نقطة البداية فى حديثنا هى لحظة إلقاء اللوم . اللوم المتبادل الذى يحدث عندما يبدأ الزوجان الشعور بفتور في علاقتهم الحميمة و إنخفاض مستوى الإشباع العاطفى والجنسى الخاص بكليهما . كما يقول المثل ” رقصة التانجو تحتاج ثنائى متكافئ ” أو المثل المصرى ” القُفة أم ودنين يشيلوها اتنين ” ، هذان المثالان ينبغى وضعهم كقاعدة راسخة فى عقل كل من الشريكين ، حيث يجب أن يكون لديهم يقين أن الأمر يحتاج أن يحسن كل منهما التصرف فى هذه اللحظات الخاصة . نقول هذا لنؤكد أن مقالنا ليس لإتهام المرأة وحدها بالتقصير لا سمح الله ، و ليس للدفاع عن الرجال ، لكن عدم ذكرنا للأخطاء التى يرتكبها الرجال فى هذة المقال يرجع لأن هذا الجانب يحتاج لمقالة منفصلة – مقالات كثيرة فى الواقع – !! سنفرد لها الحديث لاحقاً.
الأن سوف نعود فى الزمن ، إلى ما قبل لحظات إلقاء اللوم ، سنعود الى الوقت الذى يسبق العلاقة الحميمة ، حيث سنستعرض بعض الأخطاء التى قد تقع فيها السيدات ، و نتناول كيفية التخلص من هذة الأخطاء و تحويلها الى سلوكيات صحية و إيجابية تزيد من سعادة اللحظات الخاصة بين الزوجين .
الخطأ الأول : لن ابدأ بطلب العلاقة أبداً : تعتقد بعض السيدات الفضليات أنه ليس من اللائق أن تطلب من زوجها بأى شكل من الأشكال العلاقة الزوجية ، و هذا الأمر ليس فى ثقافتنا العربية فقط ، لكنه منتشر فى كثير من الثقافات الغربية فى بعض الأحيان ، لذا هى مشكلة عامة ربما أكثر مما نتوقع . و يرجع أساس هذة المشكلة حسب كلام د.روث المتخصصة فى الطب النفسى الجنسى ” أن أصل هذة المشكلة يرجع إلى إعتقاد قديم خاطئ أن النساء أقل اهتماماً بالعلاقة الجنسية من الرجال ، فى الواقع هذا الأمر ليس دقيقاً ؛ حيث أن بعض النساء لديهم إهتمام بالعلاقة بنفس قدر اهتمام الرجال ” . على عكس ما يبدو ، فإن الرجال مع الشعور أنهم من يبدأ و يطلب العلاقة الزوجية دائماً ، يظهر لديهم بالتدريج إحساس بعدم الرضا و عدم الإشباع . و يرجع ذلك إلى حاجة الرجل إلى الشعور أنه مرغوب فيه من شريكته ؛ و ذلك كانعكاس لحاجة الرجل إلى المدح و الثناء عليه بشكل عام من المحيطين به مثله فى ذلك مثل المرأة ، و هذا الأحساس من الشريكين أنهم مرغوبان لدى بعضها يزيد من الشغف فى علاقتها العاطفية و النفسية . الحل لهذة المشكلة :
يجب أن يكون لدى المرأة الشجاعة و الحب لتبادر بتشجيع و إتخاذ الخطوة الأولى لطلب العلاقة من زوجها من وقت لأخر . تأكدى أن زوجك سيقدّر هذا كثيراً و سوف يكون له تأثير إيجابى على معنوياته .
الخطأ الثانى: سأبدو بحالة مزرية أثناء العلاقة : كثير من السيدات لا تلبث أن تبدأ العلاقة الزوجية ، إلا ويتبادر الى ذهنها الوزن الذى اكتسبته مؤخراً و كيف سيبدو تأثير ذلك على جسدها أمام زوجها ، أو مساحيق التجميل على وجهها و كيف ستبدو إن لم تحافظ على بشرتها . و مشكلة هذا الخطأ أنه لا يؤثر فقط على الشريك ، لكنه فى المقام الأول يمنع المرأة من الشعور بالإستمتاع المفترض حدوثه فى هذه اللحظات الخاصة . حسناً ، كبداية يجب أن تعرفى أن نصف ما يشغل بالك بشكل مظهرك ، لن ينتبه له زوجك من الأساس . و بالإضافة لذلك ، أنه من المدهش معرفة الكم الكبير من التفاصيل التى لا تلفت انتباه الزوج أثناء العلاقة الحميمة ، إذا استطاعت الزوجة إظهار الحماس و الحب و الطاقة الإيجابية أثناء اللحظات الخاصة .
و قد يدهشك أن تفسير ظاهرة عدم انتباه الرجال لهذة التفاصيل يُرجّح أن أصوله ترجع لألاف السنين فى الماضى طبقاً لنظرية التطور ، حيث تقول بعض فرضياتها أن الرجال فى الماضى السحيق كان ما يلفت أنتباههم فى المرأة هو قدرتها على الحمل و انجاب أطفال أصحاء ؛ مدفوعين فى ذلك بغريزة البقاء البدائية ، و رغم أن هذا الأمر لم يعد موجوداً فى الزمن الحالى بنفس درجة الأنسان البدائى ، لكن تبقى أصول هذة الغريزة فى الرجال كامنة و قابلة للتنشيط ، إذا ما أظهرت الزوجة القدر الكافى من الحماس و الطاقة من جانبها أثناء العلاقة . الحل لهذة المشكلة : لا تقلقى بشأن مظهر بطنك و وزنك ، إقلقى بشأن القدر الذى تظهريه لزوجك من الحماس و الحب و الرغبة المتبادلة بينكما .
الخطأ الثالث : أعتقد أن الجنس للرجال تسلية فقط : تعتقد بعض النساء أن الجنس للرجال جميعهم مجرد رغبة جنسية تحتاج للإشباع ، و أن الأمر بالنسبة لهم لا يتعدى التسلية و قضاء الوقت . هذا الإعتقاد خاطئ بشكل كبير حيث أنه بالنسبة لكثير من الرجال تمثل العلاقة الحميمة مع شريك الحياة أشياء أكبر بكثير من مجرد علاقة جنسية . و بعض الدراسات التى أجريت مؤخراً ، أكدت أن الرجال الذين لديهم زوجات يكون مستوى العاطفة فى العلاقة أعلى ، و كذلك معدل ممارسة العلاقة أكثر ؛ و بالتالى يكون مستوى الرضا و الإشباع لديهم أعلى بكثير .
كذلك وجد أن أكثر من نصف الرجال الذين دخلوا علاقة مؤقتة دخلوها بهدف بدء علاقة طويلة الأجل ، و تطورت العلاقة إلى النوع طويل الأجل بالفعل فى أكثر من ثلث العينة . الحل لهذة المشكلة : إمسحى من عقلك هذا المعتقد الخاطئ و أعطى الإهتمام الكافى للنواحى الرومانسية و العاطفية فى علاقتك الحميمة مع زوجك . و تأكدى أنه يبالى و يهتم بهذة الجوانب الرقيقة حتى و أن لم يبدِ لك ذلك .
الخطأ الرابع : الرجال مستعدون للجنس دائماً : ربما يخلط البعض بين مرحلة البلوغ و بداياتها ، و بين مرحلة الرجولة فى شأن الأستعداد الدائم لأقامة العلاقة الجنسية … حسناً ، ربما يكون الشباب فى بدايات مرحلة البلوغ لديهم استعداد أكبر لأقامة علاقة جنسية فى أى وقت ، لكن الأمر مختلف بالتأكيد مع الرجال الكبار المحملين بكثير من الإلتزامات و المسؤوليات . المسؤوليات و الهموم الملقاة على عاتق الرجل ، قد تكون سبباً فى أنخفاض مؤقت لرغبته الجنسية ، و عدم اهتمامه بممارسة العلاقة الحميمة .
هذا أمر مفهوم لكن المشكلة تبدأ عندما تأخذ الزوجة هذا الأمر بشكل شخصى ، و كأنه موجه ضدها . الحل لهذة المشكلة : أن يكون لدى الزوجين حسن تقدير لظروف كل منهما من جانب الأخر ، و أن يستقبلوا عدم إهتمام الشريك بإقامة علاقة الأن بأنه مجرد وضع مؤقت بسبب بعض الضغوط ، ولا يعنى ذلك إطلاقاً إنخفاض مستوى الحب فى قلبه . الخطأ الخامس : لن أتحدث معه فى هذة الأمور : الكلام المباشر عن الجنس ، عما نريده فى اللحظات الخاصة ، و ما يزعجنا . . . الكلام عن هذة الأمور يكون غير مريح ، حتى مع شريك حياتك الذى يتقاسم معك سنوات عمره ، هذا أمر طبيعى و مفهوم . لكن عدم الراحة فى هذا الحديث لا يعنى وجود حل بديل ، الحديث المباشر هو الحل لمشاكل العلاقة الحميمة و كيفية جعلها أفضل للشريكين .
المرأة تتحمل مسؤولية شعورها بالسعادة أثناء اللحظات الخاصة مع زوجها ، رغم كل شئ لا يستطيع أفضل الشركاء إعطاء المتعة لزوجته كما ينبغى إلا إذا ساعدته بشكل مباشر على معرفة ما تحتاج إليه . و الجانب الإيجابى فى هذا الموضوع هو أن الرجال يريدون إسعاد زوجاتهم فى هذة اللحظات ، كل ما يحتاجونه هو التوجيه الذكى دون جرح كبريائهم . الحل لهذة المشكلة : حاولى فى حديث مع زوجك أن تتحدثى عن خمس أشياء إيجابية فى علاقتكم و فى وسطها اذكرى شئ يزعجك و تريدين تغييره . فى الغالب سوف يستمع زوجك جيداً لكلامك ، و سوف تتأكدى من ذلك فى المرة القادمة التى تتقابلون فيها ، لكن احرصى على أن تكون التوجيهات بسيطة و صريحة و غير جارحة بالنسبة له .
الخطأ السادس : كيف يجرؤ على طلب شئ مختلف : من الطبيعى بعد فترة من الزواج ، أن يحاول الزوجان التغلب على حالة الممل التى تبدأ فى التسرب لحياتهم الجنسية .
قد يظهر ذلك فى صورة أقتراح من زوجك بأضافة بعض التجديدات فى شكل العلاقة الحميمة .
و رغم أن تفهم هذه الإقتراحات و تقبلها مبدأياً شئ هام و إيجابى ، لكن لا يجب ابداً يكون ذلك على حساب رضائك عن نفسك أو متعتك الخاصة . لذا إن كان ما يطلبه زوجك يتعارض مع مبادئ دينية أو أخلاقية عامة ، يجب ألا تترددى فى رفضه و توضيح مساوءه لزوجك ، بإسلوب محب و حكيم بالطبع . أما إن كان ما يطلبه زوجك مقبول أخلاقياً لكنك غير مرتاحة لفعله ، يمكنك أن تناقشى الأمر مع زوجك و تخبريه ، و قد تستطيعوا الوصول لحل وسط أو اقتراحات أفضل لتجديد العلاقة .
الحل لهذه المشكلة : تقبلى التجديد و لكن ليس على حساب مبادئك ، و راحتك الشخصية . حاولى مع زوجك إبتكار طرق مميزة لتجديد علاقتكم الحميمية فى إطار التفاهم المتبادل و الإتفاق . و اعلمي عزيزتي الزوجة أن مشاعر الحب و العطاء بالإضافة إلى المرونة و تقبُل الآخر هما دليل السعادة في العلاقة الزوجية…
قد يهمك أيضًا:
اكتشفي ثمانية دلائل على إخلاص الزوج لزوجتة واحترامة لها
الفتيات البريطانيات لا ترين الزواج من محددات النجاح
أرسل تعليقك