المرأة ضحية الأبحاث العلمية والعلاجات المطورة لا تناسبها
آخر تحديث GMT12:45:37
 العرب اليوم -

تتسع الفجوة في النتائج بسبب التمييز على أساس الجنس

المرأة ضحية الأبحاث العلمية والعلاجات المطورة لا تناسبها

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المرأة ضحية الأبحاث العلمية والعلاجات المطورة لا تناسبها

تمارا جيمس تود
لندن ـ كاتيا حداد

كشفت أبحاث طبية أنّ كل خلية في جسم الإنسان تتمتع بنوع جنسي، وهو ما يعني أنّ الرجال والنساء مختلفون على المستوى الخلوي، وهذا يعني أيضًا أنّ الأمراض، والعلاج، والمواد الكيميائية تؤثر على الجنسين بشكل مختلف.

وأكدت المتخصصة في علم الأوبئة من كلية الطب في جامعة "هارفارد" تمارا جيمس تود، أنّه تاريخيًا تم استبعاد الإناث من أبحاث السموم أو الأبحاث الطبية الحيوية، في حين تم إحراز تقدم منذ عام 1993، عندما كلفت المعاهد الوطنية للصحة بضرورة إدراج النساء والأقليات في الأبحاث الصحية التي تمولها الحكومة.

وأوضحت تمارا، أنَّ الباحثين في مستشفى "بريغهام" في بوسطن أرَّخوا في تقرير عام 2014، أنّه تم استبعاد النساء من البحوث الصحية في المرحلة الأولى من الأبحاث، وأن استبعادهم فشل في تحديد الأثر الحاسم لتأثير الجنس والنوع الاجتماعي في الوقاية والتشخيص والعلاج من المرض.

وأضافت: "عندما يتم استبعاد الإناث من الأبحاث، أو عدم إدراجهن في كثير من الأحيان بأعداد كافية، يفشل الباحثون في تحليل البيانات بشكل منفصل وفقًا للجنس؛ ما يعيق إمكانية تحديد الاختلافات المهمة التي يمكن أن تعود بالنفع والصحة على الجميع".

وأبرزت أنّ أمراض القلب والأوعية الدموية القاتل رقم واحد للنساء في الولايات المتحدة، وأنَّ هذه الأمراض تؤثر على الرجال والنساء بشكل مختلف في جميع المستويات بما في ذلك الأعراض وعوامل الخطر والنتائج؛ لكن مشاركة النساء في أبحاث القلب والأوعية الدموية والتجارب السريرية لا تتعدى الـ 31% من المشاركة في تجارب تلك الأبحاث المهمة.

وأشارت تمارا إلى أنَّ تغييرات الغدد الصماء الرئيسة عند المرأة تؤثر على حياتها خلال مراحل حياتها المختلفة، في سن البلوغ، والحمل، وانقطاع الطمث، وتم ربطها جميعًا بزيادة مخاطر الإصابة بالاكتئاب، كما أنَّ امتصاص أجساد النساء للأدوية يتم بشكل مختلف عن الرجال بأقل من 45٪.

وبيَّنت أنّ إصابة النساء بمرض مثل الزهايمر يختلف عن نسبة إصابة الرجال به، ففي حين أنّ عدد المصابين بالمرض في العالم عددهم 5.1 مليون شخص، ثلثيهم من النساء، والتفكير السائد يرجع زيادة نسبة إصابة النساء بالزهايمر أكثر من الرجال إلى أنّ المرأة تعيش لفترة أطول؛ لكن الأبحاث الحديثة أثبتت أنّ ذلك عائد إلى التغيرات الهرمونية في سن اليأس، فضلًا عن اختلاف النوع في التعبير الجيني الذي ربما يكون له علاقة مباشرة بذلك.

ويقتل مرض مثل سرطان الرئة مزيدًا من النساء في كل في العام، أكثر من سرطان الثدي، والمبيض، والرحم جنبًا إلى جنب، والغريب هنا أنّه يصيب الشابات غير المدخنات أكثر من غيرهن من المدخنات، ووجد الباحثون أنّ الهرمونات الجنسية، وخصوصًا هرمون الاستروجين، يؤثر على نمو سرطان الرئة ويسبب الوفاة.

وأفادت تمارا بأنَّ إدراج مزيد من النساء في التجارب السريرية؛ أدى إلى اكتشاف أدلة تؤكد أنّ بعض علاجات سرطان الرئة تعمل على نحو أفضل مع النساء أكثر من الرجال؛ ولكن في الوقت الذي باتت تشارك النساء بصورة أكبر في التجارب السريرية لسرطان الرئة أكثر مما مضى، فإنها تظل أقل احتمالًا للتسجيل في التقارير مقارنة بتقارير الرجال.

وتابعت: "لم يتضح حتى مع إشراك المرأة في دراسات علم السموم، إذا كانت تلك الدراسات كافية أم لا لدرس المرض والوقاية منه، في حين أنّ اختبارات الأورام الثديية المتعلقة بالتعرض للمواد الكيميائية، على سبيل المثال، فإنها لا تدرس تأثير المواد الكيميائية على نمو الغدة الثديية، وبالنظر إلى أنّ الفتيات المراهقات يستخدمن المزيد من منتجات النظافة أكثر من النساء البالغات، مما يستدعي التفكير في أنّ ذلك له تأثير كبير في الهرمونات وفي الإصابة بالمرض".

وأكد رئيس فرع في الآثار الصحية قسم البرامج المبيدات وكالة حماية البيئة الدكتور كريستين جونسون الذي يشغل أيضًا منصب المنسق الوطني الأميركي لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية "أو أي سي دي"، أنَّ السياسات الحكومية التي تدعم إشراك النساء أحدثت بعض التغيير وأدت إلى تشكيل برامج صحة المرأة في الجهات المختلفة.

وأضاف جونسون: "أن الدعم الحكومي أدى إلى بعض الإنجازات الكبيرة، بما في ذلك كثيرًا من المعلومات المتاحة حول كيفية تأثير أمراض القلب والأوعية الدموية على النساء بشكل مختلف عن الرجال، والمخاطر المختلفة من العلاج بالهرمونات البديلة".

واستدرك: "لكن، حتى في الجهات الحكومية مع السياسات الصارمة والمحددة بخصوص إشراك المرأة، مثل: المعاهد الوطنية للصحة، المؤسسة العامة للغذاء والدواء، ومراكز السيطرة على الأمراض، فإنه لا يتم دائمًا تطبيق هذه السياسات بدقة".

ولفت إلى أنّ "دراستين من الدراسات التي أجريت أخيرًا على عقاقير خفض الكولسترول مثالًا على مدى التقدم الذي نرجوه؛ كانت نتائجها في عام واحد، بالغة الأهمية، وكان من بينهم نساء ولكن لم يكن هناك أي معلومات منشورة حول ماهية رد فعل النساء على المواد المخدرة مقارنة بالرجال".

واستأنف: "هذا أمر مهم لأننا نعلم أنّ للمرأة آثار جانبية مختلفة، حتى هذا ربما يكون دواءً جيدًا بالنسبة إلى النساء، لكننا لا نعرف مدى ذلك".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة ضحية الأبحاث العلمية والعلاجات المطورة لا تناسبها المرأة ضحية الأبحاث العلمية والعلاجات المطورة لا تناسبها



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab