واشنطن - العرب اليوم
التقط مقراب سبيتزر الفضائي التابع لوكالة ناسا، صورة لما يشبه النيران التي تلتهم الفراغ الأسود في الفضاء، وتظهر الصورة ما يسمى "سحابة بيرسيوس الجزيئية" (Perseus molecular cloud)، وهي مجموعة هائلة من الغاز والغبار تمتد لأكثر من 500 سنة ضوئية.
وينتج التوهج الناري البارز في الصورة، عن الأشعة تحت الحمراء الناجمة عن الغبار الدافئ ومجموعات من النجوم "تضيء الغيوم المحيطة مثل ما تضيء الشمس السماء الغائمة عند غروبها".
وتعد "سحابة بيرسيوس الجزيئية" موطنا لكثير من النجوم الصغار الواقعة على حافة كوكبة بيرسيوس، وتحتوي على أكثر من 10 آلاف كتلة شمسية من الغبار والغاز.
ويكون ضوء الأشعة تحت الحمراء المنبعث من الغاز والنجوم غير مرئي للعين البشرية، ولكن مقراب سبيتزر مصمم لالتقاط إضاءة الأجسام الدافئة.
وعلى يمين هذه السحابة الضخمة تقع مجموعة مشرقة من النجوم "الشباب" المعروفة باسم NGC 1333 التي تبعد 1000 سنة ضوئية عن الأرض.
ولاحظ علماء الفلك هذه المجموعة منذ منتصف الثمانينيات، ولكن تحتها توجد مجموعات ما تزال تشكل لغزا محيرا للعلماء.
ويبدو أنها تحتوي على نجوم حديثة الولادة وأخرى "شبابية" ونجوم "بالغة"، وهذا المزيج من الأعمار المختلفة للنجوم يعد "أمرا غريبا للغاية"، وفقا لويزا ريبول، عالمة الفيزياء الفلكية في قسم الأشعة تحت الحمراء التابع لناسا.
ولا يتناسب إيجاد مثل هذا المزيج المكتظ مع الأفكار الحالية حول كيفية تطور النجوم، حيث قالت ريبول: "هذه المنطقة تخبر علماء الفلك أن هناك شيئا لا نفهمه حول تكوين النجوم".
وأضافت: اللغز الذي قدمته هذه المنطقة هو أحد الأشياء التي تجعل الفلكيين يعودون إليها، إنها واحدة من المناطق المفضلة لديّ للدراسة".
ومن المنتظر أن توقف ناسا في 30 يناير 2020 تشغيل تلسكوب سبيتزر الفضائي، فيما مهد إرثه الطريق للمراصد القادمة، بما في ذلك تلسكوب جيمس ويب، الذي سيراقب ضوء الأشعة تحت الحمراء أيضا.
قد يهمك أيضاً:
أرسل تعليقك