكومة في بكين، التي تزعم أن الجزيرة جزء من أراضيها، وتثلج صدر واشنطن التي سارعت بالتهنئة على لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو. وحققت تساي فوزاً مقنعاً مع نيلها 57 في المائة من الأصوات، وفق ما أظهرت الأرقام الرسمية، السبت، في اقتراع طغى عليه خصوصاً تحدي مستقبل علاقة هذه الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، مع بكين.

وحسب الأرقام التي نشرتها مفوضية الانتخابات، نالت تساي عدداً قياسياً من الأصوات بلغ 8.2 مليون صوت، ما يزيد بـ1.3 مليون عن الأصوات التي نالتها في انتخابات 2016. وحصل المنافس الأقرب لها عمدة كاوهسيونغ، هان كيو - يو (62 عاماً)، المنتمي للحزب القومي الصيني اليميني، المؤيد لبكين، على 39 في المائة من الأصوات، فيما حصل المرشح المستقل جيمس سونغ وون على 4 في المائة من الأصوات.

وستتولى تساي فترة رئاسية ثانية وأخيرة مدتها أربعة أعوام. وحصلت تساي (63 عاماً)، وهي من أشد المنتقدين الديمقراطيين للنظام في الصين، على قوة دفع من المشاعر المعادية لبكين بين المواطنين في تلك الجزيرة الديمقراطية التي لها نظام حكم خاص بها. كما احتفظ حزب تساي «الديمقراطي التقدمي» الحاكم بأغلبيته في البرلمان. وتوجهت تساى بالشكر إلى الناخبين، خصوصاً الشباب الذين صوتوا لأول مرة في الانتخابات. وقالت أماندا بينج، إحدى سكان تايبيه (28 عاماً)، لوكالة الأنباء الألمانية خارج مركز اقتراع في منطقة سونجشان، إن جميع أفراد أسرتها السبعة، من بينهم جدتها (93 عاماً)، توجهوا إلى مراكز الاقتراع. وأضافت: «جرت جميع الأمور بهدوء في مركز الاقتراع هذا».

وهذه هي المرة الرابعة التي يحتفظ فيها حزب تساي بالرئاسة منذ عام 2000. وتزايدت مشاعر العداء أكثر ضد الصين، بسبب الموقف المتشدد لبكين بشأن الاحتجاجات في هونغ كونغ، التي بدأت في يونيو (حزيران) الماضي. ومارس نحو 3.‏19 مليون ناخب فوق سن الـ20، بمن فيهم 18.‏1 مليون شاب يدلون بأصواتهم للمرة الأولى، انتخاب رئيسهم و113 نائباً للبرلمان.

وهنأ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، تساي، على إعادة انتخابها لولاية ثانية.

وقال بومبيو، في بيان، «نهنئ أيضاً تايوان لإظهارها مرة أخرى قوة نظامها الديمقراطي، الذي يقترن بوجود اقتصاد للسوق الحر ومجتمع مدني نابض بالحياة - وهو ما يجعلها نموذجاً لمنطقة المحيطين الهندي - الهادئ، وقوة للخير في العالم». وأضاف بومبيو: «أن الشعبين الأميركي والتايواني ليسوا فقط شركاء - نحن أعضاء في مجتمع الديمقراطيات نفسه، وتربطنا قيم سياسية واقتصادية ودولية مشتركة». وتابع بومبيو قائلاً إن واشنطن تشيد بالتزام تساي بالحفاظ على الاستقرار في علاقات تايوان مع الصين «في مواجهة ضغوط شديدة».

وشوهدت طوابير طويلة خارج مراكز الاقتراع، أمس السبت، وأظهرت قناة «فورموسا» التلفزيونية، الرئيسة تساي، في طابور طويل أمام مدرسة ابتدائية في تايبيه، حيث أدلت بصوتها. وقالت تساي إنها تأمل أن يؤدي التايوانيون واجباتهم كمواطنين من أجل «تعزيز الديمقراطية التايوانية». وقالت وكالة «سنترال نيوز» الحكومية إن رئيس الوزراء، سو تساينغ - تشانغ، انتظر لمدة 40 دقيقة قبل أن يدلي بصوته. وقال إن عملية التصويت تُجرى بشكل جيد، مشجعاً المواطنين على الذهاب والإدلاء بأصواتهم. وكانت نسبة الإقبال كبيرة بسبب أحوال الطقس الجيدة في مختلف أنحاء الجزيرة.

من جهته، رفض منافسها هان الإدلاء بأي تصريح أثناء مروره أمام مكتب الاقتراع في معبد بكاوهسيونغ، ثاني أكبر مدينة في تايوان، التي يرأس هان بلديتها. ولهذين المرشحين رؤيتان مختلفتان لمستقبل علاقات الجزيرة مع بكين، أكبر شريك اقتصادي لتايوان. وتعتبر الصين، تايوان، أرضاً تابعة لها، وتعهدت بالسيطرة عليها من جديد، بالقوة، إذا لزم الأمر. وتقدّم تساي نفسها على أنها الضامنة لقيم الديمقراطية في الجزيرة، بمواجهة تسلط بكين ورئيسها شي جينبينغ. وترفض تساي مبدأ الوحدة بين بكين والجزيرة، كما حزبها الديمقراطي التقدمي، الذي ينشط تقليدياً من أجل استقلال تايوان. ويثير موقفها هذا غضب بكين التي لم تتوقف عن التصعيد ضد تايوان، منذ وصول تساي إلى السلطة. وقطعت الصين لذلك المبادلات الرسمية مع حكومة تساي، مصعدة في الوقت نفسه الضغوط الاقتصادية والتدريبات العسكرية. في المقابل يفضل خصمها هان كيو - يو التقارب مع بكين، مسلطاً الضوء، خصوصاً، على المكاسب التي قد تنالها الجزيرة في المجال الاقتصادي.

قبل عام، لم يكن من المتوقع أن تكون تساي في هذا الموقع انتخابياً. فقد كانت تعاني حينها من تراجع في استطلاعات الرأي، مقابل تحقيق الحزب القومي الصيني المعارض اختراقاً في الانتخابات المحلية. وفاز حينها هان الوافد الجديد على الحياة السياسية والمنتمي إلى الحزب القومي الصيني، برئاسة بلدية كاوهسيونغ التي كانت تاريخياً للحزب الديمقراطي التقدمي. وترشح لاحقاً لزعامة حزبه غير أن الزخم المحيط بترشحه تراجع مع انتقاد معارضيه، خصوصاً نقص خبرته وعلاقاته القريبة جداً مع بكين. وتلعب المخاوف، من تسلط الحزب الشيوعي الحاكم في بكين كذلك، دوراً في حملة الانتخابات الرئاسية التايوانية. والعام الماضي، ألقى الرئيس الصيني شي جينبينغ، خطاباً اعتبر فيه أن ضمّ تايوان إلى الوطن الأم أمر «لا مفر منه». واستثمرت تساي في حملتها الانتخابية تلك المخاوف.

قالت فيكي سياو، وهي ربة منزل (37 عاماً)، بعدما أدلت بصوتها لتساي «نحن بحاجة لرئيسة قادرة على الدفاع عن الحرية والديمقراطية»، مضيفة لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «تايوان بلد مستقل ولا ينتمي لأحد»، في إشارة إلى بكين. وتايوان التي تملك عملتها الخاصة وعلمها وجيشها وحكومتها وتمثيلها الخارجي الخاص بها، منفصلة بحكم الأمر الواقع عن بكين منذ 7 عقود. لكن عدداً قليلاً من عواصم العالم يعتبر الجزيرة بلداً مستقلاً، وانخفض عدد الدول التي تعترف بها خلال السنوات الأخيرة. وقال كيو بائع الخضار البالغ من العمر 60 عاماً لوكالة الصحافة الفرنسية، «انتخبت هان كيو - يو، لأن تساي إينغ - وين وحكومتها وبعد أربع سنوات من الحكم، قدمت نتائج سيئة على المستوى الاقتصادي وعلى مستوى العلاقات مع بكين». وتابع الناخبون التايوانيون بقلق أيضاً رفض بكين التنازل لمطالب المتظاهرين في هونغ كونغ بمزيد من الديمقراطية، بالإضافة إلى سياسة الصين القمعية إزاء المسلمين الإيغور في محافظة شينجيانغ المحاذية للعديد من دول آسيا الوسطى.

قد يهمك أيضا:

السلطات التايوانية تؤكد مقتل رئيس أركان الجيش بعد هبوط اضطراري لمروحيته شمالي البلاد

فقدان مسؤول عسكري بارز في تايوان بعد هبوط اضطراري لطائرة

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فوز تساي إينغ  وين في الانتخابات يُغضب بكين ويسُر واشنطن فوز تساي إينغ  وين في الانتخابات يُغضب بكين ويسُر واشنطن



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 02:56 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيرة في إيلات
 العرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيرة في إيلات

GMT 13:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تطلق خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
 العرب اليوم - غوغل تطلق خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 17:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسبانيا تستعد للمزيد من الأمطار بعد الفيضانات المدمرة

GMT 19:42 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف قاعدة جوية جنوب حيفا لأول مرة

GMT 10:46 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع الدولار إلى أعلى مستوياته خلال عام

GMT 01:16 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق نار على طائرة ركاب أميركية في هايتي

GMT 01:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف أميركي بريطاني يستهدف محافظة الحديدة في اليمن

GMT 02:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab