العلوم والتكنولوجيا تنضم للشرخ الكبير بين المتنافسين في الانتخابات الفرنسية
آخر تحديث GMT06:58:05
 العرب اليوم -

عداء باريس لأوروبا يعيق قدرة باحثيها على التنقّل بين مؤسّسات القارة

العلوم والتكنولوجيا تنضم للشرخ الكبير بين المتنافسين في الانتخابات الفرنسية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - العلوم والتكنولوجيا تنضم للشرخ الكبير بين المتنافسين في الانتخابات الفرنسية

المرشح إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين مارين لوبن و
باريس ـ مارينا منصف

أطلق العلماء على الانتخابات الرئاسية في فرنسا اسم "المعركة على الروح" وراقبوا تبلور حوادثها بحماسة كبيرة، خصوصاً مع الشرخ الكبير بين المتنافسَين في الانتخابات الرئاسيّة.  وهدّدت مرشحة اليمين المتطرّف مارين لوبن، رئيسة "حزب الجبهة الوطنية"، بأنّها ستحدّ من الهجرة في شكل جذريّ، وتُخرج فرنسا من "الاتحاد الأوروبي". وواجهها تحت شعار "إلى الأمام"، المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون الذي أصبح أصغر رئيس في تاريخ فرنسا (39 سنة)، وهو يتمتّع بميول وسطيّة- تقدّميّة وبدفاعه الضاري عن الاتحاد الأوروبي.

صحيح أن العلوم والتكنولوجيا لم تكن جبهة حادّة في الرئاسيّات الفرنسيّة الماضية، لكن ذلك لا يعني أنها كانت خارج دائرة تداعيات السياسة. ولو فازت لوبن، لحدث شرخ بين قصر الإيليزيه وفئات واسعة من الأكاديميّين الفرنسيّين. وكان من شأن عدائها لأوروبا أن يعيق قدرة علماء فرنسا على التنقّل بين مؤسّسات القارة، وهو أمر أساسي في تبادل الخبرات العلميّة، إضافة إلى تقليص سهولة الوصول إلى أموال الاتحاد الأوروبي وعقوده التي تتم عبر تعاون بين بلدان القارة العجوز.

وفي هذا الصدد، يشير باتريك مونفور، الأمين العام لـ "أس أن سي أس-أف أس يو" SNCS-FSU، وهو اتحاد للباحثين مقرّه باريس، إلى حاجة البحوث "إلى تبادل، ولا سبيل لنجاحها إن بُنيت جدران".

في المقابل، يشدّد ماكرون على أهمّية التعليم العالي والبحوث والابتكار، ويتعهّد جعل فرنسا من الروّاد عالميّاً في علوم المناخ والبيئة. وهناك من يخشى كونه حديث العهد نسبيّاً في السياسة، ولا يزال عدد كبير من آرائه منقوصاً وغير واضح. والأرجح أن يتضح الأمر خلال مسار ولايته الأولى.

في استعادة للشرخ السياسي المؤثّر في العلوم، يرى باتريك لومير، وهو مختص في بيولوجيا التطوّر يعمل في "مركز بحوث علم حياة الخليّة" في مدينة مونبلييه الجنوبية، أنّ برنامجَي ماكرون ولوبن كانا "مشوبين بكثير من الإبهام". وتجدر الإشارة إلى أن لومير من النشطاء الأساسيّين في تنظيم مسيرة 22 نيسان (أبريل) السنويّة للعلوم في فرنسا. كذلك يلفت عالم الفيزياء النظريّة إدوار بريزان، رئيس "الأكاديمية الفرنسيّة للعلوم" المرموقة، إلى أنّ الطرفين "لم يفسحا إلاّ مجالاً ضيّقاً للعلوم، أو أنّ ما أعلناه فيه الكثير من الغموض، إن لم نقل عدم الدقّة، وهو أمر مثير للقلق". وكذلك تولّى بريزان إطلاق عرائض مملوءة بالأسئلة على الإنترنت، لمعرفة آراء المرشّحين للرئاسة حول المسائل المرتبطة بالعلوم.

وبات معروفاً أنّ ماكرون البالغ من العمر 39 سنة هو مصرفي استثماري سابق، ووزير مال انشقّ عن الاشتراكيين السنة الماضية لينشئ تحرّكه الخاص، "إلى الأمام!" En Marche!. ووصل إلى الرئاسة بخطاب شدّد النبرة على ضرورة إطلاق العنان للطاقة الفرنسيّة، وإنعاش السياسة، وتحقيق العدالة الاجتماعيّة. وغالباً ما وصفت وجهات نظره بأنّها مزيج من اليسار واليمين، بما فيها آراؤه عن العلوم. وعلى غرار ما هو شائع في أوساط اليسار الفرنسي عموماً، وعد ماكرون برفع نسبة الإنفاق الحكومي على الصناعة والبحوث لتصل إلى 3 في المئة من الناتج المحلّي الإجمالي، وبعدم زيادة أقساط الجامعات. ولوّح أيضاً بإنفاق مزيد من المال عبر هبات تنافسيّة، ومواصلة دعم ما يسميّه "المبادرات المتميّزة" في العلوم والتكنولوجيا.

ووعد بمنح الجامعات مزيداً من الاستقلالية، وتشجيع ريادة المشاريع في حرمها، وعدم التخلّي عن الحسومات الضريبية الكبيرة على البحوث، على رغم أن معظم يسار فرنسا يعتبرها مهرباً للمؤسّسات الثريّة من الضرائب.

والمفارقة أن لوبن لم تجب عن استمارة أسئلة بريزان. وفي حملتها الانتخابيّة، وعدت بزيادة الإنفاق الحكومي على البحوث لتصل إلى 1 في المئة من الناتج المحلّي الإجمالي، في ما هي 0.8 في المئة. وأيّدت الحسومات الضريبيّة على البحوث معتبرة أنها مفيدة للشركات الصغيرة في شكل أساسي. إلى ذلك، تبنّت زيادة حسومات الضرائب على الهبات الخاصّة المكرّسة للبحوث أيضاً. ونظراً إلى حبها للحيوانات، وعدت أيضاً باستبدال التجارب على الحيوانات بحلول بديلة كلما كان ذلك ممكناً.

وأقّرت لوبن بدور النشاط البشري في تصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري عالميّاً. ولكنها تشكّك في اتفاق مؤتمر المناخ في باريس الذي عقد عام 2015، بل تعتبره "هشّاً وغير قابل للتنفيذ". وعلى عكسها، دعم ماكرون "اتّفاق باريس". وفي شريط فيديو انتشر لفترة قصيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حضّ ماكرون علماء المناخ والمهندسين الأميركيين الذي يشعرون بأنّهم مهدّدون في ظل إدارة دونالد ترامب بالقدوم إلى فرنسا.

ويعد الرئيس ماكرون أيضاً بالحدّ من مستويات اعتماد فرنسا على الطاقة النوويّة (تفوق نسبتها حاضراً 90 في المئة من استهلاك الطاقة)، في حين عُرِف عن المرشحة السابقة لوبن أنّها تميل إلى تحديث المعامل النوويّة وتمديد حياتها. وفي عدد كبير من مسائل البيئة، لم يظهر اختلاف كبير بين الطرفين، إذ وعد كلاهما بتحسين مستويات كفاءة الطاقة، وتطوير مصادر طاقة قابلة للاستدامة، وحظر التنقيب عن الغاز الأحفوري. وكذلك تقاطعا على منع زرع المحاصيل المعدَّلة وراثيّاً، التي لم تلق شعبيّة في فرنسا أبدًا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلوم والتكنولوجيا تنضم للشرخ الكبير بين المتنافسين في الانتخابات الفرنسية العلوم والتكنولوجيا تنضم للشرخ الكبير بين المتنافسين في الانتخابات الفرنسية



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab