كبيرة تهرب في حافلة وتتشبث بابنتها حتى لا تقع أسيرة
آخر تحديث GMT16:07:09
 العرب اليوم -

عانت الأمرين "داعش" المتوحش وسوء الوضع

كبيرة تهرب في حافلة وتتشبث بابنتها حتى لا تقع أسيرة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - كبيرة تهرب في حافلة وتتشبث بابنتها حتى لا تقع أسيرة

كبيرة 38 عاما وشيرين 32 عاما
بغداد - نهال قباني

فر ملايين الأشخاص من الشعب السوري واليزيدين العراقيين من جحيم تنظيم "داعش" خلال السنوات الأربع الماضية؛ إذ توجه كثيرون إلى العراق خصوصا إقليم كردستان، ويتوقع أن يرتفع العدد الإجمالي للاجئين والنازحين إلى نحو 4.1 مليون شخص بنهاية العام الجاري، معظمهم من النساء والأطفال.

وعرضت صحيفة "تليغراف" البريطانية بعضا من قصص النساء في حالات النزاع بمناسبة (اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي)، وجميع النساء الذين تحدثوا إلى الصحيفة فروا من تنظيم "داعش" وأعادوا بناء حياتهن من جديد بمساعدة الجمعية الدولية الخيرية "نساء لأجل نساء". فالشقيقتان كبيرة وشيرين من منطقة الإدارة الكردية في شمال سورية، اللتان هربتا عام 2012 بعد قصف المنطقة، كانتا قلقتين بشكل لا يصدق على سلامتهما وأطفالهما بسبب العنف؛ فقد فرت شيرين في حافلة صغيرة مع زوجها ووصلت في نهاية المطاف على الحدود العراقية، وبدأ الجيش في إطلاق النار عليهما، وكان الزوجان في طريقهما إلى إقليم كردستان العراق، حيث يمكنهم تسجيل أنفسهم لاجئين.

كبيرة تهرب في حافلة وتتشبث بابنتها حتى لا تقع أسيرة

أما كبيرة فلم تترك سورية إلا منذ 8 أشهر فحسب، فعندما بدأ القصف، وفكرت أنها "لا يمكنها القيام بذلك، فأين يمكنها أن تذهب؟"، فهي وابنتها التي كانت عمرها 3 سنوات حينها وابنها 13 عاما، أخذوا معهم ما يستطيعون حمله واستقلوا حافلة صغيرة إلى إقليم كردستان العراق، حيث تعيش شقيقتها شيرين. وخلال رحلتهم تعرضت حافلتهم لقصف صاروخي أسفر عن تفجيرها واشتعال النيران فيها في كل مكان، وأصيب السائق وكان عليه أن يذهب إلى المستشفى لكن اللاجئين كانوا يائسين للمغادرة فأكلموا طريقهم بأنفسهم. وكانت كبيرة مرعوبة على ابنتها وجعلتها تجلس تحت مقعدها لأنها فكرت "إذ مت، أريدها أن تموت معي أيضا لأنني لا أريد أن يتخذ تنظيم (داعش) أبنائي أسرى"، ولكن بمساعدة الجيش الكردي تمكنوا من النجاة.

وتعيش الشقيقتان حاليا مع عائلاتهما وتحاولان إعادة بناء حياتهما، فقالت كبيرة "نحن ممتنون جدا بسبب ما أعطانا إياه الشعب الكردي، فأصبحنا نشعر بالهدوء والسكينة بعد ما عشناه من اضطرابات"، و" نأمل في التمكن من العودة إلى حيث كنا نعيش دون مليشيات وجهاديين مثيرين للاشمئزاز جعلوا حياتنا جحيما، دون حرب، دون خوف، دون اضطهاد، فنحن نريد أن نعيد بناء حياتنا وبلدنا ".

أما دلال المرأة اليزيدية من سنجار في العراق، فتعيش حاليا في مخيم "خانكي" في إقليم كردستان العراق مع 3 أخوة ذكور و6 أخوات إناث، فهم يعيشون في 6 خيام تضمن 3 غرف للمعيشة و3 غرف للنوم، وكانت هذه الخيام موطنا لهم على مدى العامين الماضيين. وهربت العائلة من وطنها بسبب تنظيم "داعش"، وكانوا يعرفون أن الميليشيات قادمة وشعروا بالرعب من تعرضهم للقتل؛ فالعائلة المكونة من 18 شخصا وضعوها في سيارتين وفروا إلى جبل سنجار حيث انفصلت العائلة عن بعضها البعض.

كبيرة تهرب في حافلة وتتشبث بابنتها حتى لا تقع أسيرة

ولم تسمع دلال أي أخبار عن أمها وأبيها لمدة يومين رغم جمع شملهم في نهاية المطاف؛ إذ انتهت مجموعة واحدة بسفرها نحو سورية، في حين ذهب البقية تجاه قرية أخرى في سنجار.  مضيفة "في الطريق إلى سورية قابلنا مسلحو تنظيم (داعش) في طريقنا، وأوقفونا ولكننا تمكنا من الهرب منهم، فلقد بقينا نجري ثم نقف، نجري ثم نقف، ثم حاولنا الاختباء منهم في الجبل". وعندما قرروا في نهاية المطاف، المضي قدما، اعترض مسلحو التنظيم طريقهم مرة أخرى.

وتابعت "كان هناك 3 أشخاص في السيارة يرتدون ملابس سوداء، وجوههم مغطاة بلحى طويلة، وكان هناك رجل آخر في السيارة بدا أعمى وكأنه سجين". وسرعان ما أدركت والدتها أن السجين أيضا من اليزيدين، وغطت رأس ابنتها بوشاح. وفسرت "لم أريدهم أن يأخذوك، فإذا عرفوا إنك فتاة كانوا سيأخذونك معهم". مستطردة "عندما رأوانا طلبوا من والدي وأخي إعطائهم مفاتيح سياراتهم وأخذوا كل مفاتيح السيارة وأموالهم، فضلا عن السيارات؛ لذلك كان علينا السير وترك كل شيء، وحملنا الماء فقط دون أي ملابس إضافية". في نهاية المطاف وصلت العائلة إلى مخيمات اللاجئين، ولكن لا تزال الظروف صعبة و"أملي أن أكون قادرة على مساعدة عائلتي، وأود أي أجد أي نوع من العمل لكسب بعض المال". فالشقيقات اليزيدات من سنجار بينهما 8 أطفال فروا من ديارهم مع عائلاتهم عندما هاجمهم تنظيم "داعش".

 وقالت عايدة "المحظوظون ركضوا في ما بقينا في الخفاء دون ماء وطعام لمدة 10 أيام في جبل شينجال". ويعيشون حاليا في إقليم كردستان العراق، لكن الحياة صعبة فعايدة لديها رضيع عمره شهران، تكافح من أجل إطعامه، فنظرا إلى أنه يحصل على الطعام من الرضاعة الطبيعية، عليها أن تحصل على مزيد من الغذاء لنفسها وهو أمر  صعب سيما أن زوجها يعمل يوما واحدا في الأسبوع كعامل بناء ويحصل على أقل من 10 جنيهات إسترلينية في اليوم مقابل عمل 12 ساعة. مضيفة "أريد عودة الفتيات اللاتي وقعن في قبضة تنظيم (داعش)، فحلمي أن أراهم يعودن مرة أخرى".

أما ليلى فلديها 7 أطفال تتراوح أعمارهم بين سنتين إلى 14. وتأمل أن يكون بناتها الخمس أكثر استقلالا خلافا لها، وألا يبقوا في المنزل لطهي الطعام. وقالت: إنها تريد العودة إلى شينجال لكنها تعرف أنه أمر صعب للغاية.  كما تأمل الآلاف من الفتيات المختطفات من تنظيم "داعش" - كثير منهن من اليزيدين - أن يتم جمع شملهم مع أسرهم.  

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كبيرة تهرب في حافلة وتتشبث بابنتها حتى لا تقع أسيرة كبيرة تهرب في حافلة وتتشبث بابنتها حتى لا تقع أسيرة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab