يبدو أن العقوبات الصارمة التي فرضتها الحكومة الأميركية الشهر الماضي على الشركة الصينية العملاقة "هواوي"، بدأت تؤتي أكلها، فبعد أن أفادت تقارير صحافية الاثنين أن الشركة أوقفت بعض الطلبات إلى شركة فوكسكون Foxconn، مما تسبب في توقف إنتاج العديد من طرازات هواتفها الذكية، تعتزم الشركة الصينية التخلي عن قطاع أعمال الكابلات البحرية عبر بيع حصتها البالغة 51 في المئة في شركة كابلات الاتصالات البحرية Huawei Marine، وذلك وفقًا لملف الإيداع المرسل إلى بورصة شنغهاي للأوراق المالية من قِبل المشتري الصيني، الذي لم يكشف عن حجم الصفقة.
وقالت Hengtong Optic-Electric، وهي شركة لمنتجات شبكات الاتصالات الضوئية ومقرها في مقاطعة جيانغسو الصينية، في إيداعها إلى البورصة: إنها وقعت خطاب نوايا مع شركة Huawei Tech Investment التابعة لشركة هواوي في 31 مايو لشراء الحصة.
ويأتي خروج الشركة الصينية من مجال كابلات الإنترنت البحرية بعد أسابيع من قيام إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بمنعها من شراء التكنولوجيا الأميركية، وفرض وزارة التجارة الأميركية حظرًا تجاريًا عليها، الأمر الذي يهدد بشكل كبير بتعطيل سلسلتها للإمداد.
تدقيق مكثف و"حصار" أميركي
وتخضع الشركة الصينية – الرائدة عالميًا في مجال بيع معدات الاتصالات والهواتف الذكية، لتدقيق عالمي مكثف بعد مزاعم من الولايات المتحدة بأن منتجاتها تشكل مخاطر أمنية، وهو ما تنفيه هواوي بشكل متكرر.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" في مارس/آذار الماضي عن مسؤولي الأمن الأمريكيين قولهم: إن الكابلات البحرية المُصنعة من قِبل شركة هواوي قد تكون عرضة للتجسس من قِبل الدولة الصينية، وهو ما تنفيه الشركة.
وتخضع شركة Huawei Marine، التي تأسست عام 2008 كمشروع مشترك مع شركة الكابلات البحرية العالمية البريطانية Global Marine وتعمل بشكل أساسي في تصنيع كابلات الاتصالات البحرية الدولية، لتدقيق بالنظر إلى دورها في بناء البنية التحتية الأساسية للاتصال بالإنترنت.
أقرأ أيضا :
"هواوي" تكشف عن موعد إطلاق بديل "أندرويد"
ووفقًا للتقرير السنوي لشركة هواوي، فقد حصلت عملاقة التكنولوجيا الصينية على غالبية حقوق التصويت في مجلس إدارة شركة Huawei Marine في شهر أغسطس 2018، مع احتفاظ Global Marine بحصة غير مسيطرة بنسبة 49 في المئة، كما ساهمت Huawei Marine بإيرادات بلغت 394 مليون يوان (57.10 مليون دولار)، وحققت أرباحًا صافية بلغت 115 مليون يوان (17 مليون دولار) في عام 2018، وذلك بحسب التقرير السنوي لهواوي.
وتلعب Huawei Marine دورًا رئيسيًا في طموحات هواوي، إذ تشارك في بناء زهاء 90 مشروعًا للكابلات المغمورة تحت البحر من المحيط الهادئ إلى المحيط الأطلسي، مما يعني مدها لما يصل إلى 50 ألف كيلومتر من الكابلات تحت البحر.
إلى ذلك، بنت الشركة مسارات متعددة لكابل ممتد من إنجلترا إلى محيط كيب تاون في جنوب أفريقيا، وتشمل المشاريع البارزة الأخرى مسارًا عبر المحيط الأطلسي يربط بين البرازيل والكاميرون.
وقد يهمك أيضاً :
التداعيات الخطيرة وراء أزمة "هواوي" وسيناريوهات الحل
"إيه أر إم" لشرائح المعالجات تعتزم وقف تعاملاتها مع شركة "هواوي"
أرسل تعليقك