عندما استقرت السيدة الأميركية الأولى ميلانيا ترامب مع زوجها الرئيس دونالد ترامب، في البيت الأبيض، رسمت السيدة الأولى خطا صارما وواضحاً معه ، حيث إن المكتب البيضاوي يخصه، أما مقر الإقامة العام (البيت الأبيض) يخصها هي وفقا لروايات أشخاص مقربين منهما. وسعت السيدة الأولى بشكل عام إلى تجنب تسليط الأضواء على زوجها، ولكنها تركت خصوصية الجناح الشرقي هذا الأسبوع لتذهب في جولة في أفريقيا لمدة أربعة أيام، وهي القارة التي لم يزرها الرئيس أبدا.
تتبع السياسة الدبلوماسية الناعمة
واستهلت ميلانيا زيارتها بدولة غانا، حيث قامت بجولة في مستشفى وتناولت الشاي مع السيدة الأولى في البلاد، ريبيكا أكوفو أدو، قبل الانتقال إلى مالاوي ثم كينيا ومصر، وهي الدول النامية في القارة والتي أهانها ترامب في أحد اجتماعاته واصفا إياها بالحثالة. وتعد هذه الرحلة الدولية الرسمية الثانية للسيدة الأولى بمفردها، وتشكل نوع من الدبلوماسية الناعمة لزاوية من العالم لم تجذب الكثير من انتباه إدارة ترامب.
وتسعى ميلانيا ترامب لتعزيز الفرص العالمية، وخاصة للأطفال، وفقا لمساعديها، لكنها من المحتمل أن تجد نفسها مرة أخرى تتبادل التناقضات مع زوجها، بالإضافة إلى الزيارات الدبلوماسية في كل بلد، ستقوم ميلانيا بجولة في مواقع مختلفة والمواقع التاريخية، وستتولى أيضا بعض العروض الثقافية وتقدم هدايا من الكتب المدرسية وكرات القدم لأطفال المدارس.
وفي هذا السياق، قال ويتني شنايدمان، المسؤول في وزارة الخارجية في إدارة كلينتون والمستشار الدولي لشؤون أفريقيا في مكتب المحاماة "هذه رحلة مهمة ويجب عدم التقليل منها على الإطلاق، حتى إذا أخذنا في الاعتبار التعليقات الخانقة".
تختلف كليا عن ترامب
وتختلف عادات سفر السيدة الأولى بشكل ملحوظ عن عادات الرئيس. فقد رتب موظفوها حقائب الهدايا ليتم وضعها على مقاعد طائرتها، بما في ذلك تلك الخاصة بالمراسلين، والتي تضمنت شوكولاتة هيرشي، وقوالب الوجبات الخفيفة من KIND، ومناديل طاردة للحشرات، وأجهزة كمبيوتر محمولة وزجاجات مياه تحمل علامة "أفضل حملة". وتتناوب المحطات التلفزيونية على متن الطائرة، حيث "سي أن أن"، "فوكس نيوز"، و"ام اس ان بي سي"، خلال الرحلة التي تقترب من 13 ساعة، بدلا من أن تبقى قناة "فوكس"، كما هو الحال في سلاح الجو مع الرئيس ترامب.
وصولها إلى أكرا
وقد هبطت ميلانيا في مطار أكرا، وتم استقبالها من قبل الراقصين، والطبالون، وفتاة تحمل الزهور تدعى ليليان ناي أداى ساي، التي عانقاتها السيدة الأولى. وفي الوقت الذي كانت فيه أخبار ميلانيا ترامب تهيمن على الأخبار المحلية في أكرا، لم يكن هناك في الشارع إلا القليل من الحماس الواضح، فقد لوح عدد قليل من الناس عندما مر موكبها عبر المدينة، وبعد وقت قصير من وصولها، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، أن دونالد ترامب في فبراير/ شباط، قام شخصيا بإخراج محاميه السابق مايكل كوهين لإيقاف الممثلة السينمائية الكبيرة المعروفة باسم ستورمي دانيلز من مناقشة علنا لعلاقتها المزعومة مع الرئيس.
وركزت ميلانيا ترامب من خلال إحاطات إعلامية حول قضايا صحة الأطفال، ولم تعط أي علامة على أنها قد شاهدت الأخبار، وشاهدت طاقما طبيا يزن طفلا يبلغ من العمر ستة أشهر بالتدليش في حبال مرفقة بمقياس ما، ووزعت البطانيات والدببة على شكل "Be Best" كن أفضل.
تحاول إصلاح ما أفسده ترامب
وعندما تتواجد ميلانيا تحت دائرة الضوء، فإنها غالبا ما تبدو متعارضة مع الرئيس، وتتضمن حملتها "كن أفضل" التسلط على الإنترنت، حتى في الوقت الذي يقوم فيه دونالد ترامب بإهانة منتقديه وخصومه على "تويتر". فبعد انتقاد الرئيس لعمدة سان خوان، بورتوريكو، أنتجت ميلانيا ترامب شريط فيديو لفت الانتباه إلى محنة شعب الإقليم، وعندما شكك ترامب في ذكاء جمعية ليبرون جيمس في الدوري الأميركي للمحترفين، أصدر سكرتيرها الصحافي بيانا من السيدة الأولى تكمل عمل لاعب كرة السلة مع أطفال المدارس.
ميلانيا ترامب، مهاجرة، أغلقت بشكل ملحوظ ملف سياسة الهجرة مع زوجه، حين زارت الأطفال المهاجرين المحتجزين على الحدود المكسيكية في ولاية تكساس، بينما اختار ترامب ألا يزور مراكز الاحتجاز. وقالت ستيفاني جريشام، المتحدثة باسم السيدة الأولى "إن ميلانيا ترامب اختارت زيارة أفريقيا لأنها تشعر أنه من المهم أن يفهم الناس في جميع أنحاء العالم أن الولايات المتحدة تهتم بالازدهار والأجيال المستقبلية للبلدان أخرى. إن بلدنا أكثر أمنا وقوة عندما يكون لدى الناس في جميع أنحاء العالم فرصة، وهذا يبدأ بتعليم الأطفال ورعايتهم ".
أسباب زيارتها لأفريقيا
ويرافقها عدد قليل من الموظفين، بما في ذلك رئيس الأركان ليندسي رينولدز وغريشام ومساعد الاتصالات آني ليهاردي. وقالت جوشوا ميرفيري، محللة السياسات في إفريقيا والشرق الأوسط في مؤسسة هيريتيغ، إن برنامج رحلاتها في إفريقيا هو خيار "انتقائي" للدول، وأوضحت "كينيا، وهي حليف مهم للولايات المتحدة في جهود مكافحة التطرف في القار ، وهي مدرجة في القائمة المختصرة لاتفاق التجارة الحرة مع الولايات المتحدة، رئيسها، أوهورو كينياتا، لديه علاقة حميمة مع ترامب بعد زيارة للبيت الأبيض في الشهر الماضي".
وتضيف "إن غانا، حيث لا تزال الديمقراطية تترسخ، تتطابق مع صورة الدول النامية التي تسعى الولايات المتحدة إلى إقامة روابط معها. ومالاوي هي بلد صغير، فقير، وغامض لا يحصل في الغالب على زيارات عالية المستوى، وسيستفيد من انتباه السيدة الأولى، أما مصر شريك استراتيجي حيوي في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". وتلفت "في مالاوي وكينيا، من المرجح أن تسلط ميلانيا ترامب الضوء على التعليم، وتنمية المهارات للأطفال، والوقاية من الأمراض، وفي غانا، ستركز بشكل خاص على الرعاية الصحية، خاصة للنساء والأطفال. وأثناء وجودها في مصر، من المحتمل أنها ستتكيف مع الفرص السياحية".
أرسل تعليقك