لم تكن مدة الحمل بالوقت القصير عليك، وعلى ارتباط مولدوك المنتظر بك داخل أحشائك، فما
الداعي لقرارك السريع بعزل مولودك، ورضيعك الجميل عنك، وتفضيل نومه في غرفة منفصلة،
ألا تقدرين تعلقه بك في رحمك 9 أشهر يتغذى منك ويتأثر بحركاتك ويتحرك هو أيضا داخلك،
ويشعر بك ويسمعك، ويسمع دقات قلبك الحنون؟ إن لفصل المولود في غرفة أخرى عن أمه بالغ
الأثر في نفس هذا المخلوق الضعيف الذي لا يستطيع أن يصف ما حل به من شعور، إنه سيشعر
بالوحدة حتما، والنتيجة ستكون سلبية لكل منكما، فلم هذا القرار الصعب يا ترى؟
بعض الأمهات تراه تعويداً له منذ الصغر حتى لا يصعب فصله لاحقا! ولكن هل صعب ذلك على
أمهات متعن أطفالهن بأحضانهن في الصغر ولم يحرمهن من النوم في نفس الغرفة بل وجانبها
وعلى سرير واحد، التجارب أثبتت عدم صعوبة ذلك،
والبعض الآخر يخشى أن يصيبه أذى من نومه بجانبهن، فإذا كان الأمر كذلك، تستطيعين أن تبقيه
في سريره الخاص بجانبك على أن يكون مفتوحا من جانبك ليشعر الطفل بقربه منك.
والآن عليك التعرف على ما يحققه نوم رضيعك بقربك وفي نفس الغرفة من فوائد جمة وهي:
•ارتباط طفلك بك وشعوره بالدفء والحنان الأمر الذي ينعكس على هدوء نومه وعمقه.
•ستكونين مراقبة جيدة له في حال حدوث أي عارض له أثناء نومه.
•سيسهل عليك التحرك إذا شعرت باحتياجك له فلا داعي للنهوض والخروج من الغرفة للذهاب لأخرى، ما يوفر عليك الوقت والجهد.
•قربك من طفلك سيحفظه من متلازمة الموت المفاجئ للرضع والناتجة عن تعرض الرضع
للاختناق نتيجة نومهم على وجوههم.
والآن وتأكيدا لما سبق ذكره إليك هذه الدراسة التي توضح أثر قربك من طفلك، وانعكاس
نومه قريبا من حضنك على نموه النفسي السليم، إذ ثبت علميا أن نوم الرضع بجوار أمهاتهم ،
بعد الولادة في الشهور الأولى من عمر الطفل يضمن سلامة تكوين أدمغتهم وصحة قلوبهم ،
ونموهم النفسي السليم.
كما ثبت أيضا ضرورة نوم الرضيع بجانب الأم حتى سن الثالثة على الأقل، إذ أوضحت نفس
الدراسة أن الأطفال الذين تم فصلهم بعيدا عن أمهاتهم أو في غرف منفصلة تعرضت قلوبهم
للإجهاد أكثر ثلاث مرات، من الذين ناموا في أحضان أمهاتهم،
إضافة إلى شعورهم بالخوف فحضن أمه، وصوتها، ورائحتها هم نافذته التي يتعرف من خلالها
على العالم المحيط به.
أرسل تعليقك