نظم ذكاء صناعي تعيد صياغة الصوت الحقيقي للممثل فال كيلمر
آخر تحديث GMT04:38:04
 العرب اليوم -

نظم ذكاء صناعي تعيد صياغة الصوت الحقيقي للممثل فال كيلمر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - نظم ذكاء صناعي تعيد صياغة الصوت الحقيقي للممثل فال كيلمر

يوتيوب
واشنطن - العرب اليوم

استخدمت شركة «سونانتيك» البريطانيّة النّاشئة أفلامًا قديمة للممثّل فال كيلمر بهدف إعادة تكوين صوته. وفي مقطعٍ نُشر على يوتيوب الشهر الماضي ، أعلن صوتٌ يسهلُ التعرّف إليه على أنّه الممثّل فال كيلمر: «صوتي كما أعرفه أُخذ منّي، والنّاس من حولي يواجهون صعوبةً في فهمي عندما أتكلّم». وكان الممثّل الهوليوودي قد فقد صوته بعد عمليّة جراحيّة أجراها لاستئصال سرطان الحنجرة عام 2015، أدّت إلى تعثر مهنته وتغيير طريقة تواصله مع النّاس إلى الأبد. ولكنّ الأمور تغيّرت في نهاية العام الماضي، عندما ساعدت شركة «سونانتيك» الناشئة المتخصصة بتطوير البرامج الإلكترونيّة التي تستنسخ الأصوات للممثلين والاستوديوهات، كيلمر على التكلّم من جديد.

تبدو أكثر الأصوات التي تنتجها نظم الذكاء الصناعي مثل مساعد سيري من آبل وأليكسا من أمازون، بالاعتماد على أشخاص حقيقيّين، مزيّفة. ولكنّ موجة من الشركات الناشئة توظّف اليوم الذكاء الصناعي لتقديم خدمات استنساخ الصوت لأجهزة المساعدة الصوتية وألعاب الفيديو واستوديوهات الأفلام. ازدادت حقيقيّة الأصوات المنتجة تقنيًا في عهد تقنية «ديب فيك» (التزييف العميق) التي تستخدم الذكاء الصناعي للتلاعب بمحتوىً ما وجعله يبدو حقيقيًا بشكلٍ خادع. يتّسم هذا الوسيط التقني بجودة عالية تصعّب أحيانًا التفريق بين الأصوات البشرية ومثيلاتها المصطنعة.

وبعد خمس سنوات على جراحة كيلمر، تواصل ممثله القانوني مع شركة «سونانتيك» لإعادة تكوين صوته الضائع رقميًا. وقالت زينة قرشي، الرئيس التنفيذي والشريكة المؤسسة لـ«سونانتيك»: «وهذا ما فعلناه. أراد فريق فال منحه صوته من جديد ليتمكّن من الاستمرار بحياته المهنية». بدأ المشروع في ديسمبر (كانون الأوّل) 2020 بعدما أنهى كيلمر وثائقي عنوانه «فال» حول حياته المهنية في هوليوود ومعركته مع السرطان. ولم يأتِ الوثائقي على ذكر تقنية الذكاء الصناعي التي طوّرتها «سونانتيك»، ولكنّها نشرت مقطعًا مصوّرًا عنه على يوتيوب حاز على أكثر من 18 ألف مشاهدة.

جاء مشروع كيلمر بعد شهرٍ واحدٍ من كشف صانع الوثائقيّات مورغان نيفيل عن استخدامه لبرنامجٍ لم يسمّه لاستنساخ صوت الطاهي الشهير الراحل أنتوني بوردين في فيلمه التجاري «رود رانر». وواجه نيفيل هجومًا من أوتافيا بوردين، أرملة الممثّل الراحل، التي اعترضت على عدم استشارتها قبل إعادة تكوين صوت زوجها بواسطة الذكاء الصناعي. ترفض «سونانتيك»، التي تأسست قبل ثلاث سنوات، الكشف عن ممثلين آخرين تعمل معهم، وتركّز أكثر على علامات الألعاب الإلكترونيّة التجارية كـ«إكس بوكس غيم ستوديوز» و«أوبسيديان إنترتاينمنت» و«ريميدي غيمز»، وغالبًا ما ترخّص خدمات صوتيّة صناعية للاستوديوهات تتيح لها توليف وإخراج الأصوات الصناعية بما يشبه عمل المخرجين مع الممثلين البشر. وقال جون فلين، رئيس قسم التقنية في الشركة: «نرى هذه التقنية كأدة فوتوشوب للصوت، يمكنكم من خلالها العمل والتأثير في بعض المجالات الصغيرة».

ونقل دالفين براون المتخصص بالتطويرات التقنية في واشنطن في تقرير له، عن الشركة قولها إنّ مهندسيها سحبوا نماذج من مقاطع قديمة و«صفّوها» لإلغاء الضجيج في خلفيتها. لقد ابتكروا أيضًا سيناريو بناءً على المادّة، وربطوا الصوت والنصّ مع بعضهما بـ«قطع صغيرة» وشغّلوا البيانات بواسطة خوارزميّات «محرّك الصوت» التي تعلّمت الكلام من خلال الإنصات إلى التسجيلات، بحسب فلين. وأوضحت الشركة في بيانٍ أنّ «محرّك الصوت يستمدّ المعنى من الكلمات المكتوبة ويمكن استخدام هذه الدلالات» لتوضيح حالةٍ من الغضب الشديد والمعاناة العاطفية. واستعرضت «سونانتيك» في أبريل (نيسان) الماضي كيف يمكن للخدمة الصوتية إقناع المستمع بأنّ شخصين يخوضان جدلًا محمومًا. في ذلك العرض، يدخل الصوتان في محادثة عاديّة تتصاعد بسرعة لتتحوّل إلى صراخ. تشرح الشركة في تصريح صحافي أنّ هذا السيناريو، إن حصل في الحياة الحقيقية، يحفظ «حبال الممثلين الصوتية» ويتيح لهم «الحصول على دخلٍ غيابيّ».

وتضيف الشركة أنّها صنعت 40 نسخة من صوت كيلمر واختارت الأعلى جودةً منها لأنّها تلتقط أسلوب الممثّل في التعبير. وكانت النتيجة، بحسب «سونانتيك»، برنامجًا كومبيوتريًا يحوّل النص إلى خطاب ويستطيع تقليد مستويات لفظ مقاطع الكلمات والعواطف لدى كيلمر. يستطيع البرنامج الإلكتروني قراءة سطور النصّ بصوتٍ عالٍ، ملتقطًا مزايا كيلمر السابقة في الكلام والتعبير والنبرة. وتقول الشركة إنّ كيلمر الذي أحبّه النّاس في دور الرجل الجليدي في فيلم «توب غان» يستطيع استخدام التقنيّة متى أراد. وأوضحت قرشي أنّ «هذا النموذج يعود له حصرًا. يستطيع استخدامه في حياته الخاصّة أو المهنيّة إذا أراد».

وكما في حالة كيلمر، يمكن استخدام هذه التقنية من قبل الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في الكلام أو الممثلين الذين يحتاجون لإراحة أحبالهم الصوتية بعد جولات صراخٍ طويلة في الاستوديو. في المقابل، تشعل التقنية مخاوف قانونيّة وأخلاقيّة واقتصاديّة خصوصًا في صفوف ممثلّي الصوت الذين باتوا يخشون على مصدر دخلهم. وقد استُخدمت تقنية «ديب فيك» لصناعة فيديوهات لسياسيّين مثل دونالد ترامب وباراك أوباما، مسلّطةً الضوء على مخاطر التقنية المصمّمة لتصوير أشخاصٍ وكأنّهم يقولون أشياء لم يقولوها يومًا.

اعتبر جاي بريتون، ممثّلا صوتيا يؤدّي دور شخصيّات في «غو!غو!كوري كارسون» وغيرها من ألعاب الفيديو التي تنتجها نتفليكس: «عندما أكون ممثلًا، أستطيع أن أقرّر ما إذا كنتُ سأدعم المحتوى أم لا. إنّ نسخ صوت ممثلٍ وهو يقول أشياء قد لا يدعمها ،هو أمرٌ مدمّر». تشير شركة «سونانتيك» إلى أنّ منتجها ليس مصمّمًا ليحلّ محلّ الممثلين، وتروّج له كحلّ «يقلّص أوقات الإنتاج من شهر إلى دقائق». وتعدُ أيضًا «بأداء مقنع وحقيقيّ في ألعاب الفيديو والأفلام بأصواتٍ بارعة في التعبير من إنتاج الذكاء الصناعي»، ما سيؤسّس لمنتج يقلّل ساعات العمل المدفوعة التي يمضيها الممثلون في الاستوديوهات.

تجدر الإشارة إلى أنّ الولايات المتّحدة لا تملك قوانين تمنع الشركات من فبركة أصواتٍ صناعيّة. ولكنّ يوجد في المقابل إطار عملٍ قانونيّ وُضع لصدّ أولئك الذي يسعون لكسب المال بالاعتماد على التشبّه بأحد المشاهير. ففي حادث سرقة صوت وقعت في التسعينات، قاضى المغنّي توني وايت دوريتو لاي الذي استخدم صوتًا يشبه صوته في إعلان، وحصل على تعويض بقيمة 2.6 مليون دولار.

وأشار بيتر رايموند، محامٍ متخصص بالملكية الفكرية في شركة «ريد سميث» في نيويورك، إلى أنّه «إذا استمرّت الشركات في إنتاج أصواتٍ لأشخاصٍ معروفين دون إذن، يمكن لهذا العمل أن يُصنّف كتعدٍ على الخصوصيّة، وقد يعرّضها لملاحقات قانونيّة. أمّا في حال استخدمت التقنية في مجال الفكاهة والسخرية أو الروتين الفنّي، عندها لن تعتبر تعديًا إلّا في حال تحقيق مكاسب تجاريّة». وحصل برنامج «سونانتيك» على تقدير كيلمر وإشادته وقال في تصريح إنّ «هذه الشركة الناشئة أعادت له صوته بشكلٍ احترافيّ وبطريقة لم يتخيّلها من قبل».

قد يهمك ايضا 

الذكاء الصناعي يحسّن عين ناسا لمراجعة بعض الصور على الشمس

مكافآت من «تويتر» لكشف تحيزات الذكاء الصناعي

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظم ذكاء صناعي تعيد صياغة الصوت الحقيقي للممثل فال كيلمر نظم ذكاء صناعي تعيد صياغة الصوت الحقيقي للممثل فال كيلمر



GMT 10:17 2021 الجمعة ,10 كانون الأول / ديسمبر

"فلكية جدة" تكشف سبب اختفاء البقع الشمسية لليوم الثاني

GMT 06:26 2021 الثلاثاء ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الماء الذي يغطي سطح الأرض تشكل في الفضاء بمساعدة الرياح

GMT 10:36 2021 الإثنين ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بعثة روسية- أمريكية مشتركة إلى كوكب الزهرة

GMT 15:25 2021 الإثنين ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

كروم يسهل أخذ "لقطات شاشة" وتعديلها من المتصفح

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab