نشر مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ صورا جديدة للكوكب الأحمر التقطها "مسبار الأمل"، وهو ما يؤكد كفاءة المسبار وأنظمته الفرعية وأجهزته العلمية وجودتها، والتواصل السلس والفعال مع مركز التحكم في مركز محمد بن راشد بمنطقة الخوانيج في دبي. كما يؤكد، وفق ما نقلت "وام، أن مهمة المسبار تمضي وفق الخطط الموضوعة والمدروسة، والتي تم فيها حاليا اختبار الأجهزة العلمية تمهيدا لتهيئة المسبار للمرحلة التالية من المهمة، وهي مرحلة الانتقال إلى المدار العلمي عبر مجموعة عمليات لتوجيه مسار المسبار لنقله إلى هذا المدار بأمان.
ويأتي نشر هذه الصور التي التقطتها الأجهزة العلمية لـ "مسبار الأمل" بالتزامن مع مرور شهر على وصوله بنجاح إلى مدار الالتقاط حول المريخ في التاسع من فبراير الماضي، لتصبح الإمارات بذلك خامس دولة في العالم تحقق هذا الإنجاز التاريخي.
وسبق للمسبار أن التقط في اليوم التالي لوصوله أول صورة له للمريخ وذلك من على ارتفاع نحو 25 ألف كيلومتر فوق سطح الكوكب الأحمر.
ومنذ وصوله إلى مدار الالتقاط دار "مسبار الأمل" حول المريخ 21 مرة بواقع دورة واحدة كل 33 ساعة في مدار الالتقاط البالغ 1073 كلم إلى 42454 كلم، وخلال هذه الفترة أجرى فريق العمل بنجاح جميع عمليات فحص لأنظمة المسبار، ويجري حاليا استكمال هذه الفحوصات البالغ عددها 120 بالكامل قبل بدء عمليات الانتقال إلى المدار العلمي المقرر أن تبدأ يوم 22 مارس الجاري، كما التقط الفريق 825 صورة لإجراء عمليات المعايرة للأجهزة العلمية التي يحملها المسبار على متنه وللتأكد من كونها تعمل بكفاءة.
وتظهر الصور التي نشرها مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" الكوكب الأحمر في أوقات وحالات مختلفة، وتعد هذه الصور التاريخية الأولى من نوعها التي يتم التقطاها بمثل هذه الأجهزة العلمية عالية الكفاءة والدقة.
ويظهر في الصورة الأولى، التي التقطتها كاميرا الاستكشاف الرقمية، بركان "أوليمبوس مؤنس"، الذي يعد أكبر بركان على كوكب المريخ وأكبر بركان في المجموعة الشمسية.
أما الصورة الثانية التي التقطها مطياف الأشعة فوق البنفسجية من على ارتفاع 36 ألف كيلومتر، إذ يمثل كل لون الضوء المجمع عند طول موجي فوق بنفسجي مختلف، ويوفر معلومات فريدة حول الغلاف الجوي العلوي للمريخ من حافة الفضاء ومدى تواجد ذرات الهيدروجين والأكسجين وأول أكسيد الكربون.
وبفضل مثل هذه الصورة وما ستبينه من دلالات سيسهم مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" في تحسين معرفة المجتمع العلمي بكيفية ارتباط الغلاف الجوي العلوي والسفلي للمريخ وكيفية فقدان الغلاف الجوي ببطء في الفضاء على مدار تاريخ النظام الشمسي.
أما الصورة الثالثة، تعد صور حرارية التقطها مطياف الأشعة تحت الحمراء، حيث يظهر الجانب الليلي للمريخ، ويمكن ملاحظة تضاريس "أرض العرب" على كوكب المريخ في الصورة /خمول حراري منخفض وبالتالي درجات حرارة ليلية باردة.
وقال المهندس عمران شرف مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" إن نشر صور التي التقطتها الأجهزة العلمية على متن المسبار يؤكد أن المهمة تسير وفقا لما تم التخطيط له منذ البداية.
وأضاف أن مسبار الأمل على وشك بدء المرحلة الخامسة من مهمته الفضائية لاستكشاف المريخ يوم 22 مارس الجاري وهي مرحلة "الانتقال إلى المدار العلمي"، ثم لاحقا المرحلة السادسة والأخيرة والتي تبدأ في أبريل المقبل وهي المرحلة العلمية، حيث يبدأ المسبار مهمته الاستكشافية الخاصة برصد وتحليل مناخ الكوكب الأحمر.
وأكد أن فريق عمل المشروع من الكوادر الوطنية الشابة تعاملوا مع كل مرحلة من مراحل المهمة الفضائية للمسبار بكل دقة وكفاءة ومهارة وفقا لتحديات ومخاطر كل مرحلة وطبيعتها الخاصة وتحدياتها النوعية.
بدورها، قالت المهندسة حصة المطروشي، نائب مدير المشروع للشؤون العلمية إن الصور التي أرسلها المسبار بنجاح، سواء تلك التي التقطها في اليوم التالي لوصوله، أو تلك التي التقطها خلال عمليات المعايرة الأخيرة، تؤكد كفاءة الأجهزة العلمية التي يحملها المسبار على متنه، وتؤكد أيضا نجاح فريق العمل في إجراء عمليات المعايرة لهذه الأجهزة بكل دقة ومهارة.
وأضافت أن فريق العمل استكمل كل الاستعدادات اللازمة لبدء عمليات نقل المسبار بأمان إلى المرحلة التالية من المهمة وهي "الانتقال إلى المدار العلمي"، ولاحقا المرحلة العلمية التي سيقوم مسبار الأمل خلالها وعلى مدار سنة مريخية كاملة بتوفير أول صورة كاملة عن مناخ الكوكب الأحمر والظروف الجوية على سطحه على مدار اليوم وبين فصول السنة، ما يجعله فعليا أول مرصد جوي للكوكب الأحمر في تاريخ مهمات استكشاف المريخ.
ويحمل "مسبار الأمل" على متنه 3 أجهزة علمية، هي: كاميرا الاستكشاف الرقمية EXI وهي كاميرا رقمية متخصصة لالتقاط صور ملونة عالية الدقة لكوكب المريخ، وتستخدم أيضا لقياس الجليد والأوزون في الطبقة السفلى للغلاف الجوي، حيث تشكل الكاميرا إحدى الابتكارات الناجحة والمصممة خصيصا لتحقيق أهداف المسبار في دراسة الغلاف الجوي للكوكب الأحمر.
وتعتبر كاميرا الاستكشاف الرقمية EXI ، كاميرا إشعاعية متعددة الطول الموجي، قادرة على التقاط صور بدقة 12 ميغابيكسل مع الحفاظ على التدرج الإشعاعي اللازم للتحليل العلمي المفصل .. وتتكون الكاميرا من عدستين إحداهما للأشعة الفوق بنفسجية والأخرى للأطياف الملونة تستخدم لالتقاط صور ذات تفاصيل واضحة للمريخ.
ويمكن للبعد البؤري القصير للعدسة أن يخفض من مقدار الزمن اللازم للتعريض الضوئي إلى وقت قصير جدا لالتقاط صور ثابتة أثناء الدوران حول الكوكب، ما يرفع من درجة دقة وجودة الصور رغم السرعة المرتفعة التي يدور بها المسبار حول المريخ، فخلال وجوده في المدار العلمي يدور المسبار دورة كاملة حول الكوكب الأحمر مرة كل 55 ساعة.
أما في ما يخص عدسة الأشعة فوق البنفسجية فسيكون نطاق التردد للموجات قصيرة الطول بين /245-275/ نانومتر، بينما سيكون نطاق التردد للموجات الطويلة بين /305 – 335/ نانومتر، أما بالنسبة لنظام العدسة الأخرى فسيكون تردد اللون الأحمر /625 – 645/ نانومتر، واللون الأخضر /506 – 586/ نانومتر، واللون الأزرق /405 – 469/ نانومتر.
ويحمل مسبار الأمل أيضا جهازا ثانيا وهو المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء EMIRS، الذي يقيس درجات الحرارة وتوزيع الغبار وبخار الماء والغيوم الجليدية في الطبقة السفلى للغلاف الجوي .. وقد تم تطوير هذا الجهاز لالتقاط ديناميكيات الغلاف الجوي المتكاملة للمريخ، باستخدام مرآة المسح الضوئي لتوفير 20 صورة في الدورة الواحدة بدقة تبلغ من 100 إلى 300 كم لكل بيكسل. ويستهدف هذا المقياس الطيفي دراسة الغلاف الجوي السفلي للمريخ في نطاقات الأشعة تحت الحمراء، وتوفير معلومات من الغلاف الجوي السفلي بالتزامن مع ملاحظات من كاميرا الاستكشاف.
أما الجهاز الثالث الذي يحمله المسبار لدراسة كوكب المريخ فهو المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية EMUS، الذي يقيس الأوكسجين وأول أوكسيد الكربون في الطبقة الحرارية للمريخ والهيدروجين والأوكسجين في الغلاف الخارجي للمريخ. وهو مقياس فوق بنفسجي مصمم لمراقبة التغيرات المكانية والزمنية للمكونات الرئيسة في الغلاف الحراري للمريخ.
ويستهدف المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية تحديد مدى وفرة وتنوع أول أوكسيد الكربون والأوكسجين في الغلاف الحراري على نطاقات زمنية شبه موسمية، وحساب التركيب ثلاثي الأبعاد والنسب المتغيرة للأوكسجين والهيدروجين في الغلاف الخارجي.
ووفقا لما هو مخطط يواصل المسبار مهمته لمدة سنة مريخية كاملة /687 يوما أرضيا/، بحيث تمتد من ابريل 2021 حتى أبريل 2023، لضمان أن ترصد الأجهزة العلمية الثلاثة التي يحملها المسبار على متنه كل البيانات العلمية المطلوبة التي لم يتوصل إليها الإنسان من قبل حول مناخ المريخ، وقد تمتد مهمة المسبار سنة مريخية أخرى، إذا تطلب الأمر ذلك، لجمع المزيد من البيانات وكشف المزيد من الأسرار عن الكوكب الأحمر.
يشار إلى أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" يخدم البشرية بشكل عام والمجتمع العلمي بشكل خاص، ويضع المعلومات التي يجمعها من خلال أبحاثه في كوكب المريخ من دون مقابل في متناول أكثر من 200 مؤسسة علمية ومركز أبحاث حول العالم، كما يرسخ المشروع اهتمام شباب الدولة والعالم العربي لدراسة العلوم والرياضيات والهندسة
والتكنولوجيا والتخصص فيها، كما يسهم المشروع في بناء كوادر إماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء والابتكار والأبحاث العلمية والفضائية. كما يسهم هذا المشروع العلمي الطموح في إحداث تحولات جذرية في تطوير قدرات دولة الإمارات والعالم العربي في مجال البنى التحتية الهندسية والصناعية والعلمية والبحثية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك