الشغف الأميركي بالتجسس مارد تكنولوجي وقزم أخلاقي
آخر تحديث GMT07:20:17
 العرب اليوم -

الشغف الأميركي بالتجسس: مارد تكنولوجي وقزم أخلاقي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الشغف الأميركي بالتجسس: مارد تكنولوجي وقزم أخلاقي

بكين ـ شينخوا

يبدو أن الولايات المتحدة، التي تلعب على الدوام دور الشرطي العالمي المُدافع عن الحرية وحقوق الإنسان ، أصبحت منغمسة في التجسس، حيث كشفت تقارير إخبارية مؤخرا عن العديد من عمليات التنصت والمراقبة الأمريكية التي تستهدف دولا أخرى من بينها الصين. لا نشعر بدهشة هائلة تجاه أنشطة التجسس الأمريكية ضد الصين التي لا تعتبر الضحية الأولى ، وربما ليست الأخيرة للأفعال الأمريكية الشنيعة، فبدءا من المواطنين الأمريكيين مرورا بالحلفاء ووصولا للشركاء الدوليين، صار الجميع ضحايا للتجسس الأمريكي . يبدو أن الولايات المتحدة أصبحت ماردا تكنولوجيا حيث وسعت عمليات التنصت والمراقبة إلى كل أنحاء العالم، ملقية بالقواعد الدولية والأخلاقية والإنسانية إلى سلة النفايات، فقد وصفت أمريكا وكيلها السابق إدوارد سنودن بـ"الخائن"، لكنها في الحقيقة خانت العالم بأسره. هناك مثل صيني يقول " لن تفرض ما تكرهه على الآخرين "، ولكن هذا المبدأ الأساسي للتعامل مع الآخرين لا ينطبق على الولايات المتحدة، فعلى سبيل المثال، تجسست وكالة الأمن القومي الأمريكية على شركة هواوي الصينية العملاقة في مجال الاتصالات ، وسرقت معلومات سرية منها، ومن المثير للسخرية أن الولايات المتحدة لطالما زعمت بصوت عال أن هواوي سرقت أسرارها. يجب ألا تفتخر الإدارة الأمريكية بتكنولوجيا التنصت والمراقبة القوية التي تمتلكها، بل يجب أن تفكر جاهدة في بناء منظومة أخلاقها ، فلو كانت لديها تكنولوجيا مراقبة رائعة، فكيف فقد عدد كبير من الأبرياء حياتهم نتيجة الهجمات الأمريكية العشوائية في أفغانستان؟ يجب ألا تغمس أمريكا نفسها في التجسس والتنصت، بل يجب أن تستمع إلى صوت العالم العادل، فلو كانت قد استمعت بجدية لأي كلمة من ذوي الضمير، فلماذا ما يزال الشعب العراقي غارقا حتى اليوم في مرارة الحرب التي شنتها الولايات المتحدة ضده؟ لا يمكن لأي طرف ضمان مصلحته وأمنه على حساب مصلحة وأمن الآخرين ، هذا أمر بسيط يعرفه الجميع حتى الأطفال ، ولكن يؤسفنا أن الإدارة الأمريكية المبتكرة ظلت تضر بمصلحة الدول الأخرى بحجة صيانة مصلحتها الخاصة. من الصعب أن توقف الولايات المتحدة أعداءها من خلال عمليات التجسس، لكن من المؤكد أنها ستفقد المزيد من الأصدقاء لو استمرت في التمسك بهذه الطريقة البشعة. لقد دخل العالم عصرا متعدد الأقطاب ، ومن الضروري أن تتعلم الولايات المتحدة كيفية الالتزام بالقواعد الدولية واحترام الآخرين بدلا من السعي المفرط إلى مصالحها الخاصة. على الولايات المتحدة أن تتوقف عن أفعال التنصت والمراقبة فورا للخروج من فضيحة التجسس، فهي وإن كانت قوية في ميدان تكنولوجيا التجسس، لكنها في الحقيقة مجرد قزم في أخلاقها هذه .

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشغف الأميركي بالتجسس مارد تكنولوجي وقزم أخلاقي الشغف الأميركي بالتجسس مارد تكنولوجي وقزم أخلاقي



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 06:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوثيون يستهدفون سفينة في البحر الأحمر دون إصابات
 العرب اليوم - الحوثيون يستهدفون سفينة في البحر الأحمر دون إصابات

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab