داكار ـ منى المصري
تعدّ منطقة برونغ أهافو في غانا منجما لاكتشاف المواهب الرياضية، إذ تتباهى المنطقة بوجود أساماواه غيان، مدرب كرة القدم اللاعب السابق في صفوف فريق ساندرلاند الإنجليزي، وكذلك مدافع فريق ويست هام السابق، فولهام وليستون، وعدد من كبار لاعبي كرة القدم الذين يمارسون تجارتهم عبر أفريقيا، وفي نادٍ من الدرجة الثانية يقع في عاصمة المنطقة، سوناني، يستعد نجم جديد في الظهور، نجم يقف على خط التماس بدلا من الملعب، كمدرب رئيسي لنادي "دي سي يونايتد" الغاني وهو للرجال، ولكن هنا الموهبة امرأة تبلغ من العمر 27 عاما، وتدعى مافيس أبايا.
وانضمت أبايا في عام 2016 كمدرب مساعد ومنذ أن تولت زمام الأمور نجح الفريق في إنهاء الموسم الماضي، ولكن الوصول إلى هذه المرحلة كان عبارة عن صراع، ولكي تأخذ مهنة التدريب في أبياه قدمت المزيد من التضحيات وحركات كسر الحواجز، حيث تقول "لقد بدأت في لعب كرة القدم من المدرسة الابتدائية، إذ كنت في فريق للفتيات ولعبت طوال الطريق حتى الجامعة حيث كنت جزءا من فريق ذهب إلى دورة الألعاب الجامعية في جامعة غانا في عام 2014".
ولكن لعب كرة القدم كامرأة في غانا ليس بالأمر السهل، حيث توضح "إن والديك لا يسمحان لك بالمشاركة في كرة القدم عندما تكونين أنثى لأنهما يفكران فقط في الفتيان حيث يجب أن يلعبوا كرة القدم. لذلك لا يشجعك الناس، والمجتمع وعائلتك، جميعهم يحطون من عزيمتك، إنه أمر مروع هنا في غانا لأن معظم الناس في مجتمعنا يرفضون قبول أنه ليس عملا يقتصر فقط على الذكور"، وكان والدها في السابق مدربا من الدرجة الأولى ولكنه لم يصل إلى القمة أبدا، كانت أبايا مصممة على إيجاد طريقة لتتخطى تلك الآراء، قائلة" كنت أجمع بين اللعب والتعليم، الأمر الذي منحني الوقت والحجة للعب، تقدمت بطلب للحصول على رخصة تدريب بعد المدرسة، وعندما أنهيت دراستي الجامعية، حصلت بالفعل على رخصة التدريب وقررت التركيز على ذلك بدلا من اللعب".
وأثناء قيامها بخدمتها الوطنية في مدرسة بالقرب من دي سي يونايتد، حيث يجب أن يكمل الخريجون في غانا سنة واحدة للعمل في القطاع العام أو الخاص، بدأت العمل كمدربة مساعدة، مضيفة "لم أتقاض أجورا مطلقا، ولم أتقاض أبدا راتبا للتدريب، كنت آتي للتدريب وأذهب إلى المنزل على نفقتي الخاصة بدون الدعم المالي".
وحصلت الشابة الغانية الآن على رخصة "CAF B" وشغفها الآن جعل الأمور أفضل، مما دفعها إلى مواصلة العمل، قائلة "أنت تريد أن تفعل ذلك حتى تتمكن من البدء في تغيير المستقبل وحتى تتمكن النساء اللواتي يرغبن في اتخاذ خطواتهن الأولى في العمل من القيام بذلك دون خوف أو إعاقة".
واستلهمت قصتها من ميرسي تاغوي، المدربة الرئيسية للفريق الوطني للمرأة الغانية "Black Queens" وهي المرأة الوحيدة التي حصلت على هذا المنصب، وتقول "أتمنى في الوقت الحالي الحصول على ترخيص مبدئي، لم تصل إليه أي أنثى في غانا على الإطلاق".
ويلعب فريقها كرة القدم القائمة على مبدأ الاستحواذ، كما تركز فلسفة أبايا التدريبية حول تطوير المواهب الشابة، حيث تقول "لقد وضعنا معيارا هنا حيث لا أعتقد بأن أي فريق يمكنه الوصول إلى دي سي يونايتد، اللاعبون منضبطون، لدينا علاقة بين اللاعب والمدرب، يرونني اللاعبين كمدرب لهم وكمرشد لهم، وليس كامرأة".
وعلى الرغم من أنه يمكن أن يكون لها اختيار العمل في اللعبة المحلية للنساء، تعمل الفتاة الغانية في القسم الرجالي لتكسر المزيد من الحواجز وهذا هو هدفها، قائلة "إنه حلم أن أتمكن في يوم من الأيام من تدريب فريق كبير من الرجال، أريد أن أغير العقلية التي تنص انه ينبغي على الرجال تدريب الرجال والنساء تدريب النساء، أريد أن أدرب الرجال لأنني أرغب في إعداد هذا السجل، أريد أن أكون أول مدربة في القسم الممتاز".
وعرضت جامعة أوهايو علها الفرصة للحصول على درجة الماجستير في تعليم التدريب في الولايات المتحدة، لكنها تواجه الحاجة إلى تغيير المكان إذا لم تتمكن من العثور على مبلغ 3070 دولارا للتسجيل موضحة "بينما أتحدث معك الآن، لا أعرف كيف ستسير الأمور، لأنني لا أحظى بأي دعم مالي قادم من أي مكان، لا من الحكومة أو أي شخص آخر، أنا الأنثى الوحيدة من غانا التي أعطيت لها هذه الفرصة وآمل أن أتمكن من الحصول على بعض المساعدة، سأكون مصدر إلهام لكثير من النساء لرؤية مدرب من الدرجة الثانية في غانا يتم منحه الفرصة للدراسة والتدريب في الولايات المتحدة".
وستكون جريمة إذا لم تكن أبايا قادرة على الحصول على تكاليف مواصلة تعليمها، خصوصا عندما تكون هذه هي قوتها الدافعة.
أرسل تعليقك