طهران - مهدي موسوي
أشارت جريدة الإندبندنت إلى عدد النساء اللاتي يعشن في إيران واخترن تقصير شهرن والارتداء مثل الرجال في محاولة لتجاوز شرطة الأخلاق، ويعد ارتداء الحجاب شرط قانوني للنساء في كافة الأماكن العامة في إيران وهو أمر إجباري بواسطة شرطة الأخلاق، ولكن في الأسابيع الأخيرة بدأت النساء تنشر صورهن بشعرهن القصير مرتدين ملابس ترتبط بالرجال، وظهرت بعض الصور على صفحة My Stealthy Freedom على الـ"فيسبوك" والتي تديره الصحفية والناشطة الإيرانية مسيح على نجاد والتي تشن حملة ضد الحجاب الإجباري، وتقيم السيدة نجاد حاليًا في نيويورك.
ويعد الحجاب القسري واحد من عدد من القوانين التميزية ضد المرأة في إيران حيث تحتاج المرأة إلى إذن أحد أقربائها الذكور للدراسة بعد الزواج أو مغادرة البلاد في بعض الحالات، وتترك الأمهات العازبات ضعفاء حيث يعطي القانون الإيراني الحقوق القانونية للأب بعد أن يبلغ الأبناء عمر 7 سنوات، وأضافت إحدى النساء التي نشرت صورتها ذات الشعر القصير " أكره عندما يأمرني أحد بتغطية شعري حتى لا يثار الرجال، ومنذ حصلت على رخصة القيادة أصبحت أتعمد قص شعري للاستمتاع ببعض الحرية على الأقل داخل سيارتي الخاصة، ومن يروني يعتقدون أنني رجل أقود السيارة وهذا التفكير لا يزعجني".
وذكرت إمرأة أخرى " عندما كنت طفلة كنت أتصرف كذكر لمل فراغ الأبناء الذكور لدى والدي، وكنت أتصرف في الخارج كفتاة ذكورية حتى يسمع صوتي في مجتمعي، وعندما كان عمري 13 عامًا كنت أقص شعري قصيرًا وارتدي مثل الأولاد وأذهب إلى رحلات تسلق الجبال لسنوات، وبين عمر 13 إلى 15 عاما أتممت صعود قمم علم كوه ودمافاند عدة مرات بجانب بعض الرجال"، ووافقت إمرأة تدعى "كاغال" (29 عاما) وتعيش في إيران على التحدث لجريدة الإندبندنت عن السبب وراء قص شعرها بشكل قصير وارتداء ملابس ذكورية لتجاوز شرطة الأخلاق.
وعن قراراها في ارتداء ملابس الذكور وقص الشعر أوضحت, أن "هناك العديد من الأسباب لقص الشعر وارتداء ملابس ذكورية، حيث تعد الفتيات في جميع أنحاء العالم أقل قوة وذكاء وأقل حرية عن الذكور، ولكن عندما أكون ذكر فأشعر بالحرية والقوة، وعندما كبرت كنت أحتاج إلى اعتباري رجل للحفاظ على وجودي في المجتمع دون مشاكل، وكانت المرة الأولى التي قصصت فيها شعري عندما قبض علي أنا وأصدقائي بسبب وجودها في حفلة مختلطة للفتيات والفتيان وهو أمر محظور في إيران، وبعد التواجد لليلة واحدة في المعتقل قامت الشرطة بقص شعري زميلي الطويل لمضايقته، وعندما عدت إلى المنزل حلقت شعري لإظهار تعاطف معه، وكانت هذه بداية جديدة بالنسبة لي لمعارضة ارتداء الحجاب القسري مع عائلتي، وبدأت في الذهاب إلى منازل أفراد عائلتي بشعر قصير جدا دون حجاب، ومع الأيام نما شعري لكنهم نسيوا أن يطالبوني بتغطية شعري، واصبح الأمر روتيني، واعتادوا على هذه الحقيقة على مر الزمن".
وحول ملاحظتها شرطة الآداب بين الجمهور هي ترتدي هذه الملابس, قالت "نادرا ما أواجه ملاحظات الشرطة بسبب امتلاكي سيارتي، وأخر مرة طلب مني ضابط شرطة تغطية شعري بطريقة ودية على الطريق قائلا " سوف أفعل ذلك من أجلك ولكني لا أريدك أن تستمري في ذلك بعد أن تعبري الطريق", وأضافت, "ليس الكثيرات، ولكني أتلقى العديد من الرسائل من نساء مختلفات يعربون عن تقديرهم لجهودي ويشكون من أوضاعهم السيئة والصعبة مع عائلاتهم أو في أماكن العمل وأثناء النزاعات مع أزواجهن، وتتمنى معظمهن أن يكن لها حرية الاختيار في ارتداء الحجاب".
وبالإشارة إلى خلاف النساء حول وضع الحجاب قصريًا, أوضحت, "وضع النظام خوف شديد على النساء وغالبا ما يفضلون الهرب بدلا من إحداث تغيير، ورأيت إمرأة في مطار دبي كانت ترتدي الوشاح حتى في دبي، كما أنهم يرفضون القتال لأسباب مختلفة مثل فقدان وظائفهم أو سمعتهم، وإذا ما أتيحت لهم القوة الكافية وإذا استطاعوا إعالة أنفسهم ماديا والاستقلال عن العائلة فربما يبدأون في التصدي لهذه القاعدة", وأضافت "يخبر الحجاب المرأة أنها جميلة ولذلك إذا أهرت جمالها ستسبب في إغراء الرجال جنسيا، ولذلك عليك تغطية شعرك للحفاظ على الصحة الأخلاقية للمجتمع، وهذا الاتجاه الجنسي لجزء من جسدي لا يسبب إغراء حسي مقلق للغاية بالنسبة لي، وفي الحالة الراهنة للاتصال في جميع أنحاء العالم لا يمكننا أن نشهد عقول سليمة وحرية ممنوحة للنساء الأخريات ولا يزالوا سعداء ومتحررات، نريد التحرر من هذه النظرة الجنسية القذرة، ولا يقبل مجتمعنا الملابس المكشوفة ولكنه يقبل قانون الوشاح والشال وينبغي إلغاء أغطية الرأس, وتابعت, "أتمنى بموجب القانون عدم فرض الحجاب ووجود حرية لشراب الكحول مع السماح بالنوادي الليلية والحانات والمراقص والأماكن الترفيهية ذات الصلة، ويجب تغيير قواعد الطلاق وأن تحصل الأمهات العازبات على المزيد من الدعم من الحكومة", وأكملت, "أتمنى أن يعرفوا المزيد عن أنفسهم فالكثير من النساء مستعدات فقط لتصبحن أمهات وزوجات مثلي، وإيقاف إجبار أفراد الأسرة للفتيات على الزواج، مع الحصول على مزيد من التكافؤ لفرص عمل في أماكن عمل آمنة، مع إتاحة الفرص لهم للسفر والتخييم وحدهم في الأدغال والرحلات".
أرسل تعليقك