القاهرة ـ العرب اليوم
غالبا ما تحتاجين وقت إضافى لإنهاء مهامك المنزلية، وأحيانا ما تقومين بأكثر من مهمة فى وقت واحد، مثل أن تقومى بطبخ أكثر من صنف فى نفس الوقت مع إتمام بعض ترتيبات البيت، أو إنهاء بعض الأوراق الخاصة بالعمل والتركيز فى قراءة كتاب أو مقال هام، ثم يأتى طفلك فى هذه الأثناء ويطلب منكِ شيئاً ما، ربما تحتضنينه وقتها وربما تنفعلى مع الضغوط وقد يصدر منكِ بعض الجمل التى قد تكون بسيطة من وجهة نظرك، ولكنها تؤثر سلباً فى تكوين شخصية الطفل فيما بعد بأكثر مما تتخيلي. “إتركني وحدي” ربما تكونين مشغولة بشئ ما ويأتى الطفل ليسألكِ سؤالا أو يستفسر منكِ عن شئ، وقتها قد تصرخين فى وجهه وتقولين له “إتركنى وحدى الآن” أو “لا أريد أن أسمع أى صوت” أو ” أنا مشغولة الآن”. قد تبدو هذه الجمل بسيطة وتكررها أغلب الأمهات، إلا انها فى الحقيقة تترك عند الطفل منذ الصغر إحساساً إنه من غير المناسب أن يتحدث إلى أمه، او انها لا ترغب فى سماعه وليست مهتمة بما يقول أو يريد، فيبدأ الطفل فى إيجاد البديل، فيتجه الى التحدث مع أصدقائه أو التحدث مع ألعابه، وربما يبدأ التحدث مع نفسه ويبدأ فى الإنعزال وحب الجلوس بمفرده. وبالتأكيد من حقك الإستمتاع ببعض الوقت فى جو هادئ أو بعيدا عن المشاحنات، ولكن لا تحاولى الصراغ فى وجه الطفل أو توبيخه بل يمكنك أن تقولى له مثلا إنك ستنهى أعمالك المكتبية فى نصف ساعة ويمكنه هو أن يلون فى هذه الكراسة أو يلعب بسيارته وغيرها، ويفضل وعده بالمكافأة إذا التزم بالأمر، كما يفضل وعده بعمل نشاط مشترك لتحفيزه مثل اللعب معه أو الخروج معا عند الإنتهاء من عملك. “يا غبي/ ألا تفهم؟” عندما ترددين كلمات سلبية لطفلك مثل “يا كسول” او ” يا غبى” او ” انت كاذب” وغيرها، يبدأ الطفل فى تصديقها ويبدأ فى الشعور بانه انسان فاشل ولا يحبه أحد، ومن ثم يبدأ فى افتقاد الثقه فى نفسه. وبعد ذلك يكون انسانا غير قادر على تحمل المسؤولية أو اتخاذ القرارات وحده، لانه لو يتعود من البداية على الكلام الايجابى والتشجيع، لهذا ننصحك بتعزيز ثقة طفلك فى نفسه بذكر ايجابياته وتجنب ذكر أى كلمات سلبية له خاصة أمام أصدقائه. كما نذكركِ سيدتى بأن تتحدثى معه بهدوء إذا أخطأ، وتحديد السلوك السئ له مع ذكر البديل، كأن تقولى مثلا أن الكذب خطأ، أو أن يحتاط فى المرة القادمة كى لا يكسر الكوب مرة أخرى وهكذا. ” لا تبكى “ غالبا ما تصرخ الأمهات فى وجه الطفل عند البكاء وتقول له :لا تبكى” أو ” الرجال لا تبكى” او ” لا تكون طفل جبان”، لأن الأطفال قبل النطق وحتى بعده تكون لغتهم ضعيفة وغير قادرين على التعبير عما يشعروه، فيلجأوا للبكاء تعبيرا عما يضايقهم أو يخيفهم، او فقدهم للأمان أو الاهتمام. لهذا بدلأ من توبيخ الطفل حاولى التقرب منه وإحتضانه، مع محاولة معرفة سبب بكائه وحل المشكلة بدلا من منعه عن البكاء لانكِ بذلك تمنعينه عن التعبير عن مشاعره، وبالتالى يجعله ذلك يتجاهل مشاعره ولا يعبر عنها حتى لأمه، وبالتالى يصبح إنسانا ضعيف من الداخل وإنطوائى لانه لم يتعود من البداية عن البوح بمشاعره والتحدث بصراحة. “لماذا لا تكون مثل صديقك؟” أغلب الأمهات يحرصون على مقارنة أولادهم بأخواتهم أو بأصدقائهم محاولة منهم أن يصبحوا ناجحين مثلهم، ولكن للأسف النتيجة تكون العكس. فعندما تقولى للطفل “ألا تعرف أن تكون طفل ناجح مثل صديقك؟” أو ” لماذا لا تكون مثل قريبك؟” فكل هذه الجمل تشعر الطفل بالفشل ولا تشجعه إطلاقا على النجاح، كما إنها تفقد الطفل ثقته بنفسه وشعوره بالتميز. لهذا فبدلاً من توبيخه حاولي معرفة مهارات وقدرات طفلك مع محاولة تنميتها وتشجيعه على معرفتها وتطويرها، لتحقيق ذاته وللنجاح فى المجالات والأنشطة التى إختارها وأحبها بنفسه. ولا تطالبى كل أولادك بتعلم نفس الهواية وممارستها لأن كل طفل يختلف عن الآخر فى شخصيته وميوله وتفكيره، وأشعرى طفلك أن له مساحته الخاصة وانه موهوب ومتميز فى مجاله. “سيتولى أبوك عقابك” إبتعدى عن تهديد طفلك بعقاب أبيه حتى لا يفقد حبه له، ويخاف منه دائما، فلا تقولى له “سأخبر أبيك عند رجوعه من العمل” أو ” سيتولى أبيك عقابك” فيصبح الطفل خائفا من أبيه ويفتقد شعوره الطبيعى بالحنان والأمان تجاهه، كما إنه سيحاول بعد ذلك عمل الشئ دون أن تراه الأم، كى لا تقول لأبيه ويعاقبه. بذلك تتولد لديه مشاعر خوف دائمة من الخطأ خوفاً من العقاب وليس لتجنبه أو تعلماً للصواب. وبدلا من ذلك تولى أنتِ عقابه بقدر ما أخطأ فيه، وتولى عقابه بالطريقة السليمة حتى لا تسببى فى خلل نفسى وشخصى قد يتكون لديه ويكبر معه فى المستقبل.
أرسل تعليقك