أصغر أسيرة فلسطينيّة تروي معاناة المئات في سجون الاحتلال
آخر تحديث GMT13:31:20
 العرب اليوم -

أعربت عن سعادتها بالحرّية وأبدت اقتناعها بأن العلم سلاحها

أصغر أسيرة فلسطينيّة تروي معاناة المئات في سجون الاحتلال

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أصغر أسيرة فلسطينيّة تروي معاناة المئات في سجون الاحتلال

الطفلة الفلسطينيّة ملاك الخطيب
رام الله ـ ناصر الأسعد

تستعيد الطفلة الفلسطينيّة ملاك الخطيب (14 عامًا)، حياتها الأولى، بعدما أجبرت على التعامل مع واقع أكبر من عمرها، إذ قضت 45 يومًا في السجون الإسرائيلية، كأصغر أسيرة اعتقلها إسرائيل طيلة فترة احتلالها للأراضي الفلسطينية، وأفرج عنها الجمعة الماضي.

وبدأت الصغيرة تنام وقتًا أطول في الصباح، بعدما تعودت أن تستيقظ مبكرًا كل يوم كي تخضع لفحص العدد الأمني، وتتناول أي طعام تتمناه، تدرس وقتما تشاء، وتلعب وقتما تشاء، وترد الصباحات على والدها ووالدتها وأشقائها. لكنها كبرت كثيرًا في شهرين، أسرع مما أراد لها أهلها ذلك.

وتحولت ملاك إلى "نجمة"، وهي تقابل يوميًا المئات من المهنئين، وعشرات الصحافيين وبعض المسؤولين، الذين يخوضون معها عادة نقاشات في السياسة وظروف الاعتقال وحالة الأسرى الذين خلفتهم وراءها، وكيف عاشت أقسى الساعات في حياتها، فيما يحول لها والدها بين الفينة والأخرى هاتفًا جديدًا من أحد المهتمين.

وتمكنت ملاك، الأحد، من زيارة مدرستها في بلدة بتين القريبة من رام الله، حيث عانقت المعلمات وصديقاتها، مثل ضيفة كبيرة، كانت تلاحقها الكاميرات خطوة بخطوة.

وأعربت ملاك، في تصريح صحافي،  عن سعادتها بالعودة إلى أهلها، ومدرستها وصديقاتها، بعد 45 يومًا من الاعتقال. وتذكرت يومها الأخير في المدرسة قبل الاعتقال، إذ فاجأها جنود إسرائيليون، على الطريق، يوم 31 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بعد نهاية يوم دراسي طويل، وهم يعتقلونها بالقوة بتهم إلقاء الحجارة.

وأكّدت ملاك "لقد اختطفوني بالقوة. ضربوني وحولوني إلى التحقيق، بتهمة إلقاء الحجارة.. وهي تهمة غير صحيحة".

وروت ملاك كيف أنّ 4 جنود إسرائيليين حاصروها وألقوها أرضًا، ثم قيدوها بالقوة وألقوا بها في سيارة عسكرية، نقلتها إلى مركز تحقيق "بنيامين"، حيث خضعت لاستجواب قاس، استمر أكثر من ساعتين، ومن هناك إلى سجن "هشارون" النسائي، قرب تل أبيب. وأضافت "لا أعرف كيف أصف الاحتلال لكن أقول فقط: الله على الظالم".

وأردفت "لقد عرفت معنى المعاناة، جربت الإهانة والبرد والقلق لكنني لم أخف منهم، كنت فقط حزينة على أهلي وصديقاتي، وكنت خائفة ألا أراهم مرة أخرى".

وأشارت ملاك، إلى أنها ورفيقاتها كن يعانين من نقص الطعام، والإهمال الطبي وانعدام الرعاية الصحية، والحرمان من زيارة الأهالي. وأضافت "لقد عاملوني كأني كبيرة.. مثل كل الأسيرات". وتابعت "لم يراعوا أبدًا أني ما زلت طفلة".

وتتذكر ملاك كل كبيرة وصغيرة في السجن، وكيف أنها لم تصدق نفسها وهي تنظر إلى الفضاء الواسع بعد الإفراج عنها.

وتستعد ملاك الآن للانتظام في دراستها من جديد وتعويض ما فاتها من دروس.

وقررت ملاك أن تلتحق بمدرستها مجددًا، الأحد المقبل بحسب اتفاق مع مديرية التربية والتعليم. وأكّدت ملاك أنها "بعد تجربة السجن قررت أن تدرس الحقوق لتدافع عن جميع الأسرى والأسيرات وتقف في وجه الاحتلال".

وتمنت ملاك على كل الأطفال من عمرها أن يهتموا أكثر بالتعليم. وأضافت "أقول لأصدقائي بأن التعليم هو سلاحنا لمواجهة الظلمة".

يذكر أنه، لأسابيع تنقلت ملاك من السجن إلى محكمة إسرائيلية قبل أن تحكم عليها بالسجن شهرين، مع غرامة مالية قدرها 1500 دولار، وشاهدت في الطريق كيف يضرب الجنود أطفالاً أسرى آخرين، وظل ذلك عالقًا في ذهنها. وقالت ملاك بأنها تتمنى للأطفال الذين شاهدتهم الآن الحرية مثلما نالتها هي.

وسلطت حادثة ملاك الضوء أكثر على ملف الأسرى الأطفال في السجون الإسرائيلية.

وأكّد رئيس هيئة الأسرى الفلسطينيين عيسى قراقع أنَّ "إسرائيل اعتقلت، منذ عام 2000، أكثر من 10 آلاف طفل فلسطيني"، داعيًا إلى "رفع جميع قضايا الأسرى أمام المحاكم الدولية".

ويعاني الأطفال الفلسطينيون الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية من ظروف احتجاز قاسية وغير إنسانية، تفتقر للحد الأدنى من المعايير الدولية لحقوق الأطفال وحقوق الأسرى.

وتستند إسرائيل إلى نظام قضائي خاص، وأوامر عسكرية من بينها الأمر العسكري رقم 132، الذي يعتبر كل من يتجاوز 16 عامًا، شخصًا ناضجًا، والأمر العسكري رقم 1500 الذي يجيز اعتقال أي مواطن فلسطيني، بصرف النظر عن عمره، لمدة 18 يومًا، دون عرضه على محكمة، ودون السماح له بمقابلة محاميه.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أصغر أسيرة فلسطينيّة تروي معاناة المئات في سجون الاحتلال أصغر أسيرة فلسطينيّة تروي معاناة المئات في سجون الاحتلال



GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة
 العرب اليوم - بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab