أكثر النساء وفاء المرأة المصرية التي تضحي وتبذل من مجهودها الذهني والبدني والنفسي من أجل زوجها وأبنائها دون أن تسأل نفسها أين أنا من اهتماماتي ؟ والمقابل الذي تحصده في بعض الإحيان ظلم وغدر الزوج بها بعد عشرة السنين ليستمتع بما تبقى من عمره مع فتاة صغيرة لذلك أردنا تقديم تنبيها للمرأة المصرية لتحمي نفسها من غدر الزوج.
فهذه سيدة طلب منها زوجها ترك عملها من أجله هو وأبنائهما واستجابت حتى لا تغضب الله ، وبعد فترة من الزواج سافر لإحدى الدول العربية ولم تعترض من أجل حياة كريمة لأبنائهما ، وكان يرسل لها الأموال لتضعها باسمه في البنك وعندما عاد من السفر بعد 17 سنة تخللتها إجازات قصيرة تزوج عليها بفتاة في عمر أبنائه. وأصبح ينفق على زوجته بالضالين ويزورها أياما معدودة شهريا وكانت هذه مكافأتها بعد أن زحفت علامات الزمن على جمالها وشبابها الذي أفنته من أجله وتقول لم أطالب بالطلاق لأن ما ورثته عن أبي لا يكفي لشراء شقة وأخواتي وأبنائي مسؤولون عن عائلتهم وفي كل الأحوال لقد كبر عمري ولم يعد هناك شىء فارق عندي وثوابي عند رب العالمين.
أما إيناس فتقول تزوجت عن قصة حب وبعد فترة لم يحدث فيها الإنجاب توجهنا للطبيب وتبين أن زوجي لديه مشاكل في الإنجاب ، ومع اعتراض أهلي على الاستمرار معه لم أتخل عنه وعاملته كأنه ابني ، وبعد فترة طويلة تم علاج زوجي ولم يحدث إنجاب ، فأخذني إلى الطبيب وبعد الكشف قال لي إن الحمل في مثل عمري قد يمثل خطورة على حياتي والجنين ، وعندها لم يظهر تعبير على وجه زوجي ولم نتحدث بالأمر واستمرت حياتنا بشكل طبيعي ، وبعد شهرين بدأ زوجي يتغيب كثيرا عن البيت إلى أن علمت مصادفة بوجود علاقة بينه ويبن إحدى زميلاته وبعد البحث تفاجأت بأنه تزوجها وسمعت أنها حامل وعندما واجهته أخبرني أن هذا حقه.
وهنا يقول المستشار عبد الله الباجا رئيس محكمة الأسرة وعضو اللجنة المشكلة لتعديل قانون الأحوال الشخصية .. تقدمت بمشروع قانون إلى وزارة العدل وهو مطروح على اللجنة المشكلة لتعديل قانون الأحوال الشخصية وتتضمن مواده النص على أن المرأة التي تطلق بعد زواج دام فترة زمنية طويلة وليس لها دخل أو مسكن بديل تلتزم الدولة المصرية بتهيئة مسكن ومعاش شهري لها ،و قد تناول القانون المقترح تسريع إجراءات تنفيذ الأحكام المتعلقة بالمتعة والنفقة والمؤخر على أن يتولى بنك مصر التنفيذ فورا ، وأرجو أن تتم الموافقة على هذا النص القانوني لأن هناك الكثير من القضايا التي تعرض علينا المرأة فيها ضحية زواج يستمر للعديد من السنوات تفني فيها عمرها من أجل زوجها والأبناء وتكون جائزتها في المقابل تطليقها أو الزواج عليها ، والمشكلة الأكبر التي تقابلها عندما تكون غير حاضنة لكبر عمر أبنائها والذين قد يكونون استقلوا بحياتهم ، والشرع في هذه الحالة أعطى للمرأة حق المؤخر لكنه كلما زاد عمر الزواج انخفضت قيمته ، والمتعة والنفقة مرتبطتان بقيمة دخل الزوج وإمكاناته المالية وطول مدة إجراءات التقاضي من أكبر المعوقات التي تواجه المرأة ، ولذلك نظرا لأنه لا يصلح وضع نص قانوني ينص على مطالبة المطلق بتخصيص معاش لمطلقته لأنه لا يوجد سند شرعي ، فإن هذا دور الدولة و الذي يدخل في باب التكافل الاجتماعي ، وهذه النماذج من النساء لا ذنب لهن سوى الوفاء لأزوج لم يراعوا الله فيهن ، وهذا ليس تفضلا بل حق والدولة قادرة بما تحصله من ضرائب ورفع للأسعار.
ويقول دكتور هشام رامى أستاذ الطب التفسي بجامعة عين شمس إن بعض الرجال والنساء يكونون غير ناضجين انفعاليا ولهذا تظل أنانية الطفولة في طباعهم فمهما ضحى شخص من أجلهم لا يشعرون بتضحيته لأنه حق في نظرهم وهم غير قادرين على الإحساس بالآخر ، وهذا النموذج من الرجال موضوع حديثنا ومن أمثلته أن الرجل يرى أنه يحرم نفسه كثيرا من أجل توفير حياة كريمة لأبنائه ، لذا يرى أن المقابل لتضحيته هو حقه في الاستمتاع بما تبقى من سنين عمره دون أن يفكر أنه بذلك ظلم زوجته.
وعن وجود علامات تنذر بأن الزوج سيغدر بزوجته يقول د. هشام رامي:
ـ التأفف الدائم من الزوج والاعتراض على كل شىء تفعله الزوجة. ـ اهتمام الزوج المفاجئ بنفسه كأن يبدأ يتحدث عن ضرورة لعبه الرياضة وفقدان الوزن الزائد وصبغ شعره أو وضع شعر صناعي على رأسه وتغيير هندامه وأسلوبه في الملبس.
ـ يجب أن تكون الزوجة على علم بصفات وطبيعة شخصية زوجها ومدى قدرته على الشعور بالآخر ، فكلما تظهر مظاهر الأنانية عليه وعدم التعاطف مع الآخرين يكون هذا نذيرا بأنه في أي لحظة سيغدر بها.
ويقدم د. هشام نصائح تتبعها المرأة لحماية نفسها من غدر الزوج قائلا:
1 ـ التوازن في كل شىء هو سر الحياة السليمة المستقرة فعلى المرأة وهي تضحي من أجل زوجها ألا تنسى نفسها ، فقبل الإقدام على اتخاذ قرار يحمل تضحية كبيرة عليها أن تفكر في المستقبل وأن تضع أمامها جميع التوقعات وتختار ماذا تريد ؟ لكي لا تندم فيما بعد ، فأقول لها ضحي بحساب.
2 ـ أن تؤمن نفسها بمعنى مثلما ستعمل وتقدم لزوجها كاعتماد الزوج عليها في الأمور المالية وغيرها فعليها أن تستقطع مبلغا بسيطا مثلا من مصروف البيت بعلم الزوج وإذا كانت تعمل فلتدخر للزمن.
3 ـ ألا تعطي الزوج ثقتها الكاملة حتى لا تفاجأ بغدره بها فتكون حذرة دائما وتراقب تصرفاته وردود أفعاله دون مبالغة منها ، فإذا ظهرت بوادر غدر منه تستطيع أن تتحدث معه بود وتوقف الأمر قبل أن يتمادى فيه ، أو أن تبدأ تغير معاملتها له ليشعر أن الأمر ليس بالهدوء الذي يتوقعه مع شغله بهموم ومشاكل الأبناء ومشاركته بحلها.
4 ـ أن تشعر الزوج بما فعلته وضحت به من أجله وتتخير الأسلوب لئلا ينقلب الأمر لغير صالحها ، وتذكره دائما بكلام سبحانه وتعالى وأحاديث الرسول الكريم التي تم فيها التوصية بالنساء والحث على رد الجميل بالجميل.
5 ـ تشوقه دائما لها ولبيتهما فتجعله لا يستطيع الاستغناء عنها ، وذلك باعتنائها بنفسها وأن تكون أم حنون له وابنة مدللة وزوجة مغرية.
6 ـ عمقي الإتصال الروحي بينكما فشاركيه أفكاره وسانديه في أرائه فعندها حتى إذا نظر لأخرى سيزهدها ويعود إليك سريعا.
7 ـ لا تتنازلي عن عملك من أجله إلا إذا كان سيقدم لك بالتراضي ما يعوضك أو شعرت أنه سيقدر لك ذلك.
أرسل تعليقك