باريس ـ مارينا منصف
هددت الممثلة الفرنسية بريجيت باردو السلطات الفرنسية بأنها سوف تتخلى عن الجنسية الفرنسية ما لم تعدل تلك السلطات عن إقدامها على قتل الفيلين بيبي ونيبال اللذين تبين أنهما مصابان بالسل.
وعلى الرغم من استياء البعض من إعلان الممثل الفرنسي الشهير جيرارد ديبارديو حبه وتقديره للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وامتداحه الديموقراطية، إلا أن هناك من يغفر له تصريحاته تلك، على اعتبار أنها جاءت كرد فعل للخلافات الراهنة بشأن الأزمة الضرائبية الفرنسية. إلا أن أحدًا لم يبدِ تعاطفًا مع الممثلة الفرنسية بريجيت باردو التي أعلنت أنها سوف تهرب من فرنسا، مثلما فعل الممثل الفرنسي، ما لم يتم إنقاذ فيلين من أفيال السيرك، تبين أنهما مصابان بالسل.
وكانت باردو، المعروف عنها أنها من المدافعات عن حقوق الحيوان، أعلنت أنها سوف تحذو حذو ديبارديو، وتطلب الحصول على الجنسية الروسية، إذا قامت السلطات الفرنسية بإعدام كل من الفيل بيبي والفيل نيبال، كما وصفت قرار المحكمة الذي يقضي بإعدام الفيلين بأنه "تصرف شائن وجبان".
وقد أعلنت باردو عن تأييدها صراحة لديبارديو، الذي يبلغ من العمل 64 عامًا، عندما أنه سوف ينتقل إلى بلجيكا كي يتجنب الضرائب التي يفرضها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على الأثرياء في فرنسا.
وقد لاقت هذه التصريحات منه انتقادات كبيرة من المعلقين واليسار الفرنسي، كما أعرب رئيس الوزراء الفرنسي عن أسفه وحزنه الشديد لتلك التصريحات، وأكد أحد أعضاء البرلمان من الاشتراكيين أنه يستحق أن يتم تجريده من الجنسية الفرنسية.
وقد رد ديبارديو، الذي بات الوجه المعارض لخطة الرئيس هولاند بفرض ضرائب بنسبة 75 في المائة على دخل كل مليونير في فرنسا، على ذلك بقوله: إنه سوف يتنازل عن جواز سفره الفرنسي.
ويوم الخميس الماضي أصدر الرئيس الروسي بوتين، الذي تربطه علاقة صداقة بالممثل الفرنسي، قرارًا بمنحه الجنسية الروسية، الأمر الذي أدى إلى قيام ديبارديو بالإفصاح عن عشقه للزعيم الروسي وبلاده.
ولم تخفِ باردو مشاعرها في هذا السياق، وقالت إن ديبارديو أصبح "ضحية للاضطهاد المفرط والظالم".
وقالت في بيان صادر عنها، الجمعة، إنها سوف تسعى إلى الحصول على الجنسية الروسية ما لم تتراجع السلطات عن قرارها، الذي يتسم بالجبن والخزي، بقتل الفيل بيبي والفيل نيبال.
يذكر أن الفيلين الذين يتواجدان الآن في حديقة حيوان في مدينة ليون قد نالا شهرة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، بعد أن قررت السلطات الفرنسية خلال الشهر الماضي إعدامهما. الأمر الذي دفع بمؤسسة باردو المدافعة عن حقوق الحيوان إلى كتابة الكثير من الرسائل التي تدافع عن الفيلين، كما رفعت التماسًا بتوقيع 71 ألف فرد، كما حصلت كذلك على دعم من الأميرة كارولين والأمير ستيفاني في موناكو، لوقف قرار إعدامهما.
وقد أدت صيحة الاحتجاج هذه إلى تأجيل مؤقت لقرار الإعدام لمناسبة أعياد الميلاد.
وقد قام صاحب الفيلين وهو جيلبرت إلديشتاين، مدير سيرك "بندير" برفع دعوى قضائية، في محاولة لوقف قرار قضائي يقول بأن الحيوانين يشكلان خطرًا على الصحة العامة، ولا بد من إعدامهما. ويصر الرجل على أن الفيلين غير مصابين بالسل، وأن هناك خطأً في التشخيص. ويقول كذلك إنهم عندما يريدون قتل كلب يدعون أنه مصاب بداء الكلب، وإذا أرادوا قتل فيل فإنهم يدعون أنه مصاب بالسل.
وكانت السلطات قد قامت منذ عامين بعزل الفيلين بعيدًا عن أنظار زوار حديقة حيوان الرأس الذهبي في ليون.
يذكر أن باردو التي اعتزلت الفن لاعام 1973 قد قامت بإنشاء مؤسسة بريجيت باردو لرعاية وحماية الحيوانات العام 1986، كما أنها أصبحت واحدة من النشطاء في مجال حماية حقوق الحيوان.
وقد سبق لباردو أن انتقدت علانية عمليات صيد حيوان الفقمة في كندا، وذبح الدلافين في الدنمارك وجزر فارو. كما اتهمت الصين بتعذيب الدببة وقتل النمور النادرة ووحيد القرن من أجل إنتاج مستحضر لإثارة الشهوة الجنسية. كما عقدت صفقة تقضي بإنقاذ 100 ألف كلب ضال من الموت في شوارع رومانيا.
وكتبت خلال العام 2011 خطابًا لاذعًا إلى فريدريك ميتران، الذي أصبح وزيرًا للثقافة الفرنسية، تعارض فيه مصارعة الثيران.
أرسل تعليقك