لندن ـ ماريا طبراني
استطاعت الناشطة البريطانية الغانية والمحامية جوانا فوستر إنشاء صندوق للمرأة الأفريقية، حيث كانت هذه الفكرة رائدة في ذلك الوقت ولا توجد مثل هذه المؤسسات في القارة، بينما كان يتم توجيه التمويل إلى حقوق المرأة عبر المنظمات غير الحكومية الغربية وبدأ بالفعل العمل في إنشاء صندوق لدعم حركة المرأة الأفريقية إلا أن العمل تأجل بعد تولي فوستر منصب المنسق الإقليمي للمرأة في منظمة المرأة في القانون التنمية "Women in Law and Development" في أفريقيا، حيث كانت تشرف على التوسع التدريجي للمنظمة التي تغطي 26 دولة أفريقية.
وولدت فكرة هذه المنظمة حينما التقت فوستر بالدكتورة هيلدا تاديرا الباحثة والناشطة الأوغندية في ورشة عمل قبل المؤتمر العالمي الرابع للمرأة والتي نظمها الصندوق العالمي للنساء، وحينها أخبرت فوستور تاديرا أن ما هم في حاجة إليه هو مواردهًن الخاصة، ولهذا لم تتخل فوستر عن حلمها في إنشاء صندوق للمرأة الأفريقية لدعم المنظمات الحقوقية للمرأة، وفي 1996 أدت محادثة مع بيسي أديلي فايمي رئيسة منظمة أكينا ماما وا أفريكا "Akina Mama wa Afrika" المعنية بحقوق المرأة الأفريقية إلى شراكة بلغت ذروتها عند إنشاء الصندوق الإنمائي للمرأة "AWDF" عام 2000.
وشارك في تأسيس"AWDF" كل من فوستر وتاديرا وفايمي، وقدم الصندوق 29 مليون دولار لـ1200 منظمة حقوقية معنية بحقوق المرأة في 42 دولًة أفريقية، وذكرت فوستر في الذكرى السنوية العاشرة للصندوق: "مفهوم صندوق المرأة الأفريقية فكرة مبتكرة، وكان إطلاق عام 2000 نتيجة رؤية مقنعة وتخطيط إستيراتيجي وسنوات من العمل الشاق، ويعد هذا الصندوق مثالًا على التضامن بين النساء الأفريقيات".
وتوفت فوستر في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 بعد معركة استمرت عامين مع مرض السرطان عن عمر 70 عامًا، وبدأت فوستر حياتها كناشطة في عمر 17 عامًا عندما أصبحت عضوة في حملة نزع السلاح النووي في بريطانيا، ودرست القانون وتدربت في بريطانيا وغانا، وركزت على الفقر والمساواة بين الأجناس وحقوق المرأة، وكرست فوستر منذ التسعينات حياتها العملية بالكامل للقطاع غير الحكومي حتى أصبحت المدير الإقليمي لمنظمة كوسو "Cuso"، وهي منظمة كندية غير هادفة إلى الربح تهتم بالعدالة الاجتماعية في جميع أنحاء العالم.
وكانت فوستر امرأة أنيقة رشيقة يبدو في أسلوب حديثا تراثها الغاني والهندي المزدوج، وغالبًا ما كانت ترتدي قمصان قطنية بيضاء أو بلون الكريم مع شال ملون، وكان لديها الوقت لاحتضان الجميع، وكانت تحرض على التواصل وإلهام النسويات الشباب، وقالت عنها دوركاس كوكر أبيا المدير التنفيذي لدراسات النوع الاجتماعي ومركز توثيق حقوق الإنسان الذي شاركت فوستر في تأسيسه ومقره أكرا: "جوانا كانت تضع كل طاقتها في كل شيء تفعله، كانت ترغب في التراجع إلى الوراء وإتاحة الأضواء للآخرين، وشاركت في تأسيس مركز للجنسين، وكانت تدعم عملنا وتوجهنا إلى الطريق الصحيح".
وأفادت أكوا كوينيهيا المحامية الغانية وقاضية المحكمة الجنائية الدولية السابقة: "جوانا كانت جنبًا إلى جنب مع الآخرين، وجعلت المرأة الأفريقية تدرك أنه يمكنها فعل ما تعتزم عليه لأنها قادرة على ذلك"، وبوفاة فوستر فقدت الحركة النسائية الأفريقية ناشطة عظيمة.
أرسل تعليقك