القاهرة - العرب اليوم
لتعليم الانضباط ومتى وكيف تفعلين ذلك.
ربما كانت لديك أفكار مختلفة لتعويد ابنك الانضباط، ولكن الأمر ليس سهلا دائما، وسوف تواجهين باستمرار بالعديد من التحديات.
يجب على الوالدين أن يتوافقا
هناك مثل أفريقي يقول "الطفل يحتاج لمساهمة قرية كاملة في تربيته". فهناك الكثيرين يشتركون معك تربية الطفل، ولذا عليهم جميعا أن يلتزموا بنفس القواعد. أهم هؤلاء الأشخاص هما الوالدين. لذلك لابد أن تتفقي مع زوجك على القواعد والأساسيات التي ستتبعونها وتلتزمون بها عن تربية ابناءكم. إذا شعر الابن أن هناك اختلافي أو عدم اتفاق بين الوالدين ، فتأكدي أنه سوف يستغل هذا الاختلاف ضدكما وسوف يبذل قصارى جهده لاستغلال الطرف الأكثر تساهلا لضرب قرارات الطرف الآخر.
عندما يختلف الأب والأم
الاختلاف حول قواعد التربية والانضباط هي أسرع طريقة لفقدان سيطرتكما كوالدين على عملية التربية. لابد أن تبذلا مجهودا وتجلسا سويا للاتفاق على كيفية تربية الأبناء وتحديد قواعد الانضباط التي ستلزمون الابناء بها. لا تفعلا هذا أمام الأبناء بالطبع.
لابد أن تتعودا على الاستماع لبعضكما والتفاهم وموازنة الأمور والتنازل أحيانا لكي تسير المركب.
اتفقا على طريقة لتحديد مسئولية كل طرف في كل موضوع. فمثلا، المسئول عن موقف ما منذ بدايته هو من يقرر في النهاية الرأي الأخير. أو أن الأم هي التي تقرر في أيام الأسبوع والأب يقرر في أيام الأجازات. المهم أن تصلا لطريقة لتقسيم المسئوليات.
هل سيستمع ابني إلى كلامي؟
نعم، سوف يستمع لكلامك. عليك فقط أن تتبعي الطريقة الصحيحة للفت انتباهه والحفاظ على اهتمامه أيضا:
انزلي إلى مستواه: ابنك إنسان صغير وعندما ينظر إليك يراك إنسانًا ضخمًا (كالديناصور مثلا). الأفضل أن تنزلي لمستواه أو ترفعيه إليكِ وتتحدثي إليه وأنت تنظرين في عينيه لأن النظر في العينين أحسن وسيلة للتواصل.
كوني واضحة في كلامك: قولي ما تحتاجين إلى قوله ولكن بوضوح وبكلمات محددة وقليلة كلما أمكن. أنت تعرفين بالطبع كيف هي خطب السياسيين على التلفزيون، الكثير والكثير من الكلام والرغي، لا تلقي خطابات مملة لابنك. فالقليل يكفي.
تابعي ابنك: إذا أصدرت إليه تعليمات معينة، تابعي تنفيذه لها. وإذا وعدته وعدا نفذيه وإذا هددته بعقاب ما، نفذيه . لابد أن يعرف دائما أنك جادة فيما تعنيه. إذا تغاضيت عن المتابعة وتنفيذ ما تقولينه سوف تضيعين الصلة بين أفعال ابنك وتوابعها ولن يهتم.
دعمي كلامك: بتعبيرات واضحة سواء على وجهك أو بيديك.
اعطي تنبيهات: فهي فرصة لابنك تساعده على ادراك ماذا سيحدث بعد قليل، وحتى يستعد. فإذا اقترب مثلا موعد النوم نبهيه قبلها.
لتكن تعليماتك منطقية وقابلة للتنفيذ: ساعدي ابنك على تنفيذ تعليماتك بأن تجعليها سهلة.
رغبي ولا ترهبي: عودي ابنك على الاستماع لكلامك وتعليماتك بأن تقوليها له بطريقة لطيفة وكوميدية. حتى لو غنيتِها له، افعلي. سيستجيب عندما تكون طريقتك في الطلب مبهجة ومضحكة.
الأطفال يتعلمون بضرب الأمثلة والنماذج: لن يستمع إليكِ ابنك إلا إذا كنت تستمعين إليه أنت أيضا. وقتما يريد أن يقول لك شيئا اهتمي به وركزي معه وانظري في عينيه وهو يتكلم.
مهارات التواصل
انتبهي لنبرة صوتك: كوني هادئة وأن تتكلمين مع ابنك. فالرسالة تصله أيضا من خلال نبرة صوتك بجانب كلامك.
ركزي على المشاعر: وضحي الصلة بين التصرف السيء وبين الجرح الذي يتسبب فيه، علمي ابنك التعاطف والشعور بالآخرين.
حددي معيار الانضباط: أنت أدرى بابنك وأنت تعرفين المقدار الذي يحتاج إليه من التعليمات والقواعد لكي يكون ملتزمًا ومنضبطًا. أتقني هذا دون أن تغرقيه بالتعليمات وتضغطي عليه ودون أن تتركيه بأقل القليل الذي لا يكفي. وإذا كان ابنك ينفعل بسرعة ويبكي ويبعدك عنه، احضنيه وهدئيه قبل التحدث إليه.
مهارات أخرى للتواصل
ربما لا يشعر الطفل بالندم عندما يفعل شيئا سيئا. عليك أن تعلميه أن يندم وأن يشعر بالسوء حتى لا يكرر هذا الفعل. فالقدرة على الشعور بالندم مهمة لتطوره النفسي والعاطفي. فالطفل الذي يشعر بالسوء لارتكابه فعلا سيئًا سيتسبب في مشكلات سلوكية أقل.
عليكِ أيضا أن تطمئنيه وتعلميه كيف يفصل بين نفسه وبين الفعل السىء الذي يرتكبه. فلا يخلط بينهما ويظن أنه شخص سيء لأنه قام بفعل سيء.
كما قلت لك، ابنك إنسان صغير. و"إنسان" هنا هي الكلمة المفتاح، فكما تستخدمين مهارات التواصل العديدة للتواصل مع الكبار، استخدميها معه.
أرسل تعليقك