لندن - العرب اليوم
كيف يمكن البناء على المريخ؟ قادت محادثة بين كريس أوزي، العالم الجيولوجي بكلية أوكسيدنتال بأميركا، وآلان سكوت، المتخصص في هندسة البناء بجامعة كانتربري بنيوزيلندا، إلى قضاء الأخير سنوات في البحث عن كيفية البناء على الكوكب الأحمر.وتصنع الخرسانة الأرضية المستخدمة في البناء من الإسمنت البورتلاندي، الذي يتم إنتاجه عن طريق تسخين الحجر الجيري للتخلص من ثاني أكسيد الكربون، ثم يتم خلط الإسمنت، المادة الرابطة الرئيسية، بالرمل والحجر والماء لإنشاء الخرسانة... لكن السؤال الملح هو: كيف يتم تحقيق ذلك على كوكب المريخ؟.
ويقول آلان سكوت في تقرير نشره أول من أمس الموقع الإلكتروني، لجامعة كانتربري: «لسوء الحظ، لا يوجد الكثير من الحجر الجيري على كوكب المريخ، لذلك فإننا بحثنا عن طرق بديلة لإيجاد نوع من نظام الربط».
وبحث الفريق البحثي في استخدام الصخور البازلتية التي يمكن العثور عليها على الأرض وعلى سطح المريخ، حيث يمكن استخراج أكسيد المغنيسيوم والسيليكا من الصخور البازلتية، قبل إعادة تجميع أكسيد المغنيسيوم والسيليكا لصنع مادة رابطة ذات خصائص مماثلة للإسمنت. ويضيف سكوت: «نحاول استخدام المواد والصخور والأشياء، التي نعلم أنها متوفرة على المريخ لإنتاج مادة مماثلة للإسمنت البورتلاندي».
ومع ذلك، لا يقتصر الأمر على الإسمنت، فبيئات الأرض والمريخ شديدة الاختلاف مع ضغط ودرجات حرارة أقل بكثير على المريخ، ويجري الباحثون حالياً دراسات في مرافق الاختبار في جامعة كانتربري، والتي تسمح بدرجات حرارة منخفضة تصل إلى سالب 86 درجة مئوية، لمحاكاة الظروف الجوية على كوكب المريخ.
ويقول سكوت: «في حين أن أبحاث الفضاء لا تزال مهمة لاختبار فعالية هذه الخرسانة في المريخ، فإن ما اكتشفناه يمكن أن تكون له تداعيات إيجابية على كوكب الأرض، حيث أثبتوا على الأقل أنه يمكن استخدام الصخور البازلتية بدلاً من الإسمنت التقليدي، ويمكن أن يساعد ذلك في تقليل البصمة الكربونية للخرسانة على الأرض».
ويساهم الإسمنت في نحو 8 - 10 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، ويمكن أن يؤدي استخدام السيليكا المستخرجة من الصخور البازلتية لاستبدال الإسمنت البورتلاندي جزئياً بتقليل ما يقرب من 30 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، كما يؤكد سكوت.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
ناسا تختار شركة لوكهيد مارتن لبناء صاروخ سيعود من المريخ
مسبار الأمل الإماراتي ينشر الدفعة الثانية من البيانات العلمية حول كوكب المريخ
أرسل تعليقك