هذه قصتي كأول بحرينية تطأ قدماها القطب الجنوبي
آخر تحديث GMT07:29:07
 العرب اليوم -

هذه قصتي كأول بحرينية تطأ قدماها القطب الجنوبي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - هذه قصتي كأول بحرينية تطأ قدماها القطب الجنوبي

المنامة - وكالات

من شمس البحرين اللاهبة إلى جليد القطب المتجمد الجنوبي، رحلة شيقة وشاقة قامت بها الشابة البحرينية أمل الصفار، أول بحرينية ترفع علم بلادها فوق أقاصي الأرض في القطب الجنوبي. كانت أمل تتابع برنامجا تلفزيونيا يتحدث عن سيدة سعودية وصلت إلى القطب الجنوبي، وهو ما حفزها على القيام بذات التجربة، لكن ذلك تطلب منها نحو سبعة أشهر من المراسلة والتدريب والبحث عن ممولين بمبلغ 10 آلاف دينار بحريني. تحمل أمل في شخصيتها روح القيادة وحب المغامرة والاستكشاف وركوب البحر الذي تمتع به الإنسان البحريني منذ الأزل كما تقول، وتضيف «أتمنى أن تكون تجربتي مصدراً للإلهام، باعتباري فتاة بحرينية أمتلك طاقة إيجابية، ولدي أهداف وأحلام أسعى من خلالها لرفع اسم بلدي عالياً، وأن أخدم مجتمعي». تعتبر أمل رحلتها إلى القطب الجنوبي بمثابة رسالة إلى كل شاب أو شابة مفادها أنه بغض النظر عن الطموح أو الهدف الذي تريد أن تصل له في يومٍ من الأيام، فإنك تستطيع أن تحققه، وترى أن الشباب في الخليج قد يؤخذ عليهم اللامبالاة نتيجة مستوى الحياة الجيد خلافا لكثير من شباب العالم الذين لديهم هاجس الإنجاز الفردي والطموح والعمل وعدم الاعتماد على ميزانية العائلة.  بحرينية في القطب الجنوبي.. كيف ولدت فكرة الرحلة؟ - حدث ذلك أثناء مشاهدتي لمقابلة تلفزيونية مع سيدة سعودية تتحدث عن تجربتها وكيف وصلت للقطب الجنوبي العام الفائت، ما أثار في نفسي تساؤلا حول كيفية قيام هذه السيدة المحافظة التي لديها أعباء عائلة وأطفال بهذه المغامرة؟!. مباشرة توجهت إلى غوغل، بحثت وراسلت منظمة 2041 المعنية بتسيير رحالات مشابهة للقطب الجنوبي، وكانت المفاجأة أن جاء ردهم بالقبول بمشاركتي في الرحلة القادمة، حيث أخبروني أنني أستطيع تمثيل بلدي البحرين، وأوضحوا لي أنه خلال رحلاتهم التي سيّروها على مدار 10 سنوات لم يسجل لديهم أي بحريني.  هل حدث الأمل بهذه البساطة؟ - طبعا لا، حيث اكتشفت لاحقا أن قبولي للاشتراك في الرحلة كان أبسط مراحلها، فعقب ذلك كان علي البحث عن التمويل اللازم بمقدار 25 ألف دولار وهو ما شكل تحديا كبيرا استغرق مني عملا مضنيا لنحو سبعة أشهر اكتشفت خلالها كم هو صعب الحصول على تمويل في البحرين مقارنة بدول مثل السعودية والإمارات، فأنا لم أستطع الحصول على أي تمويل رسمي، وهو الأمر الذي يفتقده الشباب البحريني في مثل هذه الأمور. اتجهت للقطاع الخاص وكنت أقدّم نفسي للشركات بصفتي طالبة بحرينية طموحة ولدي حلم أو مشروع أريد تحقيقه، وتفاجأت بردود سلبية من قبل كثير من الشركات مقابل تجاوب من أطراف وشركات أخرى. مثلاً، ثمة شركات أُرهقت وتعبت من تقديم الأوراق، لدرجة تطلب الأمر مني أن أقدم أوراقي ثلاث مرات، وكانوا يقولون لي الأوراق ضاعت هل من الممكن أن تعيدي تقديمها؟ في مقابل ذلك، أرسلت ايميل لشركة وبعد ثلاثة أيام اتصلت بي مديرة الشركة شخصياً وأبدت اهتمامها. هذا كله يعتمد على الشركة وطريقة وأسلوب تعاملها. وفي النهاية حصلت على دعم من 13 شركة، من بين 50 شركة تقريباً حاولت واجتهدت في التواصل معها. أنظر للمسألة - برمتها - على أنها تجربة إيجابية وأفادتني كثيراً، فكلما كان الموضوع يصل لأكبر عدد من الشركات، كان هذا يساهم إيجاباً في نشر مفهوم الرحلة والتعريف بها، أشعرُ أني نجحتُ أكثر، ووصلت لشريحة أكبر.  كيف تقبل أهلك وأصدقاؤك ومجتمعك فكرة رحلتك؟ - موقف أهلي كان خليطا من الدعم والتوجس، لكن المجتمع بشكل عام كان يقابل حديثي عن رحلتي المزمعة بشيء من الاستغراب، ويسأل: كيف ستنتقلين من درجة حرارة خمسين مئوية إلى ثلاثين تحت الصفر!؟ كنت أدرك تماما أنه يتوجب علي الاستعداد وتهيئة نفسي على المناخ المتجمد فيما لم يكن في البحرين – ممن سألتهم على الأقل - لديه فكرة عن كيفية التعامل مع البرد القارص، وهنا كان يوتيوب خير معين لي حيث ساعدني في الاطلاع على تجارب الآخرين في الخارج، وكان تواصلي مع منسق البعثة بشكل مستمر، حيث أتلقى النصائح الخاصة بالتدريب والملابس المناسبة وغير ذلك، حتى أنني اضطررت للسفر إلى دبي حيث استغرقت حوالي تسع ساعات متواصلة لشراء كل المستلزمات التي أحتاجها والحمد لله وجدت المعدات المطلوبة. أكملت اجراءات الحصول على فيزا للذهاب للأرجنتين وذلك بعد زيارة سفارتهم في الرياض، حيث كان من المقرر أن ننطلق من أقصى مدينة جنوبية في الأرجنتين (أوشوايا) وصولاً للقطب الجنوبي. ومن بين الاستعدادات الطريفة أني طرحتُ على شركة BMMI -وهي من الشركات التي مولت الرحلة- ولديهم مخازن آيسكريم، طرحت عليهم فكرة أني أريد التهيئة أو التدرّب على الجو البارد، جلست في مخزن أو ثلاجة الايسكريم لمدة ساعة و25 دقيقة، ولم يتوقعوا أن أمكث لساعة ونصف كونها التجربة الأولى لي، وخرجت بالتهاب في بلعومي!  كيف كنت توفقين في تلك الفترة بين دراستك وعملك من جهة ومتطلبات الرحلة من جهة أخرى؟ - لقد كنت أفكر في الانسحاب من الفصل الدراسي في تلك الفترة فقط، ولكن حماسي كان ينسيني تعبي، كنت أنتهي من محاضراتي في جامعة البوليتكنيك وأذهب لاجتماعات مع الشركات حيث ألاقي المسؤولين وأكمل إجراءات التمويل، إما في سترة أو المنامة أو أمواج، فكان من الصعب جداً التوفيق بين كل هذه المسائل، لكن بمجرد سفري ووصولي هناك اختفى كل التعب.  ثم انطلقت الرحلة: ضمت الرحلة أو البعثة 80 شخصاً من 28 جنسية، وكنا أربع شابات من الخليج العربي: بحرينية وسعودية وإماراتية وعمانية. كانت نقطة التجمع في الأرجنتين التي أبحرنا منها باتجاه القارة القطبية الجنوبية، نزلنا في جزر عديدة مثل كارني وباليني وكيرغولين، وكل جزيرة بها أنواع مختلفة من البطاريق والفقمات، فقمة بحجم 4 طن مثلاً!. وخلال الرحلة التي امتدت 22 يوماً، انقطعت عن العالم، توقفت عن الاتصال بأهلي لمدة 15 يوما، اندمجت تماماً في أجواء المعسكر، أخبرتُ أهلي لو حصل لي أي مكروه لا سمح الله ستعرفون بالتأكيد. كان فريق البعثة إيجابيا وقدم لنا العون باستمرار، والناس رائعون، من أستراليا والإمارات وبوتسوانا، والصين وشعرت معهم أني بين أهلي. كنتُ أقضي وقتاً في التدوين والكتابة، كتبت الكثير من الكلام وتفاجأت عندما اطلعت عليه في السفينة: هل أنا من كتبت كل هذا؟ كانت تجربة ملهمة بكل معنى الكلمة، المكان، والناس الذين معي، والإنجاز وتحقيق الحلم، أحياناً أفكر أن كل ما حصل كان حلما. عندما أستعيد الشريط أتساءل: هل أنا مررتُ فعلاً بكل هذا؟ أنا اعتبر مشاركتي ضمن طاقم البعثة مصدر إلهام لباقي الشباب البحريني للمشاركة في البعثات المقبلة، خاصة وأن العديد من المشاركين في البعثة وخصوصاً من الدول الأجانب أبدوا استغرابهم من وجود مشاركة من البحرين، في الوقت الذي كان البعض لا يعلم أين تقع البحرين. كان الهدف من الرحلة بيئيا بالدرجة الأولى لنتعرف على حجم الأضرار، وتأثيرات الاحتباس الحراري، وكيف يؤثر على ذوبان الجليد، وزيادة كمية الماء في المحيطات. ربما نحن في البحرين، لا يوجد لدينا تماس كبير مع مثل هذه القضايا، وحالياً هذا ما أحمله على عاتقي، حيث أحاول نشر الوعي بالمسائل البيئية. وحتى اليوم تحدثت في 8 محاضرات تثقيفية، من بينها جامعة بوليتكنك البحرين وجمعية المهندسين البحرينية. رئيس بعثة 2041 روبرت سوانغ زار البحرين أيضاً، وقام بورشة توعوية. مهمتي الآن هي دفع الشباب البحريني للتوجه قياديا وبيئيا، بالإضافة إلى بث روح التغيير لدى الناس على الصعيد السلوكي والترشيد الاستهلاكي للمنتجات والمخلفات من أجل تحقيق التنمية المستدامة.  نريد القيام برحلة مشابهة! - بإمكانكم طبعا، أنا حاليا أخطط لمغامرات مشابهة قد تكون الغوص إلى أعماق المحيط أو القفز من الجو. دعني أقول إنني أعتبر رحلتي رسالة لكل شاب أو شابة مفادها أنه بغض النظر عن الطموح أو الهدف الذي تريد أن تصل له في يومٍ من الأيام، تستطيع أن تحققه، لكن عليك ألا تستسلم أبدا، وألا تخسر روح الطموح المتقدة داخلك، وأن تجتهد لتحقيق ما تريده. أتمنى أن تكون تجربتي مصدراً للإلهام، باعتباري فتاة بحرينية أمتلك طاقة إيجابية، ولدي أهداف وأحلام أسعى من خلالها لرفع اسم بلدي عالياً، وأن أخدم مجتمعي. 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذه قصتي كأول بحرينية تطأ قدماها القطب الجنوبي هذه قصتي كأول بحرينية تطأ قدماها القطب الجنوبي



GMT 19:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتفريغ طاقة الطفل في المنزل

GMT 19:18 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حقائق عن سن المُراهقة على كل أُم معرفتها

GMT 19:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تجنبي هذه العبارات الشائعة أثناء الحديث مع طفلك

GMT 19:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق التعامل مع الخجل الشديد لدى الأطفال

GMT 19:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الرضاعة الطبيعية لتقليل خطر مرض السكري بعد الحمل

GMT 19:07 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مخاطر كثرة ارضاع الطفل أكثر من المعتاد

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab