الحب الأفلاطوني لا يستمر بعد الزواج
آخر تحديث GMT08:51:40
 العرب اليوم -

الحب الأفلاطوني لا يستمر بعد الزواج

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الحب الأفلاطوني لا يستمر بعد الزواج

بيروت ـ العرب اليوم

الحب ينمو بالأفعال وليس بالكلمات الرومانسية فحسب، وبرغم من ذلك فإن مفهوم الحب لا يزال لغزاً يحتاج لفهم متعمق، ولكن الأمر الأكيد أنه لا يمكن أن تستمر أي حياة زوجية بدون الحب. تغييرات الزواج على مر الزمن الزواج غاية ينشدها الجميع، ولعل يوم الزفاف هو من أهم اللحظات التي يتنظرها الزوجين الحالمين بحياة زوجية خيالية ورومانسية، ولكن بمرور الوقت والظروف يتغير سياق الحياة الزوجية، فتتحكم فيه عوامل خارجية أخرى بعيدة عن عشق الزوجين لبعضعهما البعض. 1- الانتقال من الحب الفردي إلى حب المجموع يعتقد الزوج أنه اكتفى بعد الزواج بحبه لزوجته، ولا ينتبه إلى أنه لابد أن ينتقل بحبه الفردي لزوجته إلى حب الأسرة بأكملها الزوجة والأولاد وأهل الزوجة وهكذا، ولذا فإن رب الأسرة ينتقل من حب من منطلق فردي إلى حب لبيت بالكامل هو المسؤول الأول والأخير عنه، وهنا يكمن التغيير الأول في حياة أي زوجين 2- الحب المثمر والعطاء المتبادل لا يمكن أن يستمر حب يأخذ فقط ولا يعطي، فإن الحب هو عطاء متبادل بين الطرفين، ولا يمكن أن يستمر بدون هذا التبادل، وبالتالي على الزوجين تبادل العطاء في الحياة الزوجية، وبذل مزيداً من الجهد من أجل الوفاء بمتطلبات الطرف الآخر من حب ومشاعر واحتياجات معنوية أخرى. ولا شك أن الحب في بداياته ينتهج طريق الرومانسية بشكل كبير، ولكن بمرور الوقت ينضج الحب ويحتاج إلى دعائم أخرى ترسخه كي يستمر ومن أهمها الاحترام والتواصل والإرادة الحقيقية لإنجاح هذا الحب واستمراره، بالإضافة إلى التعاون المشترك بين الطرفين وتفاعلهم مع الآخرين من أجل استكمال مسيرة الحياة. ثلاث مراحل للنمو العاطفي يمكننا إذاً تفتيت مراحل الحب لدى الإنسان إلى ثلاث مراحل، لابد أن نمر بها جميعاً ألا وهي 1- مرحلة الأنانية والنرجسية وفيها لا يهتم الإنسان إلا باحتياجاته الخاصة وتحقيق طموحاته في الحياة، كالنجاح وبناء الشخصية، والالتحاق بمركز مرموق، وغيرها من الاشياء التي تشغل الإنسان في بداية حياته. 2- مرحلة الشباب والرومانسية وفيها ينسلخ الفرد من أنانيته، ليتوجه بكامل مشاعره لطرف آخر يبادله الحب والمشاعر، ويستكمل معه مشوار الحياة، وهي مرحلة ينضج فيها الشعور من حب الذات إلى حب الغير، وفيها تشتعل الغرائز والاحتياجات الجسدية والروحية، وفيها لا يهتم الفرد بالمسؤوليات ويتوجه إلى المشاعر الكلامية والسلوكية التي تشبع رغبته في الحب والالتقاء بالطرف الآخر. 3- مرحلة النضج العاطفي وهي مرحلة الواقعية، وفهم الاشياء بمعناها الكامل، فيها يتجسد الحب في التضحية والعطاء وقبول الآخر بكامل عيوبه ومميزاته، والقدرة على التحكم في المشاعر سواء السلبية أو الايجابية، وفيها أيضاً يتحمل الفرد كافة المسؤوليات، ويكون قادراً على اتخاذ القرارات، وتتحكم في هذه المرحلة خبرات الحياة والظروف الحياتية التي يمر بها الفرد. الزواج والأسرة يجب على الزوجين فهم أن الحياة الأسرية لا يمكن أن تستمر إلا إذا سادها الحب والتوافق، وتحمل المسؤوليات من كلا الطرفين، ووفاء كل طرف من طرفي العلاقة بالمتطلبات المادية والاجتماعية والاقتصادية والمعنوية إيضاً، والأدوار الزوجية في العصر الحالي أصبحت معقدة، بسبب خروج المرأة لسوق العمل، وتحملها المسؤولية بالموازاة مع الزوج، الأمر الذي يسبب العديد من الخلافات التي يجب السيطرة عليها عن طريق معرفة كل طرف بالتزاماته ومسؤولياته، مع تطبيق مفاهيم التضحية والتفاني وحب الآخر. ولابد من الانتباه أنه بمرور سنوات عديدة على الزواج يصبح الأمر مملاً بعض الشئ، ولهذا يجب أن يلتزم الزوجين بعدة معايير، أهمها الاحترام المتبادل والتحكم في الأعصاب وقت الغضب، وأيضاً خلق حوار مشترك بين الطرفين من أجل السيطرة على المشكلات التي تواجهها الأسرة، والمسؤوليات التي يتكبدها الزوجين تجعلهما ينيئان بالحب بعيداً ويفكران بطريقة واقعية خالية من الرومانسية، الأمر الذي يقتل الود بين الزوجين، ولهذا يجب الانتباه إلى ضرورة أن يسود الحب الحياة الزوجية من بدايتها وإلى الأبد. ويجب على الزوجين ادراك أن الاحتفاظ بالحب مدى الحياة أمر صعب ومعقد، ويحتاج إلى بذل المجهود الكبير من أجل الحصول عليه، خاصة في حالة تعرض الزوجين لمشكلات الزواج العصيبة التي يجب أن يمر بها أي زوجان في هذه الحياة، ومن ثم فالتحكم والسيطرة على المشكلات في جو يسوده الحب والاحترام أمر هام من أجل الاحتفاظ بالمشاعر كما هي دون تغيير.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحب الأفلاطوني لا يستمر بعد الزواج الحب الأفلاطوني لا يستمر بعد الزواج



GMT 19:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير روتين الحياة الزوجية حتى لا تتحول إلى الملل

GMT 18:59 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز النصائح للعروسين لحياة زوجية سعيدة

GMT 18:56 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مجموعة من النصائح الهامة لتفادي الزوج العصبي

GMT 18:53 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عشر نصائح مهمة لتقوية علاقتك بشريك حياتك

GMT 18:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صفات تضمن علاقات طويلة الأمد بين الأزواج بدون مشاكل

GMT 18:49 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تجنبي الشجار مع زوجك باتباع هذه الخطوات الناجحة

GMT 18:46 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

خطوات بسيطة لتكوني حكيمة في خلافاتك مع زوجك

GMT 23:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

7 قواعد تجعل العلاقات العاطفية ناجحة وتقلل من المشاكل

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab