واشنطن - العرب اليوم
يتداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي، بشكل واسع حول العالم، صورة لصخرة غريبة جدا وهائلة الحجم تقع في إحدى المناطق السعودية، لكن شكل هذه الصخرة والتأثير الغريب الذي تعرضت له ما زال يحير الخبراء والعلماء إلى يومنا هذا.وتثير الصخرة الغريبة كل من يشاهدها بسبب تعرضها لعملية انقسام فريدة جدا، تذهل العلماء والمختصين، نظرا لدقة عملية القطع الكبيرة التي جلعت البعض يربط هذا القطع بالكائنات الفضائية.وادعى الكثير من رواد وسائل التواصل الاجتماعي أو في التعليقات المرصودة على مواقع الدردشة أن الصخرة تعرضت لـ"قصف ليزري فضائي"، لكن هذه النظريات يستبعدها العلماء والخبراء.وتقع الصخرة الغامضة المحيرة التي يطلق عليها اسم حصاة النصلة أو حصاة عنترة في منطقة القصيم وسط المملكة العربية السعودية في واحة تيماء القاحلة غربي صحراء النفود.
نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية آراء جمعتها من عدة خبراء لمحاولة تفسير الانشطار الغامض والدقيق الذي تعرضت له هذه الصخرة الغريبة، حيث قدموا نظريات مختلفة ومتنوعة.ويشير أحد الجيولوجيين إلى أن الانقسام قد يكون ناتجا عن عملية التجوية، أو "ذوبان الجليد"، لكن آخرين يقولون إن الانقسام دقيق وسلس للغاية بحيث لا يمكن أن يكون نتيجة أحداث طبيعية، فمنهم من نسب السبب لليزر فضائي ومنهم من نسبه لحضارة زائلة عاشت على الأرض وشهدت تقدما كبيرا، معتبرين أن هذه الصخرة دليل على تطورها التكنولوجي.
لكن العلماء يحاولن دائما الاقتراب من الواقع، وهو ما أشارت إليه الجيولوجية شيري لويس، الباحثة في جامعة بريستول، في تصريحاتها لـ"MailOnline "، والتي وصفت المشهد بالرائع وتحاول تفير سبب الانشطار قائلة: "من الممكن أن يكون (الانقسام) قد تشكل بسبب عملية تسمى التجوية وتتمثل بـ"التجمد والذوبان"، والتي تحدث عندما يدخل الماء في شق صغير في الصخر. مع انخفاض درجات الحرارة، يتجمد الماء ويتوسع ويتمدد مما يؤدي إلى اتساع وإطالة الشق ليشكل كامل الصخرة.صخرة النصلة في تيماء..كتلة صخرية ضخمة مقسومة إلى النصفين وتتسم بالشكل المخروطي الذي تشكل بسبب العوامل الجوية والرياح.وعندما تتكرر العملية على مدى آلاف أو حتى ملايين السنين يتوسع الشق حتى تنقسم الصخرة بالكامل. حيث أن هذه العملية، إلى جانب عملية الحت الناتجة عن الرياح يمكن أن يفسر سبب وقوف الصخرة بمفردها على هذا النحو. وتضيف لويس أن "تأثير السفع (الكشط الرملي) الرملي يمكن أن يكون قد خلق سطحا أماميا أملسا إذا كان يواجه الريح السائدة".لكن لويس استبعدت قيام حضارة قديمة بشرخ الصخرة، خصوصا عند النظر مع بعض الحضارات التي صنعت منحوتات جزيرة أستر بأبسط الأدوات لكن "بشق الأنفس".
وبدوره، حاول الجيولوجي والجيوفيزيائي البروفيسور، تيم ريستون، الباحث والمدرس في جامعة برمنغهام تفسير التكوين الغريب.وقال ريستون في تصريحات لـ"MailOnlin"، إن الانقسام "على الأرجح هو كسر طبيعي في الصخرة ناتج عادةً عن الضغط المطبق والتوسع، ويتشكل هذا الضغط عندما كانت الصخرة ضمن طبقة من الصخور، لكن مع استمرار عملية الحت تركت مكشوفة بسبب تآكل المناطق المحيطة''.وحير التكوين الصخري الخبراء بشكل عام، وعلى الرغم من أن العلماء يرجحون النظريات الناتجة عن العوامل الطبيعية، إلا أن شكل الصخرة يجعل رواد وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم يضعون تلك النظريات جانبا ويجرحون نظريات أخرى أكثر بساطة لتفسير عملية القطع فائقة الدقة المطبقة في الصخرة، كنظرية "القصف بشعاع فضائي".
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك