عادة ما يكون رد فعل الطفل الصغير عندما يسمع صوتا مفاجئا فإنه يشعر بالخوف مع الوضع فى الاعتبار أن هذا الأمر يكون رد فعل طبيعيا عند الطفل وخاصة عندما يشعر بعدم الأمان أو الخوف. وعادة فإن الطفل يبدأ فى التخلى عن ردود الفعل السابق ذكرها ببلوغه شهرين.
أما بالنسبة للتعامل مع موقف مخيف أو الشعور بالخوف فإن تلك الأمور لا تظهر عند الطفل إلا عندما يكون قد نضج بما يكفي لفهم مدى خطورة أى وضع أو توقع خطورة أى وضع.
وقد أجمع العديد من الخبراء أن فكرة الخوف عادة ما تتكون عند الطفل ببلوغه حوالى ستة أشهر. ويعتبر الخوف من انفصال الطفل عن أهله أو الشخص الرئيسى الذى يعتنى به هو أول المخاوف التى قد تظهر عند الطفل.
ويعتبر العام الأول فى حياة الطفل هو عام ملئ بالتغيرات الكبيرة وهو بالتالى عام يحتاج فيه الطفل لأن يكون علاقة قوية بأهله وخاصة أهله بالإضافة للبقاء بجانب من يوفر له الأمن والغذاء والحب.
إن الخوف يعتبر شعورا صحيا وهو مرتبط بشعور الطفل بالأمان وأنه بمعزل عن أى مواقف خطرة مع الأخذ فى الاعتبار أن مدى شدة هذا الشعور تختلف من طفل لآخر. يتحول الخوف لفوبيا عندما يبدأ فى أن يكون غير منطقى وأن يصيب الطفل بالقلق المبالغ فيه.
وهناك بعض الأطفال الذين قد يكونون أكثر شعورا بالخوف وخيالهم أوسع من أطفال آخرين. إن الطفل الذى يشعر بالقلق ويخاف من خوض التجارب الجديدة يحتاج لطمأنة والده وشرح لما يحدث حوله.
وهناك بعض الأطفال الآخرين الذين قد يكونون أكثر استعدادا لخوض أى تجارب جديدة وهو الأمر الذى سيحتاج متابعة شديدة من الأهل أيضا.قد تستيقظين يومًا ما لتسمعي طفلك اللطيف والمحبوب يرّد عليك بوقاحة وقلّة أدب،
ولديه دائمًا جواباً لكلّ ما يُطلب منه ويبادلك بالرفض والشجار. إنّه بالفعل أمر محبط بالنسبة إليك إذ تشعرين أنّك بدأت تفقدين السيطرة على طفلك فتتساءلين ما هو الخطأ الذّي ارتكبته في تربيته ولكنك لا تجدين الجواب.
في الواقع، يعبّر عادةً الأطفال بما يشعرون به بكلّ عفويّة الأمر الذي يزعج الأهل الذين يعتبرونه كشكل من أشكال التحدّي.
ولكن من الممكن أن يكون تصرّفه هذا مجرّد تعبير عن شعوره بالاحباط أو الغضب أو خيبة الأمل ومن جهة أخرى قد يكون عبارة عن محاولة لكي يمارس حرّيته واستقلاليته عن الأهل. فعوضاً عن أن تدخلي معه في جدال بسبب تصرّفاته حاولي تطبيق الأساليب التالية:
تجنّبي تبادل الكلام معه: إنّ الشيء الوحيد الذي يستفزّه ليردّ عليك بوقاحة هو كلامك المستمر عن رفضك لتصرّفاته. عندما يردّ بوقاحة لا تركّزي على أسلوبه "الوقح" وإنما على الطلب الذّي تريدينه أن ينفّذه.
حافظي على هدوئك: فهذا يترافق مع النقطة الأولى، يجب أن تبقي هادئة عندما تتجنّبين تبادل الكلام معه، لأنّك إذا غضبت ستفقدين السيطرة على نفسك وسيستمر بالتكلم بوقاحة. في هذه الحالة سيدرك أنّه استطاع أن يهزمك، وأنت لا تريدين ذلك. إن كنت هادئة خلال كلامك معه سيستجيب لك وسيكون هادئًا بالمقابل.
حاولي الاصغاء الى ما هو أبعد من "حديثه الوقح": إصغي الى الرسالة التي يحاول إيصالها لك وليس الطريقة التي يعبّر عنها.
كوني واضحة وصريحة: إطرحي عليه الأسئلة بهدوء مثلًا: "لماذا لا تريد أن تذهب الى السرير؟" خلال ردّك على جوابه، إشرحي له لماذا تريدينه أن يطيعك وحاولي أن تتوصّلي معه الى حلّ وسط يُرضي الطرفين. بهذه الطريقة سيرتاح لأنك تصغين الى ما يقوله وأنّ صوته بات مسموعًا.
حدّدي مصدر تصرفاته: كما سبق وذكرت إنّ ردَّ الطفل بوقاحة قد يكون ناجمًا عن شعوره بالغضب والاحباط وخيبة الأمل والأذى وغيرها، لذا حاولي أن تُشعري طفلك بالأمان لأنّها بالنسبة لطفلك الوسيلة التي تشعره بالسكينة والطمأنينة وتجعله يطلق العنان لمشاعره. حاولي أن تعلّميه أن يتعامل مع مشاعره بطريقة ملائمة وأكثر وديّة.
راقبي ما إذا كانت تصرفاتك تستفز طفلك: لا تلقي اللوم كلّه على طفلك. فبعض تصرفاته ليست إلاّ انعكاسًا لتصرفاتك لأنّ الأطفال يميلون الى تقليد الأهل أو نظرائهم. لذا راقبي أسلوبك في الردّ عليه وعلى زوجك في المنزل، هل هو نفسه؟ هل تصغين الى أولادك أو أنّ أوامرك هي التي يجب أن تنفّذ؟ راقبي نفسك أولاً قبل أن تحمّلي طفلك كامل المسؤولية
أرسل تعليقك