تبنّت دولة الإمارات السعادة من خلال العديد من المبادرات، لا سيما إنشاء وزارة للسعادة وتخصيص وزير لها، وإطلاق أجندة وبرنامج وطني خاص بها، لتصبح أسلوب حياة وثقافة يومية في مختلف جهات العمل، وسخّرت من أجل ذلك التقنيات الحديثة والذكاء الصناعي في العديد من المجالات للارتقاء بمستوى حياة الناس.
وبادرت الإمارات لتكون السباقة في هذا المجال الحيوي المهم الذي سيحكم جزءًا كبيرًا من المستقبل وسيتحكم في الكثير من مناحي الحياة، حيث خصصت بدورها وزارة أيضًا للذكاء الصناعي ووزيرًا لها، ليُطرح تساؤل مهم، هل السعادة التي تعتبر مشاعر إنسانية قابلة للقياس، وهل يمكن للذكاء الصناعي قياسها، والتأثير بها لدرجة أن يصبح الذكاء الصناعي وسيلة من وسائل إسعاد الناس.
وأفاد تربويون أن الذكاء الصناعي يعد منصة تكنولوجية ستعزز استراتيجية التعلم الذاتي في القطاع التعليمي وستغير طبيعة التعليم وشكله التقليدي، ويخلق بيئات تعليمية تفاعلية، مؤكدين أهمية البحث العلمي وتوظيف البرمجيات التعليمية واستخدامها في المراحل التعليمية المختلفة سواء بالجامعات أو المرحلة الدراسية.
اللواء عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، أكد أنه سيتم تطبيق منظومة الذكاء الصناعي في البحث الجنائي والمرور والفعاليات وتأمين وحماية المقيمين والسائحين بحلول 2021. وقال اللواء المري إن مركز شرطة المستقبل سيكون الأول من نوعه على مستوى العالم في تسخير التكنولوجيا لخدمة العمل الشرطي وخدمة المتعاملين، وسيقوم بتقديم خدمات تلقائية على مدار الساعة دون تدخل بشري بتقنيات الذكاء الصناعي في الرد على الاستفسارات وتوفير الخدمات للمتعاملين، واستقبال المتعاملين عن طريق روبوتات، ومراقبة المنشآت الحيوية عن طريق روبوتات، وستكون أجهزة الخدمة الذاتية الشاملة فعالة به، وسيتم تطبيق تكنولوجيا الاستجواب والتحقيق، ويعتمد على الدوريات الذاتية القيادة، ويسخّر التكنولوجيا المساعدة لعمل رجال الشرطة مثل تقنيات التعرف إلى الوجوه وأنظمة التحري والاشتباه.
وأضاف اللواء المري أن استخدام الذكاء الصناعي في المجال الأمني يهدف إلى تطوير جميع الأنظمة الذكية إلى أنظمة تقوم بالتنبؤ باحتياجات المتعاملين، اعتماداً على أساليب الذكاء الصناعي في كل المجالات الشرطية، وتطوير وإعداد أفضل التقنيات وأدوات الذكاء الصناعي، التي تخدم الجمهورين الداخلي والخارجي لشرطة دبي، إلى جانب الاستخدام المتوازن بين أدوات الذكاء الصناعي والكوادر البشرية، منوهاً بأن شرطة دبي أول جهاز أمني يستخدم الذكاء الصناعي في كل إداراته بكفاءة كبيرة لجعل مدينة دبي الآمن عالمياً.
وأشار المري إلى أن استخدام الذكاء الصناعي سيسهم في تقليل نسب الجريمة وسرعة ضبط المطلوبين وتحقيق الانضباط المروري في الشارع، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى رفع نسب الإحساس بالأمن والأمان، كما يعمل على تقليل الاعتماد على الكادر البشري واستغلال التكنولوجيا في خلق قاعدة بيانات ضخمة، كما أنها ستساعد بلا شك على الحد من الجريمة بعدما يدرك أي شخص أنه لن يفلت من العدالة.
وأكّد اللواء المري أن شرطة دبي تسير بخطوات متقدمة لتحقيق أفضل استخدام للتقنيات والأجهزة الحديثة بما يضمن لها أداء عملها بكفاءة كبيرة دون اختراق الخصوصية، منوهاً بأنه تم تغيير اسم الإدارة العامة للخدمات الذكية إلى الإدارة العامة للذكاء الصناعي، وسيتم إنشاء مبنى متكامل لهذا الأمر، إضافة إلى إشراك كل الموظفين في تنفيذ استراتيجية شرطة دبي في الذكاء الصناعي.
من جانبه، قال اللواء خبير راشد ثاني المطروشي، المدير العام للدفاع المدني في دبي، إن استخدام تقنيات ومعطيات الذكاء الصناعي أمر لا بد منه في دولة الإمارات التي تسعى إلى استباق العالم، بعدما حققت طفرات نوعية في مجال الأمن والسلامة والحماية، تعود بالفائدة في رفع نسب إحساس كل المقيمين على أرض الإمارات بأعلى مستويات الأمن والراحة والسعادة.
وقال المطروشي إن إدارة الدفاع المدني في دبي قدمت عددًا من المبادرات الاستشرافية للمستقبل تمثلت في القارب ذاتي القيادة، والقيادة الذكية للحوادث، ونقطة الدفاع المدني إكسبو 2020 والقاذف الذكي، ونظام الدفع الإلكتروني لخدمات الأنظمة الذكية، ومباني الدفاع المدني التي تعمل بالطاقة الشمسية، مؤكداً أنها استمرارية لمرحلة استخدام التكنولوجيا في خدمة البشرية، وأن الهدف الحفاظ على الأرواح والممتلكات.
وأشار اللواء المطروشي إلى أن الدفاع المدني في دبي يتّجه نحو الاستفادة القصوى من أحدث تطبيقات الذكاء الصناعي من أجل حماية الإنسان من الحريق، مؤكداً أهمية استخدام التقنيات الحديثة للتفاعل مع نمط الحياة والخدمات الذكية، التي تُمَكِّن الحاسوب من التكامل مع طاقة الإنسان الإبداعية ومهاراته الشخصية، خاصة أننا نواجه في عملنا تحديات جسيمة، في المقدمة منها أن هدفنا هو حماية الأرواح من خطر الحريق، وتلك المهمة المعقدة في بيئة الحريق.
بدوره، قال وسام لوتاه، المدير التنفيذي لمؤسسة حكومة دبي الذكية: من يسأل عن العلاقة بين الذكاء الصناعي وتحقيق السعادة، كأنه يسأل هل للسعادة مكان في المستقبل، والإجابة البديهية هي نعم، فالذكاء الصناعي والتقنية بشكل عام من ممكنات تحقيق السعادة للإنسان، ومن أبرز مكتسبات الذكاء الصناعي هو إضفاء السهولة والراحة على حياة الإنسان، وتوفير الوقت والجهد عبر أتمتة الكثير من العمليات التي تتم بطرق تقليدية اليوم، وفي الوقت ذاته فتح الباب لعالم من الخيارات والفرص غير المحدودة.
وأضاف: برأيي أنه كلما زادت التقنية تطوراً أو تعقيداً إن جاز التعبير، زادت حياة الناس سعادة، لكن بشرط واحد: هو أن يتم بناء التقنية وتبنيها لتصميم تجارب إنسانية سعيدة لا لمجرد التقنية بحد ذاتها. وأشار يونس آل ناصر، مساعد المدير العام لدبي الذكية، المدير التنفيذي لمؤسسة بيانات دبي، إلى أن الجهود العالمية التي تقودها دولة الإمارات لإيجاد استراتيجية عالمية لحوكمة تطبيقات الذكاء الصناعي، هدفها الاستراتيجي هو إسعاد البشرية والارتقاء بمستوى حياة البشر أينما كانوا.
وأضاف: "حتى يتخيل الإنسان العلاقة المباشرة بين السعادة والذكاء الصناعي لا بد أن ننظر إلى مختلف القطاعات قبل وبعد الجيل الجديد من تطبيقات الذكاء الصناعي، فمثلاً هل المدينة ستكون أسهل للتجول والاستمتاع بوجود مجسات تغذي تجارب قائمة على الذكاء الصناعي، هل سنكون سعداء لو كان طبيبنا معنا في هاتفنا الذكي دائماً، هل سنشعر بطمأنينة وسعادة لوجود جراح روبوت مساند للطبيب الذي سيجري لنا العملية الجراحية وخبرته تجمع أفضل الخبرات العالمية بفضل الذكاء الصناعي والقائمة تطول.
وقال الدكتور نور الدين عطاطرة، المدير المفوض لجامعة الفلاح، أن الذكاء الصناعي أصبح اليوم واقعاً يتخلل في كل نواحي الحياة سواء في القطاع التعليمي، أو الطبي، أو الاقتصادي، وغيرها من القطاعات، وهو يعد في الوقت الحاضر أهم اكتشافات العصر الحديث، الذي سيبنى عليه اقتصاد العالم وحكومات المستقبل، ومعه سيختفي العديد من الوظائف الحالية واستبدالها بوظائف أساسها الذكاء الصناعي، لذا لا بد من المؤسسات التعليمية مواكبة هذه التطورات المتسارعة حتى يبقى لها مكانة في قطار التطور السريع.
وأضاف الدكتور عطاطرة أن الذكاء الصناعي سيغير طبيعة التعليم وشكله التقليدي، إذ إن الذكاء الصناعي سيحمل معه في المستقبل استراتيجيات التعلم الذاتي، وتفريد التعليم، فأصبح هناك برامج خبيرة وذكاء اصطناعي ومعرفة متقدمة بحيث تشكل هذه النشاطات الإجراءات العملية في تنفيذ عمليتي التعلم الذاتي والتعليم الفردي.
وتابع العميد خالد ناصر الرزوقي، مدير الإدارة العامة للذكاء الصناعي في شرطة دبي، إن استخدام الذكاء الصناعي لا يتوقف على العمل الجنائي والمروري فقط، بل يشمل سرعة ودقة الاستجابة للمتعاملين بمختلف لغاتهم، وتحليل الأدلة بالواقع المعزز من خلال التطبيقات الافتراضية، ورفع كفاءة موظفي الشرطة في استخدام تقنيات وأساليب الذكاء الصناعي، من أجل تحقيق توجهات القيادة الرشيدة ودعم استراتيجية الإمارات للذكاء الصناعي، الأولى من نوعها في المنطقة، والساعية إلى تطوير وتنظيم أدوات تكنولوجيا الذكاء الصناعي، بحيث تكون جزءاً لا يتجزأ من منظومة العمل الحكومي في الدولة، بما يسهم في مواجهة المتغيرات المتسارعة، وتحقيق تطور نوعي في الأداء العام على المستويات كافة، عبر بناء منظومة رقمية ذكية كاملة ومتصلة تتصدى للتحديات أولاً بأول، وتقدم حلولاً عملية وسريعة، تتسم بالجودة والكفاءة.
وأوضحت الدكتورة عائشة السيار(تربوية) أن تخريج أجيال من العلماء المواطنين يتطلب إدخال الذكاء الصناعي في المجال التعليمي وفتح المجال أمامهم نحو الابتكار والتفكير اللامحدود، فضلاً عن تكاتف المؤسسات الحكومية والخاصة لدعم قطاع التعليم وذلك لتحقيق تكاملية الأدوار. وأكدت أن إدخال الذكاء الصناعي والبرمجيات في المناهج وتعزيز طرق التدريس باستخدام التكنولوجيا، ستكون أهم ركيزتين لتنمية مهارات وقدرات الطلبة الإبداعية، إضافة إلى رفع كفاءة المعلمين في هذا المجال.
وقالت مريم محمد صالح (مديرة مدرسة جميرا النموذجية) إن إدخال التكنولوجيا والذكاء الصناعي في التعليم يجعل الطلاب يتعلمون بشكل أفضل في بيئات تكون قريبة، حيث سيتم إدخال التعلم بالممارسة والتعلم الذاتي، فيتعلمون من أخطائهم ويتعلمون عن طريق تشكيل وصياغة المعرفة بطريقة فردية مميزة جداً.
ولفتت إلى أن الذكاء الصناعي أصبح يقتحم ساحة نظم التعلم المعتمدة على الحاسوب ليمكّن من (أتمتة) العملية التعليمية منتجًا تحسينًا وتطويرًا ملموسًا يمكن قياسه في العملية التعليمية، وذلك من خلال تقديم تقنيات الذكاء الصناعي ودمج وسائط عرض مثل النص والصوت والصورة الثابتة والمتحركة.
وذكرت مريم الزعابي، معلمة التربية الخاصة في مدرسة أم سقيم النموذجية بدبي، أن استخدام الأجهزة التكنولوجية في تعليم أصحاب الهمم يحاكي تطور العصر ويساهم في سهولة تعلمهم ومع إدخال الذكاء الصناعي والواقع الافتراضي للساحة التعليمية مما سيؤثر إيجاباً على تحصيلهم الدراسي.
واعتبرت ميساء محمد العصيمي رئيس وحدة شؤون الطلبة في مدرسة الأميرة هيا بنت الحسين، وعضو مجلس القيادات المدرسية، أن الذكاء الصناعي يمكن استخدامه في تحليل البيانات الخاصة بالطالب نفسه، ووضع تصور لما يحتاج إليه سواء من الناحية الصحية أو السلوكية أو الدراسية، وذلك لتطوير أداء الطالب نفسه. وأوضحت العصيمي أن إدخال الذكاء الصناعي في العملية التعليمية سيجعل المعلمين في تطور ذاتي متلاحق على المستوى الشخصي ليكون مطلعًا ومواكبًا للتكنولوجيا الحديثة، وفي حال لم يتمكن المعلم من استخدام التكنولوجيا يكون أمياً رغم حصوله على شهادة علمية، وعلى المعلم أن يقف على رؤية وتوجهات الدولة لتحقيق الأهداف المرجوة التي وضعتها الدولة، فضلاً عن التدريب الذي يتلقاه عن طريق وزارة التربية والتعليم.
وقال جوزيف نيتيكادين، رئيس مكتب المعلومات في مؤسسة إيسول التعليمية: "باتت البيانات اليوم العملة الجديدة المتداولة بين الناس، إذ تحتاج الأجهزة إلى رصد ونقل البيانات لتطوير رؤى أفضل حول التفاعلات المختلفة، سواء في الأعمال التجارية أو تجارب المستخدمين النهائيين".
وفي هذا السياق، يمكننا وصف تقنيات إنترنت الأشياء بأنها أجهزة استشعار، قادرة على التقاط البيانات ونقلها إلى مركز رئيس بصورة فورية لتخضع لمزيد من التحليل، ولفت إلى أن هذه التكنولوجيا ستضفي قيمة مجزية للجهات المعنية في البيئة التعليمية، من المتعلمين والمربين إلى الآباء والأمهات وكادر الدعم، وذلك في مجالات مختلفة، منها تعزيز سلامة وأمن الطلاب في مبنى المدرسة في الحالات الطارئة، حيث تتيح تعقب جميع الطلاب والموظفين وضمان سلامتهم.
وأضاف: "يمكن توظيف إنترنت الأشياء في مراقبة وإدارة تكاليف الطاقة في المباني والمرافق المدرسية، وتوسيع نطاقها لتشمل جميع الأدوات التي تمثل جزءًا من التجربة التعليمية مثل الطباعة وتصفح الإنترنت والمشاركة في الأنشطة اللاصفية". ولا يقتصر الأمر على ذلك، حيث يمكن توظيف هذه التكنولوجيا في تعزيز تجارب الأنشطة التعليمية من خلال تحليل البيانات خلال أوقات الدرس، لتزويد المعلمين بمنظور أفضل للارتقاء بممارساتهم التعليمية، إما في الوقت الفعلي أو على مدى الفترة الدراسية.
وبالتالي، يمكن بلورة هذه الرؤية ومشاركتها مع الطلاب، مما يتيح لهم دورًا مباشرًا في التحكم بمسار عملية التعلّم والتأثير في النتائج التعليمية.وعند تطبيق عملية جمع البيانات وتحليلها، من الضروري وضع معايير حوكمة مناسبة لإدارة أمن البيانات، بهدف ضمان الوفاء بأي اللوائح الملزمة وحماية خصوصية المستخدمين.
ووصف عثمان المدني مدير إدارة السعادة في البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية الذكاء الصناعي بالكهرباء في السابق، لا في عصرنا الحالي، فكانت تستخدم وقت الحاجة ويتم إطفاؤها عند الانتهاء منها، وذلك ليتمكن من الراحة، أما الآن فالذكاء الصناعي بات معنا طوال الوقت كالكهرباء،. إلا أنه من المهم جداً أن نعرف كيف ومتى نستخدم وسائل الذكاء الصناعي في حياتنا لنستفيد منه الاستفادة الحقيقية التي تسبب لنا السعادة، لذا يتعين علينا التوازن ومعرفة إيجابيات وسلبيات الذكاء الصناعي ونحن نحدد كيف نستخدمها ونقننها لنعيش حياة سعيدة.
فالذكاء الصناعي وجد لكي يرفع من جودة الحياة وبالتالي يتسبب في سعادتنا. وأضاف: إن الذكاء الصناعي يتسبب في سعادة أشخاص يمكنهم التواصل معاً وكل منهم في جزء مختلف من العالم، أما إذا تم استغلال هذا الذكاء الصناعي للتواصل طوال الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها من الوسائل وأبقي منفصلاً عن الواقع المحيط بي، فهذا حتماً استغلال سيئ للذكاء الصناعي سيقضي على سعادتي.
وتحرص وزارة التربية والتعليم على رفد الميدان بالبرامج والمبادرات التي من شأنها نشر الثقافة المتعلقة بالذكاء الصناعي بين طلبتها وتمكينهم بما يؤهلهم للمشاركة الفاعلة في بناء اقتصاد دولتنا المعرفي. وقد أسهم الذكاء الصناعي في تعزيز القدرات البشرية وتحقيق دقة وسرعة الإنجاز، وتنفيذ مهام يصعب على البشر أداؤها، وهو يتفرع لمجالات عديدة، منها محاكاة الآلة للتفكير البشري، والاعتماد على الروبوت، وتقديم خدمات إلكترونية ذكية، وتسخير التقنية لسعادة الإنسان، الأتمتة الذكية.
كما شهد مجال الذكاء الصناعي تطورات متلاحقة في الفترة الأخيرة، وأصبح ممكنًا مهمًا للعديد من القطاعات، نظراً إلى التطور الكبير في المجال التكنولوجي، مما يعزز استخدامه في العديد من المجالات، كما أنه يستحوذ على حيز كبير من الاهتمام ضمن التحول الاقتصادي العالمي، وهو الأمر سيسهم في إعادة رسم خريطة سوق العمل، ويغيّر في التخصصات والوظائف الحالية لتبرز تخصصات أخرى جديدة.
وأكد العميد خالد ناصر الرزوقي مدير الإدارة العامة للذكاء الصناعي في شرطة دبي، بأن الإدارة سباقة في توفير خدمة خاصة بالمكفوفين واستخدام تقنية معالجة الصور، والتي تطبق لأول مرة على مستوى الشرق الأوسط، حيث أصبح بإمكان المكفوف التقاط صورة لمحيطه ليقوم التطبيق بتحليلها بالاعتماد على تقنية معالجة الصور، ومن ثم شرح محتوياتها صوتياً.
وأشار العميد المرزوقي إلى أنه تم ربط تطبيق شرطة دبي وبعض الخدمات التي يقدمها بالمساعد الافتراضي الذكي (سيري) والمتوفر على هواتف الأيفون، بحيث أصبح بإمكان المستخدم إرسال الاقتراحات والملاحظات ودفع المخالفات عن طريق الأوامر الصوتية الخاصة بـ(سيري) ودون الحاجة لفتح تطبيق، لتكون شرطة دبي من أوائل الجهات في المنطقة والتي استطاعت تطوير خدماتها الذكية لتتلاءم مع إحدى أهم الخاصيات التي تعتمد على الذكاء الصناعي.
ولفت العميد المرزوقي إلى أن شرطة دبي بدأت مجريات البحث في الذكاء الصناعي والروبوتات والتي تغطي مجالات عدة مثل الخدمات العامة، والتنقل، وشرطة المستقبل من خلال الكشف عن المناطق والأشخاص، الذين يتأثرون أكثر من غيرهم بهذا التحول، ويتم وضعهم في الاعتبار في خطتنا الاستراتيجية بالتحول الذكي وبناءً عليه، فإن أولوياتنا الدائمة تتمثل في السعادة والسلامة الدائمتين للمجتمع.
وقالت مريم الشحي رئيسة مفوضية مرشدات رأس الخيمة، إن توجه الدولة نحو الذكاء الصناعي بالتأكد جاء بعد دراسة مسـتفيضة ويؤكد ذلك وجود أول وزير دولة للذكاء الصناعي، ليواكب الموجة العالمية القادمة من الذكاء الصناعي، وذلك لإعداد جيل قادر على التفكير بشكل مختلف يجعلنا في مصاف الدول، وخاصة أن قيادتنا الرشيدة تسعى لأن يكون لديها اكتفاء ذاتي بعقول ذكية تستطيع أن تضمن للإمارات طاقات بديلة. وأكدت على أهمية مواكبة التعليم الحالي متطلبات جديدة لأن يكون لدينا ذكاء صناعي.
وأوضحت أن التكنولوجيا أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الفصول الدراسية خاصة مع تزايد استخدام الأطفال للحواسب اللوحية وتسارع تأثير التكنولوجيا في التعليم، مشيرة إلى أن تكنولوجيا التعليم تسمح للمتعلمين بتعزيز مهاراتهم وتطوير معارفهم. وتعتبر تقنيات الذكاء الصناعي خطوة ضرورة في مسيرة تعليم النشء وتواكب بشكل كبير طموحات هذا الجيل التواق إلى المعرفة، والراغب في الخروج من دوامة التعليم التقليدي إلى رحاب التفكير الإبداعي، وذلك لأن هذا الجيل يتقن بشكل كبير التعامل مع أحدث التقنيات ما يجعله قادراً على مواكبتها فضلاً عن الإبداع فيها والإضافة إلى مسرتها الحضارية.
وقدم ألكسندر ستاب نائب رئيس بنك الاستثمار الأوروبي رئيس وزراء فنلندا السابق، وصفتين للسعادة، مؤكدًا أنه إذا ما استخدمها الأشخاص في حياتهم فإنها بكل تأكيد ستنجح مع كافة الشعوب، الأولى أسماها: 8+8+8، وتقوم على مفهوم أن ينام 8 ساعات يومياً ليكون أكثر قدرة على العطاء بشكل أفضل وقد أعطى جسمه قسطه المطلوب من الراحة، وأن يعمل 8 ساعات فقط مهما كلف الأمر، واصفاً ذلك بالأمر غير الصعب من خلال تنظيم الوقت، وأن يلعب 8 ساعات، ويعني بذلك اللعب مع أطفاله أو الجلوس مع العائلة أو التواصل مع الآخرين، أي مفهوم المتعة بشكل عام، وهذه الوصفة من شأنها أن تحقق السعادة لمن يتبعها.
وذكر وصفة ثانية أطلق عليها: 1+1+1 وملخصها أن يقوم بممارسة أي رياضة يحبها يومياً لمدة ساعة كاملة سواء كانت مشياً، أو جرياً، أو كرة قدم أو غيرها، والثانية هي قراءة كتاب لمدة ساعة يومياً، واصفاً ذلك بالمتعب في البداية إلا أنه بعد 4 أشهر من فعل ذلك باستمرار سيجـد الإنسان سعادة لا توصف، حيث تنقله الكتب المختلفة بأنواعها إلى عوالم أخرى من السعادة وراحة البال، والساعة الأخيرة والتي أشار إلى أنها قد تكون الأصعب بين الساعات الثلاث وهي أن يقضي الإنسان ساعة واحــدة فقــط من يومه على وسائل التواصل الاجتماعي مهما كان ذلك الأمر مغرياً بالبقاء لفترة أطول، ما من شأنه أن يقلل فترة التصاقنا بالشاشات وبالتالي استمتاعنا بالحياة حولنا بشكل أوسع.
أرسل تعليقك