أثبتت الابحاث العلمية الحديثة، أنه بالإمكان إزالة تجاعيد الوجه، ليس بالليزر والعمليات الجراحية والتقشير والحقن، فحسب، وإنما كذلك بالأمصال التي مصدرها النبات، عدا عن الأطعمة ذات الفائدة الغذائية العالية.
وكان باحثون سويسريون، اعلنوا في بداية العام الجاري، اكتشافهم لمصل نباتي يعيد الحيوية والشباب لخلايا الجلد، وذلك كوسيلة لتخفيف ظهور تجاعيد الوجه. واستخلص الباحثون هذا المصل الجديد من نوع نادر جداً من التفاح السويسري يدعى Uttwiler Spatlauber Apple. وبدأ هذا النوع من التفاح يلفت انظار الباحثين بعدما لوحظ أن ثماره تستطيع البقاء لأشهر عديدة دون أن تتلف. وذلك نتيجة لقدرتها على اصلاح انسجتها، التي تعرضت للتأثيرات البيئية المحيطة، وبالتالي حفاظها على نضارتها وحيويتها لفترات تفوق تلك التي يمكن للتفاح العادي البقاء فيها، وخصوصاً النوع الشائع المسمى علمياً Malus Domestica. وتبين لفريق البحث بقيادة الدكتور دانيال شميدت، أن ثمة خلايا جذعية (Stem Cell) مميزة في طبقة قشرة التفاح النادر، تمكنها من بناء أنسجة جديدة عند التعرض للتلف بفعل العوامل البيئية.
وهذا التفكير العلمي للباحثين السويسريين مبني على الاستفادة التطبيقية من تقنية تكنولوجيا علم النبات في جانب التئام الجروح النباتية.
وسبق لباحثين من غير السويسريين أن استفادوا من تفاعلات النباتات مع ضغوط الظروف البيئية، وبخاصة زيادة انتاج بعض أنواع النباتات لكميات عالية من مادة الاسبرين، خلال تعرضها لظروف بيئية قاسية، أو بعيد تهتك فرعها وأغصانها بفعل أكل الماشية منها خلال عملية الرعي. وتمكن الباحثون، من معهد علوم الجلد بسويسرا، من استخلاص تلك المواد من الخلايا الجذعية الموجودة في التفاح النادر. وتمت التجارب على هذا المصل النباتي الجديد Stem Cell Power Serum، التي اثبتت جدوى تلك المادة في تنشيط عمليات الترميم للخلايا البشرية والنباتية.
الضوء والشاي الأخضر:
وكان باحثون المان قد اعلنوا، قبل السويسريين، في شهر أيلول من العام الماضي، أن تجاعيد الوجه يمكن ازالتها بشكل كبير، عند دهن بشرة الوجه بدهان (كريم) يحتوي على مستخلص مكونات أوراق الشاي الأخضر، ثم تعريض الوجه بعد ذلك لضوء صادر من الصمامات الثنائية الباعثة للضوء Ledlight. وهو ما وصفوه بوسيلة واعدة تنافس حقن «البوتوكس» والعمليات الجراحية التجميلية، في التغلب على مشكلة التجاعيد، التي تعتري بشرة الوجه.
الفراولة والرمان:
وضمن فعاليات مؤتمر «التجارب الحيوية» Experimental Biology الذي عُقد في شهر أبريل من العام الماضي بنيو أولينز في الولايات المتحدة، طرح الباحثون من كوريا الجنوبية نتائج تجاربهم المثيرة للاهتمام حول دهن البشرة بمادة «حمض إلاغيك» ellagic acid ، في منع حصول تلف كولاجين collagen الجلد. وبالتالي تعمل هذه المادة الطبيعية المستخلصة من الفراولة والرمان، على تقليل احتمالات الإصابة بتجاعيد الوجه جراء التعرض للأشعة فوق بنفسجية القادمة مع ضوء الشمس.
وأشار الباحثون في جامعة هاليام في كوريا، إلى أن تلف الكولاجين يحصل نتيجة التعرض المستمر للأشعة فوق البنفسجية. و»حمض إلاغيك» هو أحد المواد المضادة للأكسدة. أي مادة تُعطّل عمل المركبات التي تحتوي على الجذور الحرة للأوكسجين. ومعلوم أن تلك المركبات الضارة تنشأ في الجلد نتيجة للتعرض للأشعة فوق البنفسجية. وقام الباحثون بتجربة استمرت ثمانية أسابيع، تم فيها تتبع ومقارنة تأثير دهن الجلد بـ"حمض إلاغيك" أو عدم دهنه به، قبل التعرض للأشعة فوق البنفسجية. وبالنتيجة لاحظ الباحثون أن هذا الأسلوب العلاجي يُقلل بشكل واضح من نشوء التجاعيد، عبر خفض عمل أنزيم «إم إم بي»، وعبر أيضا خفض نشاط مركبات «آي سي إيه أم».
أنواع الأغذية التي تحافظ على جمال البشرة
وعدا عما تقدم، فإن تناول الأطعمة ذات الفائدة الغذائية العالية، ليس فقط مفيداً للجسم، لكنه ايضاً يساهم في الحصول على بشرة نضرة، لأن جمال البشرة الخارجية يبدأ من العناية بخلايا الجلد الداخلية. وقالت ليزيا دراير، استشارية الصحة النسائية وصاحبة كتاب «النظام الغذائي للجمال»: «لو لم يحصل الجلد على المواد الغذائية، التي يحتاجها من الطعام، فلن يكون في أفضل شكل». وأضافت: «بدلاً من تخبئة العيوب أو ترطيب الجزء الجاف يمكنك تجنب هذه الأشياء تماماً إذا تناولت الطعام الصحيح».
وهنا قائمة بالأطعمة المفيدة لبشرة الوجه:
اللوز:
على عكس الاعتقاد الشائع، اللوز من الحبوب وليس المكسرات، وهو غني بفيتامين (هـ) الذي يساعد على الوقاية من أشعة الشمس. والخاضعون للدراسة الذين تناولوا 14 ميليغراماً من الفيتامين يومياً، أي ما يعادل 20 لوزة، لم يصابوا بحروق مثل الذين لم يتناولوا اللوز على الإطلاق.
وقال دكتور جيفري دوفر، أستاذ مساعد إكلينيكي الأمراض الجلدية بجامعة ييل Yale University: «فيتامين (هـ) هو مضاد للأكسدة، ويحمي خلايا الجلد من الأشعة فوق البنفسجية وكذلك من عدة عوامل بيئية أخرى تتسبب في إفراز الجذور الحرة free radicals التي تدمر الخلايا».
وتتمثل البدائل المماثلة في ملعقتين من زبد الفول السوداني أو نصف فنجان من البروكلي.
الجزر:
عرف عن الجزر دوره في الحفاظ على العينين، لكنه أيضاً يلعب دوراً مهماً في تنقية البشرة من نوبات انتشار الحبوب، والسبب في هذا فيتامين (أ).
وقال دكتور هوارد مراد، أستاذ مساعد إكلينيكي الأمراض الجلدية بكلية طب ديفيد غيفين David Geffen School of Medicine التابعة لجامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس UCLA : «يساعد الجزر على منع الإنتاج الزائد من الخلايا في الطبقة الخارجية للجلد».
كما أن فيتامين (أ) يقلل من تكوين الخلايا المسببة لسرطان الجلد. لذا ينصح بتناول نصف فنجان من عصير ثمار الجزر الصغير baby carrots أي ما يعادل 16 جزرة.
والبدائل المماثلة هي كوب حليب أو شريحة جبن شيدر cheddar cheese
الشيكولاتة الداكنة:
يتم تصنيف الشيكولاتة الداكنة على أنها دواء، لذلك بالطبع هي مهمة جداً. ومركبات فلافونول flavonols المتوفرة بكثرة في الشيكولاتة الداكنة تقلل من خشونة الجلد وتقي من أشعة الشمس.
ووفقاً لدراسة تم نشرها في مجلة التغذية Journal of Nutrition، فإن النساء اللاتي يتناولن كاكاو مقوى بـ326 ميليغراماً من مركبات الفلافونول، وهو ما يعادل قطعة شيكولاتة هيرشيس الداكنة الحجم العادي Hershey’s Special Dark bar لديهن بشرة أكثر صحة وقدرة أكبر على مقاومة الأشعة فوق البنفسجية، ممن يتناولن الكاكاو الذي يحتوي على كميات قليلة من مضادات الأكسدة. وهذا يعني أن بضعة أونصات في اليوم تكفي.
والبدائل هي التوت الأسود، التوت الأزرق، الكرز، التوت الأحمر (لكن يجب تناول كميات كبيرة منه). اقرأي أيضا : أنواع البشرة وكيفية التعامل معها )
بذور الكتان:
تحتوي بذور الكتان على الأحماض الدهنية أوميجا3- والتي تزيل الحبوب والتجاعيد الخفيفة. وأشارت المجلة البريطانية للتغذية British Journal of Nutrition أن الخاضعين لإحدى الدراسات ممن تناولوا أكثر من غرامين أو ما يعادل نصف ملعقة شاي من أوميجا -3 على مدى ستة أسابيع أصبحت بشرتهم أقل تعرضاً للتهيج والإحمرار وأكثر ترطيباً.
و"هذه الدهون تمنع رد فعل الجسم لتهيج الجلد وتوجه الماء لخلايا الجلد مما يجعله أكثر امتلاء، وتقلل من ظهور التجاعيد"، كما قال هوارد مراد، الذي نصح بنثر بذور الكتان على دقيق الشوفان أو الخضروات.
والبدائل المماثلة هي زيت بذور الكتان (ملعقة مائدة مع الخضروات السوتيه) أو سمك السالمون (4 أونصات) أو عين الجمل (أونصة واحدة).
الشاي الأخضر وزيت القرطم:
حين يكون ساخناً يساعد الشاي الأخضر على إفراز مادة كاتيشين catechin وهي من مضادات الأكسدة التي تساعد على الوقاية من التهابات وسرطان الجلد، لكن يجب مراعاة أن مضادات الأكسدة في الشاي الأخضر تقل كلما قلت حرارته، لذا ينصح بتناول الشاي الأخضر وهو ساخن.
وأشارت دراسة أجريت عام 2007 وتم نشرها في مجلة الكيمياء الحيوية الغذائية Journal of Biochemical Nutrition أن تناول فنجانين إلى ستة فناجين من الشاي الأخضر في اليوم لا يساعد فقط على الوقاية من السرطان، لكنه أيضاً يعكس التأثير الضار لأشعة الشمس من خلال إبطال مفعول التغيرات التي تطرأ على الجلد بعد التعرض للشمس. والبدائل المماثلة هي الشاي الأبيض.
وزيت القرطم غني بالأحماض الدهنية «أوميجا6-» وهي أفضل وسيلة لترطيب الجلد الذي يعاني من الجفاف والحكة والقابل للتقشر، كما أنها تبقي جدار الخلايا لينة وتساعد الماء على تخلل الجلد بشكل أكثر فعالية.
كما اكتشف العلماء أن زيت القرطم يساعد في علاج أمراض الجلد الحادة مثل الإكزيما. لذا ينصح أن يكون جزءاً من النظام الغذائي اليومي، بما يعادل 5 إلى 20% من السعرات الحرارية المفترض استهلاكها. والبدائل هي زيوت الطهي مثل زيت لسان الثور وزيت فول الصويا وزيت الذرة.
السبانخ والبطاطا:
يعتبر السبانخ أحد أهم الأسلحة المستخدمة لمحاربة السرطان. وقد أشارت دراسة تم نشرها في مجلة السرطان العالمية International Journal of Cancer إلى أن الذين تناولوا كميات كبيرة من السبانخ على مدار 11 عاماً أصبحوا أقل تعرضاً لمخاطر الإصابة بأورام الجلد بنسبة 50%.
كما يعتقد أن حمض الفوليك، الذي يحتوي عليه السبانخ، يساعد على إصلاح والحفاظ على الحمض النووي، وتحديداً من خلال تحسين قدرة الخلايا على تجديد نفسها. وهذا يقلل من احتمال تكوين ونمو الخلايا السرطانية كما قالت ليزا دراير. بالإضافة إلى هذا، فإن الماء الموجود في السبانخ يتخلل أغشية الخلايا مما يقلل من ظهور التجاعيد ويجعل الجلد أكثر مرونة. والبديل المماثل هو أوراق الكرنب.
وبالإضافة إلى طعمها الشهي، فإن البطاطا الحلوة أيضاً غنية بفيتامين (ج) الذي يساعد على تخفيف التجاعيد. «فيتامين (ج) يلعب دوراً مهماً في عملية إفراز مادة الكولاجين»، كما قال جيفري دوفر، و»كلما زادت كمية الكولاجين قلت التجاعيد.»
وأشارت دراسة تم نشرها في المجلة الأمريكية للتغذية الإكلينيكية The American Journal of Clinical Nutrition أن الخاضعين للدراسة ممن تناولوا حوالي 4 ميليغرامات من فيتامين (ج) أو ما يعادل نصف ثمرة بطاطا حلوة يومياً على مدار 3 أعوام قل عندهم ظهور التجاعيد بنسبة 11%.
والبدائل المماثلة هي الجزر (واحدة كبيرة أو 16 صغيرة) أو عصير البرتقال (6 أونصات). (اقرأي أيضا : ماسك العسل و الليمون لشد البشرة )
الطماطم والتونا:
الطماطم مفيدة جداً كجزء أساسي في السلطة حين تكون نيئة، لكنها ذات فائدة أكثر للجلد حين يتم طهوها، وهذا لأن مادة لايكوبين lycopene التي تعطي الطماطم لونها الأحمر تساعد في القضاء على الجذور الحرة التي يسببها التعرض للأشعة فوق البنفسجية، كما قال هوارد مراد.
ويتمكن الجسم من الاستفادة القصوى من خواص الحماية من أشعة الشمس الموجودة في الطماطم حين يتم تسخينها. إن نصف فنجان من الطماطم المطهية، أو من صلصة الطماطم، يحتوي على 16 ميليغراماً من مادة لايكوبين. كما أن الطماطم تتميز برخص سعرها. والبديل المماثل هو البطيخ (1/16 من ثمرة البطيخ).
أما التونا فتحتوي على مادة تدعى السلينيوم selenium وهي تساعد على الحفاظ على مادة إيلاستين elastin وهو بروتين يجعل الجلد ناعماً ومشدوداً. كما يعتقد أن هذه المادة المضادة للأكسدة تساعد على الحماية من أشعة الشمس عن طريق إيقاف تكوين الجذور الحرة. (ينصح بتناول 3 أونصات أو نصف علبة يومياً).
والبدائل المماثلة هي المكسرات البرازيلية، أو الديك الرومي.
الأطعمة الضارة بالبشرة:
وفي مقابل ذلك هناك أطعمة تضر بالبشرة، مثل الصوديوم (الملح)، إذ أن الكميات الكبيرة منه تسحب الرطوبة من خلايا الجلد وتجعله يتجمع خارجها، ما يؤدي لانتفاخ الجفون وظهور جيوب تحت العين. ( اقرأي أيضا : الغذاء المناسب لحماية البشرة من التجاعيد )
والكحول تفقد الجلد رطوبته تماماً كما يفعل الصوديوم. ويقول مختص إن «الكحول ذات تأثير توسيعي وهذا يعني أنه يفتح الأوعية الدموية السطحية، وهذا نوع من الالتهاب يؤدي لتدمير الجلد»، ويمكن تناول عصير العنب للحصول على نفس الفوائد.
وحين يتم تسخين الأطعمة المقلية بدرجات حرارة مرتفعة تصدر الزيوت النباتية، كالتي يتم استخدامها في مطاعم الوجبات السريعة، مركباً يدعى هيدروكسي-ترانس-2-نونينال (hydroxy-trans-2-nonenal HNE-4). وهي ذات أضرار عدة، من ضمنها موت خلايا الجلد. وهذه الخلايا الميتة تؤدي إلى جفاف وتقشير الجلد وتجعل لون البشرة غير نضر. وهذه إلى جانب ما تفعله بالجسم بشكل عام.
أما النشويات المعالجة، مثل الحلوى المضغية والكعك وغيرها من الأطعمة المعدلة، فهي مليئة بالسكر والدقيق الأبيض، وهما يزيدان من إفراز هرمون أندروجين androgen الذي يزيد من تكوين الدهون.
والخاضعون لإحدى الدراسات، ممن يتبعون نظاماً غذائياً قليل السكر، تقل لديهم نوبات انتشار الحبوب عن من يتناولون الأطعمة المعدلة. كما أن هناك ما هو أسوأ، فالنشويات البسيطة يمكن أن تتسبب في التحول السكري glycation وهي عملية هضم خلوية تجعل مادتي الكولاجين والإيلاستين أكثر عرضة للتدمير عن طريق الجذور الحرة.
أرسل تعليقك