القاهرة - العرب اليوم
يجيب على هذا السؤال دكتور إبراهيم داود أستاذ الجراحة بطب المنصورة، قائلا: بالنسبة لأمراض الغدة الدرقية فقد تؤثر على الأم وعلى الجنين. وفى الحمل الطبيعى تتغير وظائف الغدة الدرقية ويزداد حجمها قليلا بسبب زيادة نشاطها أثناء الحمل.
فمرض ارتفاع أو فرط الغدة الدرقية قد يصعب تشخيصه أثناء الحمل، لأن أعراض الحمل تكون متقاربة من أعراض هذا المرض إلا أن يكون المرض شديداً، ففى هذه الحالة تكون الأعراض واضحة. فمن المعروف أن زيادة ضربات القلب وزيادة الحرارة بالأطراف وغير ذلك، من الأعراض الطبيعية التى تحدث أثناء الحمل، كما أن مرض فرط الغدة الدرقية يسبب زيادة فى ضربات القلب والشعور بالحرارة مما يجعل المريض يفضل الجو البارد، ونقص الوزن بالرغم من زيادة الشهية، وكذلك الشعور بالارتعاش، وغير ذلك.
فقد يؤثر فرط نشاط الغدة الدرقية إلى زيادة حدوث نقص نمو الجنين داخل الرحم والوفاة، ومن أكثر أسباب فرط نشاط الغدة الدرقية أثناء الحمل هو مرض أو داء جريف، حيث أن هذا الداء قد تخف حدته أثناء الحمل وقد يزيد نشاطه بعد الولادة، فهناك عوامل تستدعى الطبيب بأن يبدأ العلاج، منها الأعراض التى يشكو منها المريض وحدتها، وكذلك مقدار الارتفاع الحاصل فى هرمونات الغدة، ومدى التأثير على الحمل سواء من المرض نفسه أو من العلاجات الخافضة لمستوى هرمونات الغدة.
وأضاف: أنصح المريضة بعمل تحليل لمستوى هرمونات الغدة وهذه الهرمونات تسمى هرمون T4 الحر وهرمون TSH، وهذا الأخير يتأثر بمستوى الهرمون الأول فكلما نقص هرمون T4 ارتفع مستوى هرمون TSH.
فعلاج تضخم وفرط الغدة الدرقية يمكن أن يكون بالأدوية أو الجراحة، فالعلاج بالأدوية يكون باستخدام أدوية خافضة لهرمونات الغدة وتتحسن عادةً الأعراض لدى المريض بعد أسبوع من العلاج، وبعد أن يتم السيطرة على المرض يقوم الطبيب بخفض جرعة الدواء تدريجياً إلى مقدار معين.
وبعض أنواع هذه العلاجات قد تمر عبر المشيمة وتصل إلى الجنين وتسبب قصور بالغدة الدرقية لدى الجنين وهذا يحدث بنسبة 1 - 5% من الحالات.
أما العلاج الجراحى فيتم فى حالة فشل العلاج بالأدوية، وبشكل عام استئصال الغدة الدرقية أثناء الحمل قليل الحدوث، ويفضل أن تؤجل العملية إلى الثلث الثانى من الحمل نظراً لزيادة نسبة حدوث الإجهاض فى الثلث الأول من الحمل. فقرار استئصال الغدة الدرقية من الأفضل أن يتخذه كل من الجراح وطبيب النساء والولادة، ومن الأفضل لو قرر طبيب العملية أن يكون إجراء العملية فى الثلث الثانى من الحمل نظراً لزيادة حدوث الإجهاض فى الثلث الأول من الحمل، وبالطبع سيتم العلاج فى البداية بالأدوية وإذا لم ينجح العلاج بالأدوية نلجأ عندها إلى العلاج الجراحى، كما لا ننسى مدى شدة الأعراض عند الأم، فكل هذه العوامل يتم جمعها مع بعض ويتم تقرير العملية الجراحية ليفى بالغرض المطلوب وهو الحصول على استقرار تام للغدة.
أرسل تعليقك