المرأة الحديدية ليز تراس ثالث امرأة تتولى قيادة البلاد في تاريخ بريطانيا
آخر تحديث GMT17:39:26
 العرب اليوم -

"المرأة الحديدية" ليز تراس ثالث امرأة تتولى قيادة البلاد في تاريخ بريطانيا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "المرأة الحديدية" ليز تراس ثالث امرأة تتولى قيادة البلاد في تاريخ بريطانيا

ليز تراس وزيرة الخارجية البريطانية
لندن ـ سليم كرم

فازت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، بزعامة حزب المحافظين الحاكم؛ لتصبح رئيسة للحكومة، وتعيد للأذهان شخصية المرأة الحديدية رئيسة الحكومة البريطانية الراحلة مارجريت ثاتشر، وذلك خلفاً لبوريس جونسون الذي أُجبر على الاستقالة بسبب سلسلة من الفضائح. وخلال الأسابيع القليلة الماضية، كانت استطلاعات الرأي لأعضاء حزب المحافظين، ترجح فوز تراس على منافسها وزير الخزانة السابق ريشي سوناك.

وفازت تراس بـ57 في المئة من أصوات أعضاء الحزب؛ متفوقة على سوناك بنسبة 14 في المئة.وبفوزها، تصبح تراس ثالث امرأة تتولى رئاسة الحكومة في تاريخ بريطانيا.وعقب إعلان فوزها مباشرة، ألقت تراس خطاباً، تعهدت فيه بالوفاء بوعود حزب المحافظين في انتخابات عام 2019؛ قائلة إن لديها "خطة جريئة" لخفض الضرائب ودعم النمو الاقتصادي.

وتتولى تراس رئاسة الحكومة الثلاثاء، بعد تكليف الملكة إليزابيث لها.وتتسلم رئيسة الوزراء الجديدة مهامها في وقت تواجه بريطانيا أزمةٌ في تكاليف المعيشة، واضطرابات عمالية، وركودٌ يلوح في الأفق.

في سن السابعة لعبت ليز تراس دور رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر في مسرحية مدرسية. لكن على عكس رئيسة الوزراء المحافظة التي فازت بأغلبية كبيرة في الانتخابات العامة في ذلك العام، لم تحقق تراس أي نجاح.
تضمنت المسرحية انتخابات وهمية. عام 1982 تذكرت تراس دورها في المسرحية قائلة: "انتهزت الفرصة وألقيت خطاباً صادقاً في الاجتماع الانتخابي لكن انتهى بي الأمر من دون الحصول على أي أصوات. حتى أنا لم أصوت لنفسي".

بعد تسعة وثلاثين عاما اغتنمت تراس الفرصة لتسير على خطى السيدة الحديدية بشكل حقيقي وتصبح زعيمة حزب المحافظين ورئيسة للوزراء.حظيت تروس بدعم كثير من المحافظين، بحماسها الذى يذكّر برئيسة الوزراء الأبرز فى تاريخ بريطانيا، مارجريت ثاتشر؛ لتقليص دور الدولة وخفض الضرائب.. ووعدت بالتحرك فوراً للتعامل مع ارتفاع فواتير الطاقة، لكنها رفضت الكشف عن أية تفاصيل.

وعلى مدار أشهر، شهدت بريطانيا فراغاً فى القيادة، فى الوقت الذى انزلقت فيه البلاد من ركود إلى أزمة إنسانية أشعلتها فواتير الطاقة المرتفعة.ومنذ أن أعلن بوريس جونسون فى يوليو الماضي، أنه سيترك منصبه، تراجعت توقعات النموّ، وارتفع معدل التضخم السنوي فوق 10%، مع ارتفاع أسعار الوقود والغذاء.وحصلت ليز تروس على إجمالى 81.326 من أصوات المحافظين، بينما حصل منافسها وزير الخزانة السابق ريشى سوناك على 60.399، وبلغت نسبة التصويت 82.6%.

وفي أول كلمة لها بعد إعلان فوزها، قالت تروس لمؤتمر حزب المحافظين: الأصدقاء والزملاء.. شكراً لكم لثقتكم فيّ لقيادة حزبنا العظيم المحافظين، أعظم حزب سياسي على الأرض.. أضافت أن إيمان حزبها بالحرية والقدرة على السيطرة على الحياة الخاصة، وبالضرائب المنخفضة وبالمسئولية الشخصية، يَلقى صدى لدى الرأي العام. ولهذا فاز الحزب في 2019، وسيحقق ما صوّت الناس له لأجله.

وتعهدت تروس في كلمتها بتقديم خطة قوية لخفض الضرائب، وتحقيق نموّ الاقتصاد والتعامل مع أزمة الطاقة والفواتير المرتفعة للطاقة لدى البريطانيين، وأيضاً التعامل مع القضايا الأبعد المتعلقة بإمدادات الطاقة، كما وعدت بتحقيق انتصار كبير لحزب المحافظين في الانتخابات العامة المقررة فى 2024.

وليز تراس من مواليد مدينة أوكسفورد جنوب وسط إنجلترا عام 1975 (47 عاماً).تنتمي لأسرة من الطبقة المتوسطة، ذات قناعات يسارية قوية.التحقت تراس بمدرسة ثانوية حكومية في حي راوندهاي، وتحدثت عن "الأطفال الذين فشلوا في الدراسة بسبب ضعف الآمال التي كانت تُعلق عليهم في المدرسة" خلال فترة وجودها هناك.

عارض بعض من عاصرها خلال تلك المرحلة وصفها للأوضاع في المدرسة، ومن بينهم الصحفي في صحيفة الغارديان مارتن بينغلي، الذي كتب: "ربما تنشر سيرة حياتها بشكل انتقائي وترسم صورة سلبية عن المدرسة والمعلمين الذين علموها لتحقيق مكاسب سياسية".

بعد إنهاء دراستها في المرحلة الثانوية التحقت تراس بجامعة أكسفورد حيث درست الفلسفة والسياسة والاقتصاد، وكانت تنشط في السياسة الطلابية في البداية في صفوف الديمقراطيين الأحرار.في مؤتمر حزب الديمقراطيين الأحرار عام 1994 تحدثت لصالح إلغاء الملكية وقالت للمندوبين في برايتون: "نحن الديمقراطيون الأحرار نؤمن بتساوي الفرص للجميع. لا نؤمن بأن هناك أشخاص ولدوا ليحكموا".

خلال فترة وجودها في جامعة أكسفورد تركت تراس الديمقراطيين الأحرار، وانتقلت إلى صفوف حزب المحافظين.
بعد التخرج عملت محاسبة في شركة شل النفطية العملاقة وغيرها من الشركات الخاصة وتزوجت من زميلها المحاسب هيو أوليري عام 2000 ولديهما ابنتان.

ترشحت تراس عن حزب المحافظين في الانتخابات العامة لعام 2001 ، لكنها خسرت الانتخابات كما تعرضت للهزيمة في انتخابات 2005.لكن طموحاتها السياسية لم تتراجع فقد تم انتخابها كعضو في مجلس بلدية غرينتش جنوب شرق لندن في عام 2006، وفي عام 2008 عملت أيضا نائبة لمدير مؤسسة الأبحاث "إصلاح" ذات التوجهات المحافظة.

وضع زعيم حزب المحافظين السابق ديفيد كاميرون تراس على "قائمة أ" للمرشحين الذين يحظون بأولوية الترشيح في انتخابات عام 2010 وتم اختيارها للترشح عن المقعد الآمن للحزب في جنوب غرب نورفوك الذي فازت به بأكثرية 13 ألف صوت.

انتُخبت لأول مرة في عام 2010 نائبة عن ساوث ويست نورفولك.وأصبحت شخصية مشهورة بين أعضاء حزب المحافظين؛ بسبب آرائها التحررية في الاقتصاد والتجارة.وأسهمت في فرض عقوبات على موسكو والأوليغارشية الروسية بعد حرب أوكرانيا.وشغلت عدة مناصب وزارية، ولعبت دوراً في التفاوض على اتفاقيات التجارة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، عندما كانت وزيرة للتجارة الدولية، قبل أن تصل إلى منصبها الحالي.

وجاءت  أبرز وعود ليز تراس في عدم فرض أية ضرائب جديدة، وإلغاء الزيادة المخطط لها في ضريبة الشركات. تعليق ما يعرف باسم "الضريبة الخضراء"، وهي جزء من فاتورة الطاقة التي تُدفع للمشاريع الاجتماعية والخضراء. وتعهدت بإنفاق 2.5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع حتى عام 2026، ورفع هذه النسبة إلى 3 بالمئة بحلول عام 2030.

مع اختيار أعضاء حزب المحافظين، الذي يبلع عددهم نحو 160 ألف شخص لوزيرة الخارجية ليز تروس لتولي مقعد زعامة الحزب، بات الطريق ممهداً أمامها لكي تكون على رأس الحكومة في بريطانيا.ويأتي اختيار تروس كخليفة لبوريس جونسون، الذي تنحى عن زعامة حزب المحافظين بعد تمرد داخل فريقه الحكومي؛ احتجاجاً على الفضائح التي طالته، وكذلك الأوضاع الاقتصادية في البلاد.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

المحافظون يعلنون تسمية ليز تراس رئيسة للوزراء خليفة لجونسون وزعيمة للحزب

ليز تراس رئيسة وزراء بريطانيا خليفة لجونسون وتتعهّد بمواجهة إرتفاع أسعار الطاقة وتحسين الخدمات الصحية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة الحديدية ليز تراس ثالث امرأة تتولى قيادة البلاد في تاريخ بريطانيا المرأة الحديدية ليز تراس ثالث امرأة تتولى قيادة البلاد في تاريخ بريطانيا



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab