أكّد تقرير احصائي حديث صدر في بريطانيا أن حجم الأموال التي تنفق علي قضايا الطلاق كل عام قاربت مليار جنيه استرليني، وأبرز , كنموذج, الأم التي تدعي جين موريس والتي حصلت على ما يقرب من نصف مليون جنيه إسترليني، في الوقت الذي خرج فيه زوجها بيتر مدير شركة خالي الوفاض. ومقارنةً بقضايا طلاق أخري، فأن هذه القضية كانت صغيرة من حيث المبلغ المالي، حيث خاض دكتور كو كاي بينغ مدير متاجر لورا آشلي Laura Ashley الذي حقق أرباحاً بقيمة400 مليون جنيهاً إسترليني معركة طلاق مع زوجته السابقة البالغة من العمر 43 عاماً بولين سو فين كاي.
وتعدّ قضايا الطلاق لدي المحامين بمثابة أعمال تجارية كبيرة يتحصلون من ورائها علي رواتب خيالية، بما يسمح لهم بالعيش في حياة الرفاهية مثل موكليهم. وتقول مارلين ستو التي تعتبر من أكبر المحاميات في قضايا الطلاق ومؤسسة عائلة ستو القانونية Stowe Family Law بأنه حينما يتعلق الأمر بالطلاق، فإنها تري كل شئ. ومن ذلك أن إحدى الزوجات باعت بيانو ستينواي Steinway من دون علم زوجها عازف البيانو، فيما قامت أخرى بوضع جميع ملابس وربطات عنق زوجها في حمام من الماء المغلي والمبيض.
وزعم بعض العملاء بيع أصول لهم بأسعار زهيدة بدلاً من مشاركتها مع زوجاتهم السابقات، وبمجرد إنتهاء القضية تعود هذه الأصول إلي الظهور في ملكيتهم مرةً أخرى. وبالنظر إلى إنخفاض معدلات الطلاق، إلا أنه في المملكة المتحدة يبلغ حجم الأموال فيه حوالي مليار جنيهاً إسترليني كل عام. ومن بين هذه الأسباب العدد الكبير من الأثرياء من مختلف أنحاء العالم والذين اختاروا الإستقرار السياسي في لندن، فيما يلجأ آخرون إلي القضاء في لندن نظراً لسمعته في منح تعويضات سخية للأزواج الأضعف مالياً وغالباً ما تكون النساء.
وشهد العامان الماضيان تسجيل دفع مبالغ مالية بقيمة 337 مليون جنيه إسترليني من قبل المموّل السير كريس هون، في حين إضطر ليام جالاغير إلي تسليم أكثر من نصف ثروته التي تقدر بنحو 11 مليون جنيهاً إسترليني لزوجته السابقة نيكول أبيلتون بعد دفع أتعاب محاماة بقيمة 800,000 جنيهاً إسترليني.وتعتقد فانيسا لويد بلات، وهي محامية طلاق أخرى، بأن مثل هذه القضايا تثيرها الحالات المزاجية العدوانية على نحو متزايد في المجتمع. وبشكلٍ عام، فإن الناس يتصرفون أسوأ بكثير، حيث أنه لا أحد لديه الوقت، والجميع غاضب، ولديهم توقعات غير واقعية، وهذا ما ينعكس في الطريقة التي تتعامل فيها العائلات مع بعضها البعض بما يصب في صالح المحامين .
وتشير بلات إلي أن إتجاه الأزواج إلي إخفاء الأصول يعدّ ظاهرة شائعة بشكل متزايد. ففي الصيف الماضي كانت الدفعة الأخيرة من القضية التي إستمرت لوقت طويل لمايكل بريست الذي زعم بأن لديه ديونا" تقدر قيمتها بنحو 48 مليون جنيهاً إسترليني، على الرغم من أن زوجته ياسمين المنفصلة عنه قدرت ثروته بعشرات إن لم يكن مئات الملايين من الجنيهات. وتم تهديد بريست في الإستئناف بالحكم عليه بالسجن عقب فشله في سداد مبلغ إعالة بقيمة 360,000 جنيهاً إسترليني، وها هو الآن يطعن أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان
وتبرز في هذا الأطار قضية امبراطور العقارات الاسكتلندي الشاب الذي حكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر بسبب رفضه دفع مبلغ الإعالة لزوجته السابقة ميشيل وابنتيه المراهقتين، زاعماً بأن ثروته التي تقدر قيمتها بنحو 400 مليون جنيهاً إسترليني تبخرت ما جعله مفلسا". وقد إنتهت القضية العام الماضي بحادث مأساوي عندما فارق الشاب الحياة بعد أن سقط من أعلى سطح منزله الذي تقدر قيمته ب 3 ملايين جنيه إسترليني في بنتهاوس penthouse مع رفض الطبيب الشرعي التسليم بأن وفاته كانت نتيجة الإنتحار.
وقالت عائشة فارداغ التي عملت لدى باولينا كاي وميشيل يونغ بأن إخفاء الأصول أمر شائع جداً، بما جعل شركتها Vardags تكون فريقاً للبحث في مدي صحة هذه المزاعم. فبعض الناس يتصرفون بطرق ملتوية بشكل إيجابي، والبعض الآخر يتصرف بشكلٍ حاد قليلاً وفق ما تقول. حيث يبقون علي ثرواتهم في حسابات بأماكن مثل موريشيوس للتقليل من مقدار الضريبة التي يدفعونها والتي يمكن أن تجعل من الصعب على العين غير المدربة تعقب هذه الثروات.
وإدعى أحد المصرفيين بأن دخله انخفض من 600,000 في السنة إلى أقل من 150,000 جنيه إسترليني، قبل أن يكتشف فريقها وببساطة أنه يتم تحويل الفوائد له باتجاه في جزر كايمان. وتضيف فارداغ بأن بعض العملاء أصبحوا فجأة أكثر سخاء ويتبرعون بالمال للجمعيات الخيرية مع الحصول علي هذه الأموال لاحقاً بشكل معقد، أو قيامهم بالتبرع بالنقد لأحد أقاربهم الذي يسددّ بعدها لاحقاً دون ترك أية إثباتات ورقية. فيما يقوم بعضهم بإخفاء النقود عبر شراء لوحات ويخوت أو عملاتٍ قديمة.
وتوضح ليود بلات بأن الأثرياء جداً غالباً ما يكونوا بخلاء وغير سعيدين للضغوط الواقعة عليهم من بعض الأشخاص. فبدلاً من التفكير في أن ثروتهم باتت تقدر بالمليارات ولم يعد هناك حاجة لكسب مزيد من المال، نجدهم يفكرون في أن أحد الأشخاص الآخرين بات يمتلك أموالاً أكثر أو قام بشراء يخت أكبر. ولكن ساندرا ديفيز و ميسشون دي راي اللتان كانتا تعملان لصالح آخرين مثل جيري هال و تييري هنري وتمارا ميلون والأميرة ديانا تشيران إلي أن هناك بعض الظلم في كثير من الأحيان داخل المحاكم الإنجليزية بحيث تميل لصالح تقسيم الأصول إلي 50 مقابل. وتقول ديفيس الت تتقاضى راتب قدره 610 جنيه استرليني في الساعة بأن هناك من يشعرون بأنه من غير العدل تقسيم الثروة علي هذا النحو إذا كان شريكهم لم يساهم في بناء الثروة.
أرسل تعليقك