زغرب ـ نانسي نجم
غيرت الكرواتية إيرينا كوريك اسمها إلى أمينة بعد اعتناقها الإسلام والتي تم تجنيدها على "الفيسبوك" على يد رجل دنماركي والذي يزعم أنها كانت تعمل مع "سي آي إيه" بهدف اختراق تنظيم "القاعدة" والتي لعبت دور وسيطة للزواج أي دور الخاطبة للإرهابيين، حيث تزوجت إيرنا من أنور العولقي أحد شيوخ التطرف المعادي للولايات المتحدة.
وتقول صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الدنماركي مورتون ستورم الذي اعتنق الإسلام كان أحد رفقاء تنظيم "القاعدة" المؤتمنين عندما عرضت عليه "سي آي إيه" مبلغ 250 ألف دولار لإيجاد زوجة ثالثة لأنور العولقي، لتعمل على رصد تحركاته.
وفي سبيل ذلك عثر ستورم على ضالته المنشودة في أمينة ذات الأصول الكاثوليكية التي كانت أيضًا من المعجبين بالعولقي، ثم قام بعد ذلك بالإشراف على عملية تبادل رسائل فيديو بين الاثنين وبعدها اتفق الاثنان على الزواج على الرغم من قرار الولايات المتحدة بإهدار دم العولقي، وعلى الرغم من نجاح الخطة في مراحلها الأولى إلا أن المراحل التالية من خطة "سي آي إيه" قد تعرضت لكثير من المعوقات.
ويقول مورتون ستورم "إن خطة "سي آي إيه" كانت تعتمد على زرع جهاز يرصد التحركات في أمتعة أمينة عند وصولها إلى اليمن للالتقاء بزوجها، حتى يمكن لوكالة الاستخبارات التعرف مباشرة على مخبأ العولقي هناك".
وفي تسجيل فيديو ظهر على شبكة "سي بي إس الإخبارية الأميركية" ، قالت "سوف أكون معه أينما ذهب، أنا عمري 32 عامًا وعلى استعداد للقيام بأي أعمال خطرة، أنا لا أخشى الموت ولا أخشى أن أموت في سبيل الله".
و تضيف أمينه "قمت بتسجيل هذا الشريط حتى يمكنك رؤية الشكل الذي أبدو عليه".
وردًا على ذلك قال العولقي "إذا كنت قادرة على العيش في ظروف وأحوال صعبة ولا تمانعين من الوحدة والعزلة وتستطيعين العيش في ظل قيود تحول دون تواصلك مع الآخرين، فإن ذلك سوف يكون شيئًا عظيمًا".
كما أشار كذلك إلى رفيق له يعتقد بأنه ستورم ، وقال "إن الأخ الذي يحمل تسجيل الفيديو هذا هو أخ جدير بالثقة".
وقد استمر الاثنان في تبادل رسائل الفيديو المشفرة، وفي إحداها قال العولقي "أنا الآن لا أعيش في خيمة ولكني أعيش في منزل أحد الأصدقاء وأنا لا أغادر المنزل كما أنني في وضع أحتاج فيه إلى وجود زوجتي إلى جواري طول الوقت كما أنني أفضل أن أسكن في خيمة في الجبال لأن ذلك يمنحني القدرة على القراءة والكتابة والبحث."
وفي لقاء جرى في فيينا في النمسا قام ستورم بعرض تسجيل فيديو للعولقي على أمينة والذي كان يرتدي فيه ثوب أبيض ووراءه خلفية وردية اللون حافلة بالأزهار. وفيه يقول "إن هذا التسجيل تم أعداده من أجل الأخت أمينة بناء على طلبها وأنه يدعو الله أن يهديها إلى الصواب في الدنيا وفي الآخرة ويهديها كذلك إلى اختيار ما هو أفضل بشأن عرض الزواج".
ويقول ستورم "إن أمينة انفجرت في البكاء عندما شاهدت هذا التسجيل، وقد بعثت إلى في تسجيلات فيديو رسائل وهي ترتدي طرحة فوق رأسها وتقول إنها تقبل كل ما تتطلبه إتمام هذا الزواج، وفي تسجيل آخر تقول وهي وقد أزالت غطاء الرأس "أخي ها أنا دون غطاء الرأس حتى تستطيع أن ترى شعر رأسي وكل أمل أن تسعد بذلك".
وكان كل من ستورم و"سي آي إيه" يدركون خطر اكتشاف أمر أمينة يعني مقتلها ومع ذلك فقد استمروا في محاولاتهم في تقفي أثر العولقي.
وفي رحلة أخرى إلى فيينا قام ستورم بشراء جاكيت سادة لأمينة وأعطاها مبلغ ثلاثة ألاف دولار من العولقي، وبعدها وصلت بأمتعتها إلى صنعاء كما كان مخططًا له، كما تلقى ستورم رسالة من "سي آي إيه" تقول له فيها "تهانينا أيها الأخر لقد صرت الآن من الأثرياء.. الأثرياء جدًا".
وبعد ذلك تلقى في كوبنهاجن في الدنمارك حقيبة تحتوي على مبلغ 250 ألف دولار والتي كانت كلمة السر في فتحها 007.
ولكن خطة زرع جهاز في حقيبة أمينة قد انتهت بالفشل وذلك بعد أن أبلغها أحد العاملين في تنظيم "القاعدة" بضرورة ترك حقيبتها قبل أن تلتقي بالعولقي.
وعلى الرغم من فشل خطة تعقب العولقي عن طريق جهاز في حقيبة أمينة إلا أن زواجها منه عاد بالفائدة على "سي آي إيه"، ولكنه لم يؤت ثماره بعد مقتل العولقي يوم 30 أيلول/ سبتمبر عام 2011 بواسطة طائرة أميركية بلا طيار.
وذكرت تقارير صحافية بعد ذلك قيام أمينة بتبني قضية زوجها واستمرت في الكتابة على موقع مجلة "إنسباير" الإرهابية والتي سبق وأن نشرت مقالا بعنوان "كيف تصنع قنبلة في مطبخ أمك".
كما أبلغت زعماء "القاعدة" بأنها على استعداد للقيام بمهمة انتحارية انتقامًا لزوجها ولكن طلبها قوبل بالرفض.
أما ستورم الذي عمل في صحيفة "جيلاندز بوستين الدنماركية" فقال أنه كان يعمل سابقًا مع الإسلاميين قبل أن تقنعه الاستخبارات الدنماركية على انتقاله للعمل معها ثم العمل في نهاية المطاف لحساب "سي آي إيه".
زعم ستورم أنه كان محط ثقة العولقي وأن الرئيس الأميركي أوباما كان يعرف اسمه وأنه من قام بنقل جهاز الـ "يو إس بي" التي استخدمه الأميركان في تعقب تنقلات العولقي، إلى الموكب الذي قامت الولايات المتحدة بتدميره في في أيلول/ سبتمبر عام 2011.
وقال جهاز الاستخبارات الدنماركي في بيان أصدره تعقيبًا على تلك الحكاية "إنها ترفض التعليق على ذلك في إطار سياسيتها التي ترفض التأكيد علنا على أي معلومات سرية بشأن عمليات استخباراتية في الماضي أو في الحاضر أو في المستقبل كما أنها اعتادت ألا تنكر أي معلومات غير صحيحة، ولم تعلق وكالة "سي آي إيه" ولا البيت الأبيض على الدور الذي لعبه ستورم في وفاة العولقي".
ويقول ستورم "إنه عاني في طفولته الأمر الذي أدى به إلى عالم المخدرات والجريمة، وفي عام 1997 اعتنق الإسلام في السجن ثم انتقل إلى اليمن لدراسة القرآن، ثم تزوج عام 2000 من امرأة يمنية وأنجب منها طفل اسمه أسامة، وفي عام 2006 انقلب على التنظيم وتحول إلى عميل مزدوج على يد الاستخبارات الدنماركية".
كما زعم ستورم أنه عمل مع كبار قيادات "القاعدة" في شبه الجزيرة العربية واستطاع التواصل مباشرة مع الدائرة الداخلية مباشرة ومن بينهم العولقي.
المعروف أن العولقي كان قد ولد في نيو مكسيكو وأصبح من الشخصيات البارزة ف تنظيم "القاعدة" وتولى فرع التنظيم في شبه الجزيرة في السنوات التي كان يختبأ فيها أسامة بن لادن.
أرسل تعليقك