أكد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن تأسيس قطاع فضائي متكامل في دولة الإمارات بما يتطلبه من موارد بشرية وبنية تحتية وأبحاث علمية هو مصلحة وطنية عليا تتطلب من الجميع العمل بروح الفريق الواحد وتوحيد الجهود والطاقات لترسيخ قيادة دولة الإمارات لهذا القطاع وبناء قدرات علمية متقدمة للدولة في هذا المجال.
جاء ذلك خلال افتتاحه حفل إطلاق الإستراتيجية لقطاع الفضاء في دولة الإمارات، بحضور نائب حاكم دبي وزير المالية الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان ووزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان.
وأوضح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن دولة الإمارات قبل مسبار الأمل وقبل إطلاق وكالة الفضاء هي غيرها اليوم، وأنها في بداية مرحلة جديدة تحمل طموحات متقدمة تعمل على بناء قدرات مختلفة وترسيخ وضع دولي جديد للإمارات.
وأشار إلى أن تطوير قطاع فضائي جديد بشكل متكامل سيقدم قيمة مضافة كبرى للاقتصاد الوطني والمعارف التقنية والموارد البشرية والسمعة العالمية.
وتضمن برنامج الحفل الذي أقيم في مركز أبو ظبي الوطني للمعارض عرضًا للخطة الإستراتيجية لقطاع الفضاء في دولة والتي تشمل على رسالة ورؤية وكالة الإمارات للفضاء التي تحدد أولوياتها للمرحلة المقبلة وعدد من المبادرات والبرامج المنبثقة عن الأهداف الإستراتيجية الأربعة التي تمهد الطريق إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات في قطاع تكنولوجيا الفضاء العالمي والعمل على تنظيم ودعم وتنمية القطاع في الدولة.
وكشف خلال اللقاء عن خطة وكالة الإمارات للفضاء لإنشاء أول مركز أبحاث فضاء في المنطقة بتكلفة إجمالية تقارب 100 مليون درهم.
وأفاد رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء الدكتور خليفة محمد الرميثي أن دولة الإمارات بنيت على آمال وتطلعات كبيرة لمؤسسيها لتكون في الطليعة وهو ما تمت ترجمته إلى واقع بتوجيهات ومتابعة حثيثة من القيادة.
وأضاف أن الإمارات وضعت خطة إستراتيجية بعيدة المدى لإرساء أساس صلب ومستدام لمجتمع قائم على العلم والمعرفة من شأنه أن يقود إلى ابتكارات واكتشافات متقدمة في مجال الفضاء وتحفيز الاقتصاد والتأكيد على مكانة الإمارات كلاعب عالمي في هذا القطاع الرائد.
وأشار الرميثي إلى أن قيمة استثمارات الدولة في قطاع الفضاء تتجاوز حاجز الـ 20 مليار درهم ممثلة في أنظمة الاتصالات الفضائية واستكشاف الأرض والفضاء وخدمات نقل البيانات والبث التلفزيوني عبر الفضاء والاتصالات الفضائية المتنقلة وغيرها، منوهًا بدور الوكالة المحوري في تنظيم هذا القطاع المتنامي وتطوير الكوادر الإماراتية لتغدو رائدة لهذا القطاع على مستوى العالم وهو ما يؤكد رسالة الإمارات إلى العالم بأن أبناءها قادرون على الابتكار والتحدي وخوض غمار المنافسة.
وأوضح المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، أن دولة الإمارات صاغت خطتها الإستراتيجية للقطاع الفضائي بما ينسجم مع رؤية القيادة للدولة ورؤية الإمارات 2021 الهادفة إلى أن تكون الدولة واحدة من أفضل دول العالم بحلول يوبيلها الذهبي واحتفالها بيومها الوطني الخمسين.
وذكر الدكتور الأحبابي، أنه وفي إطار مستهدفات الوكالة التي تركز على العنصر البشري باعتباره عماد التطور الحقيقي فإن الوكالة ستبعث خلال العام 2015 نحو 15 طالبًا من المتميزين في بعثات خارجية ومحلية وذلك من خلال شراكة إستراتيجية مع وزارة شؤون الرئاسة وصندوق دعم قطاع الاتصالات فضلا عن العمل مع الجهات التعليمية والأكاديمية باستخدام مفهوم الفضاء كإلهام وتشجيع للطلبة للإقبال على دراسة العلوم والتقنيات في سبيل المساهمة برحلة الدولة نحو الفضاء.
وكشف الأحبابي أن الوكالة تعمل على إنشاء أول مركز أبحاث فضاء في المنطقة بتكلفة إجمالية تقارب 100 مليون درهم على مدى خمسة أعوام، وذلك من خلال شراكة إستراتيجية مع جامعة الإمارات وهيئة تنظيم الاتصالات ممثلة بصندوق دعم قطاع الاتصالات "أي سي تي أف يو أن دي"، وأن المركز سيعمل كحاضنة للبحث والتطوير والابتكار في مجال الفضاء على مستوى الدولة، مشيرًا إلى أن التنسيق جار مع بعض الجهات لتنفيذ مشروع "مرصد الإمارات" الذي سوف يثري مفهوم البحث والابتكار في مجال الفضاء.
أرسل تعليقك