على عكس ما كنا نعتقده جميعًا أن الزواج يبدأ بسنوات سعيدة خالية من المشكلات وقليلة التحديات، فلا تزال شرارة الحب الأولى موجودة ولم يدخل الملل إلى المعادلة بعد، وجدت الدراسات والتجارب العملية أن السنوات الأولى من الزواج هي الأصعب على الرغم من ذلك، وأن تلك السنوات تشكّل تحديًا صعبًا أمام كلٍّ من الزوج والزوجة، لذا نرى نسب الطلاق مرتفعة في السنوات الأولى من الزواج وأكثر انخفاضًا كلما زاد عدد سنوات الزواج، فما هي الأسباب التي تجعل من الفترة الأولى في حياة الزوجين هي الأصعب؟ هذا ما سنجيبك عنه في هذا المقال.
8أسباب لصعوبة سنوات الزواج الأولى:
1. اتخاذ القرارات المستقبلية:
كل قرار متعلق بما سيؤثر في الحياة الزوجية أصبح من اللازم نقاشه بين طرفي العلاقة، السفر والإنجاب والمجاملات حتى تنظيف المنزل، القرارات المستقبلية سواء كانت في المستقبل القريب أو البعيد يجب الفصل فيها، ولكي يتمكن طرفا العلاقة اتخاذ القرارات بنضج ووعي يجب أن يتمتعا بتواصل جيد وطريقة جيدة في الحوار، وهو الأمر الذي يعمل على بنائه الزوجان في السنوات الأولى ما يجعل منه تحديًا كبيرًا.
2. فقدان الهوية:
ينظر المجتمع إلى المرأة تحديدًا بعد الزواج بصفتها تابعًا لزوجها لا يوجد لها هوية محددة، فأنت زوجة فلان ولستِ الشخص المعتاد قديمًا، تتغير النبرة وتتغير المعاملة من قبل الأقارب والأصدقاء، الوحيد الذي يستطيع تعويضك عن نظرة المجتمع السلبية هو زوجك، إذا كان الزوج داعمًا لزوجته لا يسلب منها هويتها بل يدفعها نحو الحفاظ على هويتها وعدم التخلي عنها بمجرد دخولها في دائرة الزواج ستكون هذه العلاقة رائعة حتمًا، وهذا هو التحدي الثاني في المرحلة الأولى من الزواج.
3. شبح التوقعات:
أتدرون ما أكبر سبب لفشل العلاقات؟ وضع التوقعات..
التوقعات خطأ شديد الخطورة يقع فيه الجميع في السنوات الأولى من الزواج، تتوقعين أن يهديك زوجك كل يوم بوردة، ويتوقع أن ترتدي له أجمل الثياب وأن تبتسمي له في كل وقت، كلٌّ منكما يضع توقعات عن الطرف الآخر وينسى تمامًا أن شريكه له شخصية مختلفة ويفكر بطريقة مختلفة ولا يعرف ما يتوقع الطرف الآخر عنه، فتبدأ المشكلات تظهر من العدم، الاختلاف بين الزوجين هو أساس استمرار العلاقة فلا تجعليه سبب هدمها.
4. الأزمات المالية:
بعد الزواج يصبح الزوج مسؤولًا عن تحمل نفقات المنزل بعد أن كان يقوم بصرف راتبه على الملابس والأجهزة الشخصية وخروجات الأصدقاء، هذا يشكل عبئًا شديدًا عليه وتحديًا جديدًا، أما الزوجة ستقع أمام نوع آخر من التحدي، وضع ميزانية للمنزل وميزانية لنفسها وكيف ستطلب من الزوج مصروفها، الخلافات التي تحدث على الأمور المالية في السنة الأولى من أكثر الخلافات خطورة، ففي الغالب يسيء أحد الطرفين فهم الآخر، لذا اهتمي كثيرًا بحل الخلافات المالية بهدوء وحرص على العلاقة.
5. تغير مفهوم الحرية:
بعد أن كان وقتك ووقت زوجك بالكامل ملك لكلٍّ منكما لم يعد كذلك وهو أمر يأخذ كثير من الوقت للاعتياد عليه، إذا أردتِ السفر مع أصدقائك أو أراد الخروج في نزهة وحده، كلها مواقف جديدة سيكون شكل التفكير عند اتخاذ قرارت بشأنها مختلفًا عما سبق، فكلًّ منكما يجب أن يفكر في الآخر قبل اتخاذ قرارات شخصية.
6. التعامل مع شخصية مختلفة:
من أصعب الأمور التي يواجهها الزوجان في السنوات الأولى هو اختلاف تفاصيل شخصية الزوج والزوجة، عندما تكون الزوجة سريعة وعصبية ولا تتحمل البطء في القرارات، في حين زوجها العكس تمامًا يأخذ وقته بالكامل ويقوم بحساب كل شيء بشكل دقيق، حتى أتفه الأمور، الفترة الأولى من الزواج ستكون الفترة التي يتنازل كل طرف منكما عن جزء من شخصيته ويعتاد على شخصية الآخر لتكتمل الرحلة بخير.
سنة أولى زواج ما بين الرومانسية والمشكلات الزوجية
7. التعامل مع الخناقات:
كل الأسباب السابقة ستؤدي حتمًا إلى وجود خناقات بين الزوجين، ولكن كيف يتغلبون عليها في سنواتهم الأولى؟.
لا توجد قاعدة للتغلب على الخناقات بين الزوجين، فكل علاقة تختلف عن الأخرى، الأكيد في العلاقات الزوجية هو أنها تأخذ وقتًا كي يصل كلٌّ من الطرفين لقدرة من التحمل والتعامل بهدوء ونضج مع المشكلات.
8. عائلتا الزوج والزوجة:
وأخيرًا، أكثر ما يزعج الزوج والزوجة في بداية حياتهم هو اختلاف نمط الحياة العائلي، عائلة الزوج اجتماعية وتحب التواجد الدائم والمجاملات، وعائلة الزوجة العكس، وغيرها الكثير من الاختلافات الحتمية بين العائلتين، لذا يعتبر هذا من أكبر التحديات التي تواجه الزوج والزوجة في السنوات الأولى حتى يقوم كلٌّ منهما بواجبه نحو عائلة الآخر.
أرسل تعليقك