تحدث انفجارات كبيرة على سطح الشمس يمكنها إرسال مليارات الأطنان من البلازما والجسيمات المشحونة كهربائيا نحو الأرض.ولمراقبة ودراسة تلك الأنواع من الانفجارات - التي يطلق عليها الانبعاث الكتلي الإكليلي (CMEs) - أطلقت وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية مسبار Solar Orbiter في فبراير 2020.
واقترب المسبار من نجمنا هذا العام، في 10 فبراير، عندما طار على بعد 48 مليون ميل (77 مليون كيلومتر) من الشمس - نصف المسافة بين الشمس والأرض. وبينما يتخطى الشمس، عائدا إلى المناطق الأكثر برودة في الفضاء، التقط المسبار لقطات فيديو لاثنين من CMEs.
وقامت ثلاث أدوات تصوير على المركبة الفضائية بتتبع CME عندما غادرت الشمس وانتشرت في الفضاء. وسجلت الأداة الأولى الشمس نفسها، بينما التقطت الثانية تدفق الطاقة عبر هالة الشمس. والتقطت الثالثة تدفق الجسيمات المشحونة كهربائيا والغبار والأشعة الكونية المتدفقة إلى الفضاء من الاندفاع.
وغالبا ما تتفاعل الانفجارات مع الغلاف الجوي للأرض، لتكوين أضواء الشفق القطبي، لكنها قد تكون خطيرة.
وفي عام 1989، أدى غمر الجسيمات المشحونة كهربائيا من الشمس إلى تعطيل طاقة كيبيك لمدة تسع ساعات تقريبا. وقطعت عاصفتان شمسيتان الاتصالات اللاسلكية في حالات الطوارئ لمدة 11 ساعة بعد فترة وجيزة من إعصار إيرما في عام 2017.
ويمكن أن تؤدي اندفاعات النشاط الشمسي أيضا إلى تعريض رواد الفضاء للخطر من خلال التدخل في مركباتهم الفضائية أو تعطيل الاتصالات للتحكم في المهمة.
ولهذا السبب يبحث المسبار الشمسي في مثل هذه الانفجارات. ويمكن أن تساعد دراسة مصدر هذه العواصف الكهربائية غير المتوقعة، العلماء على معرفة كيفية حماية كل من رواد الفضاء والشبكة الكهربائية للأرض.
وقال يانيس زوغانيليس، عالم في وكالة الفضاء الأوروبية يعمل في المهمة، العام الماضي قبل إطلاق المسبار: "ما نريد أن نفعله مع Solar Orbiter هو أن نفهم كيف يخلق نجمنا ويتحكم في بيئة الفضاء المتغيرة باستمرار في جميع أنحاء النظام الشمسي".
وعلى الجانب الآخر من الشمس، بالقرب من الأرض، التقطت مركبتان فضائيتان تابعتان لوكالة الفضاء الأوروبية - PROBA-2 والمرصد الشمسي والغلاف الشمسي - CME نفسها.
وتُظهر اللقطات عرض PROBA-2 للانفجارات وصور SOHO للبلازما التي يتم إطلاقها عبر الفضاء.
وتدخل الشمس دورة شمسية جديدة مدتها 11 عاما، ما يعني أنه من المتوقع أن تزداد ثوراناتها بشكل أكثر تواترا وعنفا، لتصل إلى ذروتها في عام 2025.
وعلى مدى السنوات الست المقبلة، من المقرر أن يطير المسبار الشمسي بالقرب من قطبي الشمس أكثر من أي مسبار سابق. ومن المتوقع أيضا أن ترسل الصور الأولى للقطبين الشمسيين إلى الأرض. وستكون المركبة الفضائية قادرة على مواكبة دوران الشمس، ما يمكّنها من التحليق فوق نقاط محددة لفترات طويلة من الوقت لمشاهدة الكتل الإكليلية المقذوفة ومناطق أخرى من النشاط المتزايد.
ومن خلال الجمع بين البيانات من المدار الشمسي والتلسكوبات الفضائية الأخرى، يمكن لوكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية مشاهدة الانفجارات الشمسية من مصدرها على طول الطريق تقريبا إلى الأرض.
المصدر: ساينس ألرت
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
"الفضاء الأوروبية" تبحث عن رواد المستقبل من النساء وذوي الاحتياجات الخاصة
"وكالة الفضاء الأوروبية" تتجه إلى إسناد مزيد من المواقع القيادية إلى النساء
أرسل تعليقك