القاهرة - العرب اليوم
لقد دخلت شهرك التاسع من الحمل، واقترب اليوم الذي طال انتظاره. من الجلي أنك لاحظت التغييرات التي طرأت على جسمك تدريجياً، خاصةً مع اقتراب موعد الولادة، تغييرات ضرورية لإعداد جسمك بلطف للولادة. وهناك بعض النساء اللواتي يشعرن بانقباضات أولية طيلة الشهر التاسع، فكيف تفرقين بين المخاض الحقيقي وما يسمى المخاض "الكاذب"؟ نزودك سيدتي في هذا الموضوع ببعض المعلومات التي ستساعدك على التفريق، فتابعي معنا!
ماذا نعني بالمخاض الكاذب؟
حسب المختصين في أمراض النساء، يتجلى المخاض الكاذب في حصول انقباضات قد تكون منتظمة ومؤلمة في بعض الأحيان، ولكن ليس لها أي دخل في اتساع عنق الرحم. عموماً، لا تتكثف هاته الانقباضات وتتركز في أسفل البطن قبل أن تتوقف نهائياً تلقائياً أو بعد تناول أقراص مضادة للتشنج. وهذا ما يسمى عادةً بالإنذار الكاذب، لكن إن شعرت بهاته الانقباضات قبل الأسبوع 37 من بداية الحمل، فمن الأفضل استشارة الطبيب المعالج لاحتمال الولادة المبكرة.
خيبة أمل للأم المستقبلية
ليس من السهل تقبل فكرة أنك تعرضت للألم وعانيت من القلق والتوتر لأجل لا شيء، وبأنك لن تلدي إلا بعد بضعة أيام! فتأثيرات المخاض الكاذب مربكة حقاً، وحتى مخيبة لأمل الأم المستقبلية والتي تستعد لعدة أسابيع لتلك اللحظة المصيرية. هذا النوع من التقلصات يحدث عادةً في أول ولادة، ومن المهم على المرأة الحامل أن لا تفقد هدوء أعصابها وأن لا يتزعزع استقرارها، وأن تبقى حذرة في الآن نفسه لأنه من المحتمل أن تحصل الولادة الحقيقية في وقت قريب جداً.
مخاض حقيقي أو كاذب، كيف تعرفين الفرق؟
ليس من السهل على الأم المستقبلية تمييز التقلصات الحقيقية من الكاذبة، فمن الصعب تحديد تلك التي تعلن عن بداية المخاض. إذا لم يكن انتظام التقلصات دليلاً قاطعاً، فإن عدم تزايد كثافتها ومستوى الألم إشارة واضحة. ففي الواقع، التقلصات الحقيقية تتكثف تدريجياً، تستمر لفترة أطول، وتكون قريبةً من بعضها البعض. لكن الطبيب المختص أو القابلة هما الوحيدان اللذان بإمكانهما التأكيد الذي لا يشوبه شك، وذلك من خلال الفحص المهبلي ورصد التقلصات بواسطة آلات مختصة، مما يبين تأثير الانقباضات على عنق الرحم، وبالتالي هل المخاض كاذب أم لا.
كيف يتم التعامل مع التقلصات الكاذبة و المخاض المزيف؟
فور ثبوت المخاض الكاذب، يعمل الفريق الطبي على تخفيف ألم المريضة، وإذا كان ممكناً السماح لها بالعودة إلى البيت. إن كانت الأم المستقبلية تعيش بعيداً عن المستشفى ووصلت في ساعة متأخرة، فإن الطبيب ينصحها بالبقاء تحت المراقبة لليلة واحدة.
في انتظار توقف الانقباضات الكاذبة، تجرب المريضة جميع الوضعيات التي من شأنها اراحتها والتخفيف من الألم: جلوس القرفصاء، الجلوس، الاستلقاء، وغيرها. بعد النساء اللواتي مررن بتجربة المخاض الكاذب ينصحن بمزايا الحمام الساخن في تهدئة الألم، وقد يضطر الطبيب لوصف دواء من مشتقات المورفين لتسكين التقلصات.
متى يضطر الأطباء لتسريع الولادة؟
في بعض الأحيان، يكون من الصعب تخفيف ألم التقلصات الكاذبة، وبالتالي في هذه الحالة، يقرر بعض الأطباء الحث على الولادة بطريقة "اصطناعية" عن طريق إعطاء الأم المستقبلية مواداً تحفز الانقباضات. يحاول أغلبية الأطباء تفادي اللجوء لهذا الحل لأنه يمكن أن يؤدي إلى بعض المخاطر والمضاعفات التي قد تستدعي التدخل جراحياً أو استخدام الملقط لإخراج الجنين. ويفسر هذا بكون المراحل الطبيعية للولادة لم تحترم، فلم يتوسع عنق الرحم بما فيه الكفاية للسماح للجنين بالمرور طبيعياً.
أرسل تعليقك